الخميس 18 أبريل 2024 الموافق 09 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

وكيل "أصول الدين" بالأزهر: أنشأنا مركزًا للاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة.. ولا يوجد قانون يُجبر الجامعة تعيين الأوائل

كشكول

: ننظم محاضرة ثقافية أسبوعية للطلاب لتحصينهم ضد التطرف

: لم نتوقف يومًا عن تطوير مناهجنا.. ونسعى دائمًا للاستفادة من خبرات العالم


قال الدكتور عبدالله عزب، وكيل كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، إنَّ الكلية تهتم بطلابها لأهميتهم بعد التخرج ووجودهم دعاة ووعاظ وانتشارهم بين الناس، وحاجتهم إلى القيام بدور قوي في المجتمع، مشيرًا إلى رسالتها في البحث العلمي وتطويره.

وأضاف في حوارٍ لـ"كشكول" أنَّ الكلية تنظم محاضرات ثقافية أسبوعية، لتحصين طلابها من التطرف، لافتًا إلى أنَّ الجامعة ليس لها يد في أزمة تعيين الأوائل، حيث إنَّه لا يوجد قانون يُجبرها على تعيينهم.

 

· تُخرِّج كلية أصول الدين الدعاة والوعاظ.. فكيف تؤهل الطلاب؟

- الكلية تقوم على 4 أقسام "العقيدة والتفسير والحديث والدعوة"، وتخرج الأئمة والوعاظ ومدرسين في قطاع المعاهد الأزهرية، فهي من أقدم الكليات وأعرقها فكرًا وخرَّجت علماء كثر عبر التاريخ، سواء مفكري الإسلام لأن لدينا قسم العقيدة والفلسفة الذي يعد من الأقسام المهمة وتدرس الرأي والرأي الآخر، ومصر في حاجة إلى خريجيها.

والكلية تقدم خدمات مختلفة، فتهتم بالناحية التعليمية وتقدم الفكر الوسطي المعتدل، ولها رسالة في البحث العلمي وتطويره، وكل من يتخرج منها له دور فاعل في المجتمع سواء عمل داعية أو كان عضو هيئة تدريس أو في الوعظ.

 

·أنشأت الكلية مركز "إبصار" ليكون مخصصًا للمكفوفين.. فما أهميته؟

- الكلية لديها مركز "إبصار" للاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يتعلم فيه الطالب المكفوف حتى يكتب لنفسه ويجيب عن الأسئلة ويقرأها دون الحاجة إلى مرافق أو أي مساعد، حيث إنَّ المركز يعمل يوميًّا لكل أصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة إذ يُقدِّم لهم الدعم من حيث المرافق العامة ومنحهم الكتب الدراسية ودعمهم ماديًّا وعلميًّا ونفسيًّا، وغير ذلك من الوسائل التي تنهض بهم، حتى يكونوا أعضاء عاملين فاعلين في المجتمع.

والمركز يعمل بفاعلية قوية هذا العام، بعد أنْ كان في الوقت السابق مجرد تدريبات، إذ إنَّ له برامج يستطيع المكفوف أنْ يضع يده بالإحساس ليقرأ ويُجيب من خلال أجهزة الكمبيوتر ويتدرب عليها أولًا، كما أن الكلية خصَّصت مُدربين مُتخصصين في هذا المجال يأتون لتدريبهم في الأوقات المختلفة.

 

· وكيف تُحصِّن الكلية طلابها ضد التطرف؟

- أولًا؛ الفكر المتطرف لا يخفى على أحد في المجتمع الآن، وواضحًا ويترتب عليه قتل وسفك دماء وسرقات وإحراق وتدمير وكثير من الحوادث التي نسمع عنها بين الحين والآخر، ولذلك يُقدم الأزهر المنهج الصحيح ويُبرز الخاطئ للوقاية منه والرد على بطلانه، خاصة ما تستخدمه التنظيمات الإرهابية ونصوصهم.

