الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

الحوت الأزرق "لعبة الموت".. كيف نحمي أبنائنا من خطرها

كشكول

أستاذ تربية: مشكلة الحوت الأزرق وغيرها ترجع لعدم مراقبة الإنترنت

دكتور نفسي: "الحوت الأزرق تستهدف نفسية الشباب المضطربين

والبرلمان يعد كشفاً بـ10 ألعاب لحجبها

 

لعبة الحوت الأزرق التي تسببت في انتحار الكثير من الشباب والأطفال في جميع أنحاء العالم من اختراع شخص روسي يدعي فيليب بوديكين 21 عاما وهي تطبيق يُحمّل على أجهزة الهواتف الذكية وتتكون من 50 مهمة، تستهدف المراهقين بين 12 و16 عاماً، وبعد أن يقوم المراهق بالتسجيل لخوض التحدي، يُطلب منه نقش الرمز التالي “F57” أو رسم الحوت الأزرق على الذراع بأداة حادة، ومن ثم إرسال صورة للمسؤول للتأكد من أن الشخص قد دخل في اللعبة فعلاً.

وتستمر المهمات التي تشمل مشاهدة أفلام رعب والصعود إلى سطح المنزل أو الجسر بهدف التغلب على الخوف وفي منتصف المهمات، على الشخص محادثة أحد المسؤولين عن اللعبة لكسب الثقة والتحول إلى "حوت أزرق"، وبعد كسب الثقة يُطلب من الشخص ألا يكلم أحداً بعد ذلك، ويستمر في التسبب بجروح لنفسه مع مشاهدة أفلام الرعب، إلى أن يصل اليوم الخمسون، الذي يٌطلب فيه منه الانتحار إما بالقفز من النافذة أو الطعن بسكين.

ولا يُسمح للمشتركين بالانسحاب من هذه اللعبة، وإن حاول أحدهم فعل ذلك فإن المسؤولين عن اللعبة يهددون الشخص الذي على وشك الانسحاب ويبتزونه بالمعلومات التي أعطاهم إياها لمحاولة اكتساب الثقة. ويهدد القائمون على اللعبة المشاركين الذين يفكرون في الانسحاب بقتلهم مع أفراد عائلاتهم .

فقال الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، إن الأطفال والشباب الذين ينحزون إلي هذه اللعبة "الحوت الأزرق" فهم لديهم اضطراب في التواصل مع المجتمع أو بالغين شخصيات انطوائية ليس أصدقاء ولا تواصل مع أسرتهم فيضطروا أن يلجئوا إلي هذه اللعبة فيجدوا فيها ضالتهم وتعتبر بالنسبة لهم هي حبل الوصل الذي يربطه بالمجتمع .

وأضاف فرويز في تصريح لـ"كشكول" أن الحوت الأزرق تستهدف نفسية الشباب عن طريق استدراجهم لمعرفة كافة أسرارهم وابتذاذهم بها فيما بعد عند محاولتهم الابتعاد عن اللعبة، ويبدأو بالتحفيز النفسي عند تخطي كل مرحلة فبالتالي يتمسكوا باللعبة أكثر حتي يصل إلي المرحلة الـ50 وفيه يطلب منه الانتحار وبالفعل ينفذه دون شعور.

وحذر فرويز الأسرة من ترك أطفالهم وأولادهم في انطوائية وانعزال فلابد من تعلميهم وتحذيرهم من مخاطر اللعبة ، كما يجب علي الأب أن يكون صديق ل|أبنه والأم هكذا مع أبنتها حتى إذا دخلوا في نطاق هذه اللعبة يكون لديهم القدرة علي خروجهم منها في أسرع وقت .

ومن جانبة أرجع الدكتور محمد عبد العزيز أستاذ كلية التربية بجامعة عين شمس والخبير التربوي، هذه المشكلة إلي عدم مراقبة الأنترنت كما أن المؤسسات التعليمية والتربوية لا تقوم بدورها في التوعية والمراقبة الكاملة.

وأشار عبد العزيز أن الشباب بطبعه يحب روح المغامرة والأستطلاع فبرغم من أن لعبة "الحوت الأزرق" تسببت في وفاة حالات كثيرة في جميع أنحاء العالم إلا أن مازال هناك شباب وأطفال يلعبونها لاكتشافها ويقعون في نفس الفخ .

وأكد عبد العزيز أنه لابد من عمل برامج وقاية من التعليم والإعلام لمحاربة كافة العاب العنف الموجودة والتي سوف تأتي لاحقا، خاصة أن التعليم تتجه إلي التعليم الإلكتروني .

وأضاف أستاذ كلية التربية بجامعة عين شمس أن مخترع اللعبة روسي وهو علي درجة تأهيل نفسي كبير جداً لدرجة معرفته جيداً كيفية الوصول والتحكم إلي نفسية الشباب من خلف جهاز إلكتروني، مشيراً إلي أنه من الممكن أيضاً أن تكون مستهدفة جاسوسياً لأنها تعتمد علي معرفة كل مايخص الأسر من أسرار الحياة .

