الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
منوعات

إحالة طبيب ووالدي طفلة الختان بأسيوط إلى محكمة الجنايات

أرشيفية
أرشيفية

أمر النائب العام بإحالة طبيب على المعاش، واثنين آخرين للمحاكمة الجنائية؛ لارتكابهم جناية ختان طفلة ما أدى لوفاتها بمدينة منفلوط بأسيوط.

وكشفت تحقيقات النيابة العامة عن اتفاق والدي الطفلة على ختانها سيرا على درب العادات والتقاليد، وإجراء المتهم علي عبد الفضيل الطبيب بالمعاش عملية لختانها بناء على طلبهما؛ وذلك بمشفى "الرحمة" الخاص به صباح يوم الأربعاء التاسع والعشرين من يناير الماضي.

وأوضحت النيابة أن عملية الختان استمرت نصف ساعة خرجت بعدها الطفلة فاقدة الوعي ثم خرج الدم مختلطا بإفرازات من فمها وأنفها؛ فأعادها الطبيب إلى غرفة العمليات محاولا إفاقتها؛ ولما تيقن وفاتها؛ أمر والدها بأخذ جثمانها ومغادرة المستشفى، فأبلغ والدها عن الواقعة.

وأشارت النيابة إللا أنها استجوبت والدي الطفلة فأكدا توجههما لختانها وإجراء الطبيب العملية لها، كما استجوبت الأخير فأنكر إجراءه عملية الختان، دافعا الاتهام عن نفسه بأن الطفلة كانت تعاني من ورم خارجي بجهازها التناسلي استوجب تدخله بعملية تجميل لإزالته بجهاز ليزر.

وقال إن سبب وفاتها حقنها بعقاري البنسلين طويل المدى، وسيفوتاكس، فأصاباها بحساسية أدت إلى ضيق تنفسها ووفاتها.

وكانت النيابة العامة قد انتقلت لمناظرة الطفلة المتوفاة بمشفى "الرحمة" الخاصة بمنفلوط، وكلفت إدارة العلاج الحر بمراجعة أوراق المشفى؛ فوقفت على انتهاء ترخيصه بتاريخ 29/8/2016، وعدم جاهزية غرفة العمليات الصغرى بها لإجراء العمليات، وعدم مطابقة غرفة العمليات الكبرى لشروط مكافحة العدوى.

كما أمرت النيابة العامة بإجراء الصفة التشريحية لجثمان الطفلة المجني عليها؛ فأكد أطباء مصلحة الطب الشرعي وجود بتر جزئي ببظر المجني عليها على غرار ما يتخلف عن عمليات ختان الإناث، ونفوا حدوثه نتيجة عملية تجميل لعدم وجود آثار للكي بجهاز ليزر، كما نفى خبراء الإدارة المركزية للمعامل الكيميائية بالمصلحة وجود آثار لأي عقاقير بأحشاء الطفلة المتوفاة، وانتهى تقرير الصفة التشريحية إلى أن وفاتها تعزى إلى الصدمة العصبية المصاحبة للآلام المبرحة التي تصاحب عمليات الختان، وما نتج عنها من هبوط حاد بالدورة الدموية والتنفسية أدى إلى الوفاة.

ولفتت النيابة إلى أن المحكمة أخلت سبيل المتهم علي عبد الفضيل عقب النظر في أمر مد حبسه أثناء سير التحقيقات؛ موضحة أن النائب العام أمر في 20 فبراير الجاري بمثول المتهم أمام النيابة العامة لمواجهته بما خلص إليه تقرير مصلحة الطب الشرعي؛ وانتهى لحبسه احتياطيا مجددا في ضوء ما استجد من دليل وإحالته محبوسا للمحاكمة الجنائية.

وأهابت النيابة العامة بكل أب وأم ألا يعرضوا بناتهن لعمليات خطيرة موروثة بعادات وتقاليد بالية، ظاهرها الطهارة والعفة، وباطنها إيذاء وعذاب وإزهاق للأرواح. اعلموا أن طهارتهن وعفتهن لا سبيل لهما إلا بحسن رعايتهن وتربيتهن واحتضانهن وتنوير فكرهن. انظروا إليهن كيف أنشأتموهن وغرستم في نفوسهن الخلق والعلم، فلا تقصدوا بهن هلاكا وتذيقهن بعادات بالية عذابا وألما، ووفروا لهن أمانا وحماية وسندا، واعلموا أن تلك العادات تبرأت منها سائر الأديان.

كما أهابت النيابة العامة بالأطباء أن ينهضوا بدورهم التوعوي في المجتمع؛ صححوا مفاهيمه ومعتقداته، بصروه بمخاطر الختان وما يلحقه من ضرر وآلام.

وناشدت النيابة العامة كافة أطياف المجتمع وجهاته، عدم التستر والصمت عن تلك الجريمة، قائلة: تكاتفوا للقضاء عليها وعلى عادة بالية بالغة الضرر، أبلغوا عن مرتكبيها وطالبيها، لينال كل جان جزاء ما اقترفت يداه.

كما تناشد النيابة العامة المشرع إعادة النظر في العقوبة المنصوص عليها لمرتكب جناية الختان إذا ما كان طبيبا.