الخميس 18 أبريل 2024 الموافق 09 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

"قبلت الزجاج".. حفيدة مانديلا تروي قصة أول زيارة له في السجن

كشكول

 قالت نادليكا مانديلا، حفيدة الزعيم التاريخي الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا، إنها ترفض العمل بالسياسة في بلادها لأن العمل الحزبي مقيد للغاية، واصفة الأحزاب بأنها كرتونية.

وأضافت ناديلكا، خلال ندوة فكرية لها بمعرض الكتاب اليوم، أن الأحزاب تعمل من أجل مصالحها وليس من أجل المواطنين.

وشرحت: "السياسة لا تسمح لي أن أقول ما أريد، والعمل الحزبي مقيد، ولن أغير موقفي إلا إذا تغير الوضع السياسي".

وكشفت أنها الوحيدة من عائلة مانديلا التي وقفت ضد الرئيس زوما الذي تولى الحكم بعد مانديلا، بل إنها طلبت منه أن يتنحى، وبررت موقفها ذلك بسبب ما اعتبرته فضيحتي، الأولى وفاة عدد من المرضى العقليين بسبب الإهمال، والثانية توقيع عقود غير قانونية بين الحكومة والسياسيين جلبت لهم مصالح كبيرة.

وعن علاقتها بجدها، حكت أنها رأته لأول مرة وهو في السجن وكانت في عمر ١٣ سنة، إذ شاهدته من خلف زجاج عازل، فاضطرت أن تقبل الزجاج بدلا منه للتعبير عن محبتها له، مضيفة أنها هذا خلق لها مشكلة عاطفية.

وتابعت أنها عندما بدأت تتعود على هذا نقل جدها إلى سجن آخر ولم يخبرها أحد بذلك، إذ فوجئت بأنها هذه المرة ستراه أمامها هذه المرة.

وحكت:  "عندما ذهبت إلى السجن الثاني أدخلوني غرفة، وجدته أمامي مباشرة، وجدته طويلا على غير المعتاد، وعندما احتضنني بدت لي هذه اللحظة كأنها الدهر كله".

وعن تجربة السجن بالنسبة لمانديلا قالت: "كانت مفيدة للغاية، عمل ميديتيشن طوال هذه الفترة،  ولو لم يدخل السجن لمات وهو صغير لأنه كان عنيفا للغاية ومؤمنا بالنضال المسلح العنيف في شبابه".

ولفتت إلى أخذ يتأمل نفسه ويفهمها ويسامحها ويفهم أعداءه ويسامحهم، وهكذا توصل إلى فلسفة الغفران.

وعن تغيير نشاطها من العمل بالتمريض إلى النشاط الاجتماعي قالت: "أنا مؤمنة بأن لكل منا دور في هذه الحياة. دخلت مدرسة داخلية وكانت تجربتي فيها قاسية جدا، فبدأت أفكر في مشكلة التعليم ووضع المرأة، خصوصا السوداء، في جنوب إفريقيا،

وأكملت أنها قررت أن أحمل ميراث جدي نيلسون مانديلا، ميراثه القديمي. البعض لا يتصور أن مانديلا كان إنسانا وليس أسطورة، وبالتالي فكرة الزعامة من الممكن تحقيقها وإعداد الشباب لها.

وأشارت إلى أنه من أهم أفكار مانديلا اهتمامه بالتعليم والصحة، مشددة على أن أي أمة من الممكن أن تنهض بهما، لذلك فإنها تهتم في المؤسسة التي أنشأتها بهذين النحالين إلى جانب إعداد القادة.

ولفتت إلى أنها تركز جهودها مع الشباب على السن من ١٥ إلى ١٨، موضحة أنها ترى أن الشخصية تتشكل لدى الإنسان في هذه السن، وبالتالى إعدادهم كي يكونوا شخصيات قيادية.

وعن نشاطها لمناهضة العنف الجسدي والجنسية، اعترفت نادليكا بأنها تعرضت الاغتصاب من شريكها في السكن وهي شابة، لافتة إلى أن المحققين حاولوا تحميلها هي المسئولية، معتبرة ذلك نوعا من التشوه العقلي.

وأردفت باستهجان: "قلت للمحققين إذن سأقتل من يغصبني بعد ذلك طالما أننا لا نعيش في دولة قانون".

 

وتابعت أنها من هذا المنطلق بدأت حملاتها ضد العنف الجنسي، وحرصت على أن تنقل تجربتها للأخريات لأن الأغلبية يخشون الكشف عن حوادث الاغتصاب.

وكشفت أن هناك العديد من الفتيات يتعرضن للاغتصاب في جنوب إفريقيا حاليا، منهن فتاة اغتصبت وقتلت داخل مكتب بريد، مشيرة إلى أنها تحاول بحملاتها تغليظ العقوبات في القانون، قائلة "يجب أن يقضي المجرم باقي حياته في السجن".