ونُساعد الطلاب على كيفية فهم النصوص بعيدًا عن كل المتطرفين وكل من يُكفرون الحاكم، ونُبين زيفه لطلابنا من باب الوقاية من ذلك الفكر وليس بيان التطرف فقط، بل نصحبه بالفكر الصحيح والفهم الصحيح لنصوص الكتاب والسنة في ضوء المناهج التعليمية، علاوة على إقامة ندوات مختلفة بين الحين والآخر في المراكز الثقافية بالكلية، ولدينا كل أسبوع محاضرة ثقافية نختار فيها موضوع من موضوعات الساعة نبين فيها الخطأ والصواب وكيفية الوقاية من التطرف.

 

· وماذا يُقدِّم الأزهر للطلاب الوافدين؟

- الأزهر يستقبل طلاب وافدين من أكثر من 120 دولة، يتعلمون في جامعته، ولذلك شيخه الدكتور أحمد الطيب، يوليهم اهتمام خاص جدًا ويقدم لهم كل التسهيلات المادية والمعنوية ويتابع هذا الأمر متابعة قوية وله مستشار خاص لشئون الوافدين، الدكتور عبدالدايم نصير، وينشئ فصول تقوية لهم، لتسهيل وتوصيل المادة العلمية ومن يتعثر ماديًا نساعده، ونكثف لهم المحاضرات في مدينة البعوث الإسلامية لاسيما النصائح المقدمة لهم لأنهم يُعتبرون سفراء للأزهر وينقلون الفكر الوسطي إلى بلادهم، علاوة على أنه هناك دراسة حولهم ورصد غيابهم إذا حدث وإذا تأكدنا أن الطالب لم يحضر المحاضرات أو الاختبارات تبلغ عنه السفارة ويتم فصله في حالة انضمامه إلى أي جماعة متطرفة.

 

· اشتكى كثير من أوائل الجامعة لعدم تعيينه منذ 2011.. فلماذا لم يحدث ذلك؟

- المشكلة أنه أثناء ثورة 25 يناير 2011، تم تعيين الأوائل منذ عام 2003 إلى 2011، لكن ليس هناك قانون ينص على أنه لا بد من تعيين الأوائل، لأن المسألة عبارة عن عرض وطلب، وإذا كانت أي كلية في حاجة إلى معيدين تعلن عن ذلك، وإن لم تكن في حاجة إلى ذلك فليس فرضًا عليها تعيينهم، فيبدو أنَّ هؤلاء الأوائل ظنوا أنه واجب علينا أسوة بالسابقين أثناء الثورة.

 

· ما آخر المستجدات التي وصلت إليها الجامعة في تطوير المناهج؟

- الأزهر دائمًا ما يطور مناهجه الشرعية، ولم يتوقف يومًا من الأيام، والمشكلة أنه عندما حدث حوادث مختلفة وجدنا أن الذين يبغضونه اتهموه بأن في منهاجه خلل وأنه يخرج الإرهاب، رغم أنَّ كل العلماء القدامى والحاليين، تخرجوا على مناهجه، ولم نر يومًا من الأيام ما يدعوا إلى التطرف أو الإرهاب؛ وصحيح في كتب التراث آراء كانت تتناسب مع الوقت الذي نسبت فيه وكانت تدرس، لكن قمنا بحذفها لأنه لم تعد مناسبة للتدريس في الوقت الحالي.

الجامعة تسير وفق الخطة التي وضعها الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في تطوير المناهج، من أجل بيان الفكر الصحيح وإبعاد الفاسد منه، والأزهر وسط بين المتشددين والمفرطين في الدين، ويُحافظ على الدين الصحيح المتمثل في الكتاب والسنة، لا يميل إلى التشدد البغيض ولكن يسلك المنهج الدعوي الذي أمرنا به القرآن الكريم ولا يفرط في نصوص الكتاب والسنة ويجعل الدين فارغًا بلا مضمون كما تذهب الاتجاهات التي تدعي الحرية والتقدم والتحضر وتتخذ هذا شعارًا للقضاء على الدين.

والأزهر يُعد رمانة الميزان في وسطيته واعتداله الذي يقيم ظهر الأمة في هذا التوقيت الذي ظهر فيه التطرف والإرهاب والتفريط والإفراط من قبل الجماعات والاتجاهات الفكرية التي تدعي العلمانية والليبرالية والحريات والتطور والتقدم.

