الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
جامعات

وزير الأوقاف يصف طالب ماجستير بـ"الجاهل".. وأساتذة الجامعات: الوزير أضاع كرامة العلم

كشكول

شهدت جامعة الزقازيق، أمس الأحد، وبمشاركة الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، مناقشة رسالة ماجستير مقدمة من الباحث وجدى عبدالقادر محمد أحمد تحت عنوان "تجديد الفكر الدينى فى الإسلام"، تحت إشراف الدكتور صابر عبدالدايم يوسف والدكتورة هدى درويش مشرفا والدكتور غلام قمر الأزهرى مناقشا.

وحضر المناقشة الدكتور خالد عبدالبارى رئيس جامعة الزقازيق واللواء خالد سعيد محافظ الشرقية، والشيخ زكريا الخطيب وكيل وزارة أوقاف الشرقية، وعدد من قيادات الجامعة وعلماء الأوقاف والأزهر، وذلك بمركز تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس بجامعة الزقازيق.

وانفعل الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، خلال مناقشتة لرسالة ماجستير، ووصف مقدمها بالجاهل، وطالب المشرفين تأجيلها لفترة 6 أشهر على الأقل لتعديل الأخطاء التى وردت فيها، قائلا "إنه لا وساطة فى العلم، وأن الطالب أساء لفكرة الوطنية والدين، ووفق ما جاء فى صياغته للرسالة فهو يدل عن جهل منه وعدم فهم، ولولا ذلك لكان أحاله لمجلس تأديب".

وتابع وزير الأوقاف، خلال المناقشة، أن الوساطة فى العمل تفسده، وناقش الطالب فى بعض بنود الرسالة و162 خطئا لغويا وأجزاء يجب حذفها وأبيات شعرية نقلت عن عدم فهم لمعانيها، موضحا أن تلك الأخطاء غيرت معانى بعض الجمل فى البحث، والذى وصفة مختار بالجهل.

وكانت اللجنة قد أوصت فى قرارها بحضور الدكتور صابر عبدالدايم، عميد كلية اللغة العربية الأسبق، والدكتوره هدى دوريش رئيس قسم الأديان بالمعهد الآسيوى، والدكتور غلام قمر الأزهرى، بتأجيل الرسالة لمدة 6 أشهر، وحيال تلافى الأخطاء تمنح له الدرجة بتقدير جيد جدا.

من جانبه، قال الدكتور محمد كمال أستاذ القيم والأخلاق بجامعة كفر الشيخ، إن للرسائل العلمية أصول يجب اتباعها كتابة ومراجعة ومناقشة، فبعد أن ينتهي الباحث من كتابة رسالته تحت إشراف وتوجيه ومتابعة ومراجعة المشرفين يتم تشكيل لجنة للمناقشة وإرسال نسخة من الرسالة لهم ليوافقوا على مناقشتها أو يرفضوا.

وأضاف كمال، فى تصريح خاص، قائلا "إن كانت هناك أخطاء جوهرية أو يطلبوا عدم مناقشة الرسالة إن كان هناك أخطاء فادحة بها، أما وقد شكلت لجنة المناقشة ووافق المناقشين علي مناقشتها فلا يحق لأحدهم أن يرفض مناقشتها أثناء المناقشة، وهو ما يعلمه الدكتور مختار جمعة الذي تناسى تمامًا أنه في الجامعة يناقش رسالة علمية".

وتابع أستاذ القيم والأخلاق بجامعة كفر الشيخ، قائلا "فالباحث يعرض الآراء المختلفة في موضوع رسالته وله أن يؤيد منها ما يراه صحيحا ويذكر أسباب رفضه لما يراه لا يتفق معه، ويمكن أن تختلف معه لجنة المناقشة في آرائه فتوضح له الصواب والخطأ وأسباب كل منهما، ومن الناحية العلمية فقط وليس المزايدات الإعلامية"، مضيفا "أما أن ينفعل مناقش بهذه الطريقة ويلقي خطبة عصماء فهذا ما لا نشاهده في قاعات المناقشات، والأسوأ أن يتجاوز المناقش ويصف الطالب بالحمار وهو ما يجعل المناقش غير صالحا للمناقشة، وأثق تماما أنه لو لم يكن وزيرا لمنع من دخول الجامعة ورفع عليه الباحث قضية سب وقذف وصدر حكم بحبسه".