من جانبه قال طارق نورالدين معاون وزير التربية والتعليم الأسبق، وخبير تربوي، إنه لابد من وجود رقابه محكمة علي ألعاب الأطفال، بالاضافة الي وجود رقابه علي استخدام الأنترنت بالمدارس والبيت.

وأكد "نورالدين" أنه فى ظل مايعلن عنه من توفير شبكات "واي فاي" و"تابلت" بالمدارس، خاصة بالمرحلة الثانوية، اي فى سن مراهقة الشباب، فيجب علي الدولة وعلي وزارة التربية والتعليم أن تضع اليات محكمه لتلك الخدمة و أن تقتصر على دخول المواقع التعليمية والبوابات الحكومية فقط.

وأضاف معاون الوزير الأسبق، أنه لابد من وجود نظام تحكم يتيح تنبيه مدير المدرسة والمعلمين عند استخدام الطلبة مواد غير لائقة على الإنترنت او استخدام العاب مثل اللعبة "الحوت الازرق " ومثيلاتها ومنع الطلبة من الوصول إلى المواقع والالعاب المنافية للأخلاق، وغيرها من المواقع غير المناسبة، فضلا على وضع تشريع سريع لمنع مثل هذه الالعاب فى مصر عموما، لانها ستكون حرب عالميه ثالثه على تدمير الأطفال والشباب بطرق جديدة .

من جانبها قالت سمر سعودي أدمن اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، ان لعبة الحوت الازرق والسمارت فون ليس الا وجهان لعملة واحدة وان الحوت الازرق طريق من ملايين الطرق المدمرة للشباب وأن السماح بدخول السمارت فون مع الطلاب فى المدارس بداية الطريق لانحدار الاخلاق والقيم بسبب استخدام الطلاب له فى تداول الفيديوهات والصور الغير لائقة وهذا ينتشر فى سن شباب حرج وينبع من تغيراته الهرمونية الحادة.

وتابعت سمر وهنا يجب أن يأتي دور المدرسة، فلابد أن يكون لها دور كبير وأساسي في توعية الطلاب من مخاطر الإنترنت بشكل عام والآلعاب الخطيرة مثل "الحوت الأزرق بشكل خاص".

وطالبت سمر الجهات المسئولة بالدولة بمنع تطبيق برنامج لعبة "الحوت الأزرق" ووقف انتشارة علي الموبايلات حفاظا علي أرواح الأطفال والمراهقين.

وناشدت سمر وزارة التربية والتعليم بعمل نشرات ووحملات توعية لجميع المدارس توضح خطورة هذه اللعبة علي حياة الأطفال والمراهقين وتحذرهم من استخدامها.

كما علق خالد صفوت أدمن جروب "ثورة أمهات مصر" أحد جروبات التعليم علي الفيس بوك، علي ازمة انتشار لعبة "الحوت الأزرق" ان السبب فى انتشارها هو الفضول لدي الاولاد في هذا السن المراهق، بالاضافه لحب الاستطلاع والمعرفه وباب العلم بالشىء، خاصة بعد انتشار عصر تكنولوجيا المعلومات والإنترنت الذى أصبح فى متناول الجميع .

وأكد صفوت، ان الأمر أصبح محير جدا لأغلب أولياء الأمر آباء و امها فى معرفة الطريقة الصحيحة لتوعية و أرشاد أبنائهم بمدى خطورة هذه الالعاب، وتابع ان ولي الأمر يخشى ان يخبر ابنائه بخطورة لعبة "الحوت الازرق"، فيصيب الأبناء نوعا من الفضول للبحث عن تلك اللعبة و معرفة كل شئ عنها فيقع الطفل فريسة للعبة التى لم يكن يعلمها فيساعد على انتشارها، كما يخشى الاباء الصمت و الاكتفاء بالمراقبة و المتابعة للاطفال فقط، فيتعرف الطالب علي اللعبه من اصدقائه، فيقع ايضا بنفس المشكلة.

وعن مواجهة الدولة لمثل هذه الألعاب التى تمس أمن البلاد وتشكل خطورة حقيقية عليها يقول النائب أحمد زيدان أمين سر لجنة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن اللجنه ، أن اللجنة تعد اليوم كشفا بأخطرعشرة ألعاب تشكل تهديدا على أطفالنا بالتعاون مع جهاز تنظيم الإتصالات  لعرضها على المجلس والحصول على الموافقة لحجبها .

ويؤكد زيدان أن الدوله لن تتهاون فى أى شئ يمس أمنها القومى ، وهذه الألعاب شكلت مساسا بالأمن القومى للبلاد، خاصة وأنها لا توجد على قائمة التطبيقات، ففى الحالات الطبيعية يتم مطالبة جوجل أو أبل بحذف التطبيقات المخالفة من متاجرهم، ولكن فى تلك الحالة اللعبة غير موجودة من الأساس على تلك المتاجر، وتنتشر من خلال روابط متنوعة على مواقع الإنترنت المختلفة، وهو ما يجعل من الصعب تتبعها، بالإضافة إلى أن اللعبة متوفرة بأسماء مختلفة، ويمكن إرسال روابطها عبر أى منصة على الإنترنت ، وهنا يكون دور جهاز تنظيم الإتصالات وبالتعاون مع أجهزة الدولة المعنية بالأمر لمواجهة هذا الخطر .