 

· وكيف ترى حال الدعوة في الوقت الحالي؟

- شأن الدعوة مثل أي شيء آخر تحتاج إلى تطوير، فالداعية يحتاج إلى مكتبة، علاوة على الاطلاع الأوسع ودورات تدريبية، لأنَّه يؤثر على الجماهير ويحتاج إلى تقديم المعلومة التي تتناسب مع عقول الناس في هذا الزمان.

 

· للأزهر مبعوثين كثر في الخارج.. فما أهميتهم؟

- المبعوثون للخارج سواء عن طريق الجامعة أو قطاع المعاهد الأزهرية أو مجمع البحوث الإسلامية، يعملون على نقل فكر الأزهر الوسطي المعتدل وإبراز الإسلام في صورته الحقيقية والمرغبة للآخرين والقضاء على الصورة السيئة التي يتشدد بها البعض، علاوة على أنهم يساعدون في القضاء على التفريط وضياع الدين من كل من يريد مهاجمته ويساعدون في التفرقة بين الإسلام وفهم المسلمين للدين، لأن الإسلام هو كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وهذان مصدران معصومان من الخطأ، أمَّا الفكر الإسلامي هو فكر كل من يفهم القرآن والسنة وقد يكون صوابًا وقد يكون خطأ، ومنهج الأزهر الشريف يقوم على الاعتدال والوسطية، لأنَّ الأمم في عمومًا يكونون إمَّا متشددة وإمَّا مفرطة وإمَّا معتدلة ومتزنة في فهم الإسلام، رغم أنَّه نزل لكل زمان ومكان.

وكذلك الأزهر يرفض الفكر المتشدد الذي يفهم النصوص فهمًا ظاهريًا ويلغي العقل وأيضًا يرفض التفريط في هذه النصوص أو الوحي الإلهي، والقضاء على الدين أو تهميشه، فالأزهر يحافظ على النص بصورة معتدلة تتناسب مع ظروف العقل والتعامل مع الآخرين، وهذا ما يتناسب مع النصوص بعضها البعض وغير ذلك من الضوابط التي يعرفها العلماء.

 

· يُردِّد البعض أنَّ جامعة الأزهر مخترقة من جماعة الإخوان الإرهابية.. فما ردك؟

- اتهام الأزهر بالأخونة اتهام باطل، لأنه مع النظام قلبًا وقالبًا بقياداته وأفراده وطلابه، لكنه ليس معصومًا وشأنه شأن كل قطاعات الدولة، وهو جزء من المجتمع، والإخوان ليسوا أصحاب دعوة دينية ويتاجرون بالدين، واتجاههم سياسي، كما أنَّ الأزهر يرفض أن يُقحم الآراء الباطلة، ويقاوم الإخوان أكثر من غيره من المؤسسات، وإذا كان هناك إخوان فأصبحوا غير ظاهرين لأنهم يستخدمون أسلوب التقية للتخفي وعدم الظهور.

· يسعى الأزهر في الانفتاح على العالم وإدخال لغات عديدة إلى كلياته.. كيف ترى ذلك؟

- دائمًا نجد أنَّ العلم لا يعرف الكلمة الأخيرة، والعالم يتقدم فلا بد من التأثير والتأثر به، والأزهر يسعى إلى الاستفادة من نقل الخبرات من الدول الأخرى، ومتابعة التطور.

 

· ماذا يُقدم الازهر للمساعدة في حل أزمة انتشار التطرف في سيناء؟

- الأزهر يُقدِّم لسيناء الدعم المعنوي والدعوي، عن طريق إرسال قوافل دينية للتوعية وإبراز الفكر المتطرف ودحضه، وكذلك التعاون مع المجتمع لمحاربة هذا الفكر، لأنَّ الأزهر مؤسسة تعليمية دعوية، ودائمًا ضد السلوك الغاشم وقتل النفس التي حرمها الله، كما يفعل أعضاء تنظيم داعش الإرهابي.