الخميس 18 أبريل 2024 الموافق 09 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أزهر

"عامر": تجديد الخطاب الديني أحد مظاهر الرحمة

كشكول


قال الدكتور يوسف عامر نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون التعليم والطلاب، إن المولى عز وجل أرسل نبيه سيدَنا محمدًا صلى الله عليه وسلم رحمةً للعالمين، ففاضت هذه الرحمةُ على العقولِ نورا، وعلى السلوكِ استقامةً، وعلى الأمم هدايةً إلى سواء السبيل.

وأوضح خلال كلمته في مؤتمر "دور الأزهر في التجديد والإصلاح ومواجهة الفكر المتطرف"، الذي عقد اليوم بكلية أصول الدين بطنطا، أن التجديدُ إذن مظهرٌ من مظاهرِ الرحمةِ، والتي تتجلى أيضا في كونها سنةً كونيةً متناغمةً مع طبائعِ المُكوَّنات، التي إن توقَّفت في جانبٍ من الجوانب كانت آيةَ فنائِه، ودليلَ انقراضِة، وهو ضرورةٌ حتميةٌ بدَت جليةً واضحةً في ثراثنا الإسلامي منذ أن تمَّ تقعيدُ العلومِ الإسلاميةِ في عصوره التليدةِ.

ولفت إلى أن وفاءَ الشريعة بمصالح العبادِ يجعلُها مَرنةً تستوعبُ المتغيراتِ الزمانيةِ والمكانيةِ مما يستلزمُ منهجًا رشيدًا، تَمثّلَ ذلك في المنهجِ الأزهَرِيِّ، الذي هو نِتاجُ عُقولٍ مُستقرةٍ مُستوعِبةٍ ناضجةٍ قدَّمت -ولا تزال-  نِتاجا ضخما ثرِيًّا في مختلفِ جوانبِ العُلومِ الإسلاميةِ على مدارِ تاريخِ الأزهرِ المجيدِ ومسيرتِهِ الفريدَةِ المتميزةِ، وهو إذ يحملُ على عاتقه ذلك الحضورَ الفاعلَ في نوازلِ العصرِ يسعى إلى تحقيقِ مقاصِدِ الشريعةِ الغراءِ، وعلى رأسِها تحقيقُ مصالحِ العبادِ وما ينفعُهم، وتلك غايةُ ما تسعى إليه هِممُ المُصلحين من كلِّ اتجاهٍ.

وقال إن المنهجُ قائمٌ في أساسه على الإنصافِ والانتصافِ والتذوقِ والنقدِ، بل ونقدِ النقدِ، لا الانتقاء والنقض، والانتقاصِ من تراثِنا الزاخرِ، هذا النقدُ العلميُّ المنضبطُ الذي يجعل ُالإمامَ المَدِينيَّ أحدَ أكابرِ شيوخِ البُخاريِّ المتوفى سنة 234 هـ يقول عن أبيه: (أبي ضعيفٌ)( )ومثله يقولُجريرُ بنُ عبدِ الحميدِ عن أخيه أنسٍ: (لا يُكتَبُ عنهُ؛ فإنه يَكذِبُ في كلامِ الناس)( )إِذْ هو منهجٌ قائمٌ على التَّثبتِ والتَّحري والإِنصافِ حتى ولو كان مع الأبِ والأخِ والصاحبِ.