وأكد كمال، قائلا "الإهانة هنا ليست موجهة للباحث وحده بل للجنة الإشراف التي وافقت على مناقشة الكلام الذي اعتبر بسببه دكتور جمعة الباحث حمارًا، وعلى الدكتور مختار جمعة مراجعة أخلاق العلماء مع الطلاب وهو يعلمها جيدا وهناك رسائل في الجامعات المصرية تذكرها تفصيلا ليلتزم بها أو يمتنع عن مناقشة الرسائل حتى يترك منصبه الوزارة فما حدث فضيحة علمية بكل المقاييس".

واختتم أستاذ القيم والأخلاق بجامعة كفر الشيخ، حديثه قائلا "أما الباحث فكان أكرم له أن ينسحب من المناقشة بعد سبه بهذه الطريقة، لقد أضاع كل من شارك في هذه المناقشة كرامة العلم واحترام قدسية قاعات العلم".

وقالت الدكتورة لبني عبدالمجيد الأستاذ بكلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان، إنها‏ لم تشاهد الفيديو ولكن بحكم إشرافها ومناقشتها للكثير من رسائل الدكتوراه شاهدت مواقف مشابهه، قائلة "انصح بعدم الاستعانة بالوزراء وكبار المسئولين وأصحاب التحيزات السياسية في المناقشات العلمية، واجعلوها علميه فقط، وانصح المشرفين بالقيام بدورهم حتي آخر دقيقه في المناقشة فلا يجوز ترك الطالب مجال لهجوم غير موضوعي لأسباب غير علمية".

وأضافت عبدالمجيد، قائلة "انصح أيضا باهتمام الجميع بالتقارير السابقة للمناقشة وكتابتها بأمانة بعد قراءة متأنية للبحث، واللي بيحصل عندنا مولد وصاحبه غايب"، مضيفة "أعتقد بلاش نقسو علي الباحث ولا علي الإشراف، إزاي نسكت الراجل المنفعل ده وصوته عالي وواقف كأنه في خناقه، والرد كان حيبقي خناقة".

وتابعت عبد المجيد، قائلة "أتمني اللجنة تكتب تقرير وترفعه لرئيس الجامعة بما حدث من تجاوز الوزير فلا أحد فوق القانون والأخلاق والقواعد الأكاديمية لابد أن يحترمها الجميع بلا استثناء"، مضيفة "المشكلة في الطريقة غير الأخلاقية وغير الأكاديمية التي استخدمها الوزير كمناقش علي منصة علمية لها نظام أكاديمي موضوعي غير مكتوب ولكن يجب احترامه".

وأوضح الدكتور نبيل أبوضويه الأستاذ بجامعة الأزهر، أن الإهانة تنال لجنة الإشراف قبل أن تنال من الطالب، قائلا "المفروض أن لجنة الإشراف كتبت تقرير صلاحية الرسالة للمناقشة قبل يوم المناقشة"، مضيفا "ليس من حق عضو لجنة المناقشة إهانة الطالب لا تلميحا ولا تصريحا، وإن فعل فمن حق الطالب أن يرد له الصاع صاعين حتى لو كان وزير".

وقال الدكتور محمود درويش أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآداب جامعة المنيا، إنه للأسف لا يجب إهانة الطالب مهما كان مستوى الرسالة، وطبيعي ألا تعقد المناقشة إلا بعد تقديم أعضاء اللجنة تقارير تفيد أن الرسالة صالحة للمناقشة أما منح الدرجة يعلق لحين انتهاء الطالب من الملاحظات.

وأضاف درويش، قائلا "الأغرب في الأمر أن الوزير لا يجب أن يجلس على المنصة باعتباره وزيرا بل أستاذا فقط والوزير في الوزارة، وتصرفه ليس مقبولا"، مضيفا "الوزير أقل كثيرا من أستاذ على منصة الحكم ومن السهل في بلادنا أن تصبح وزيرا ولكن من الصعب ومن الأمور التي تدعو للفخر أيضا أن تكون أستاذا".

وتابع درويش، قائلا "ليس من حق أحد الأعضاء اتخاذ قرار منفرد بشأن منح الدرجة أو تأجيله وذلك يتم أثناء المداولة، والوزير أخل بالتقاليد الجامعية وتصرف كوزير وهذا غير مقبول من جميع الجوانب الإدارية والعلمية".