الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
جامعات

طالب بدرجة كاتب ومؤلف ومخرج.. قصة محمود الخواجة

كشكول


أن تسمع عن شخص يحب التأليف والإخراج، فيتميز فيهما فيكتب 4 روايات ويقوم بإخراج وكتابة فلمين قصرين، يحصل أحدهما على جائزة في مهرجان تنظمه دار الأوبرا المصرية، فالصورة الذهنية لهذا الشخص هو شاب في منتصف العشرينات على أقل تقدير، تخرج من معهد السينما، أو ربما حصل على عدة دورات تدريبية ليصل لهذه الدرجة من الإتقان تجعله يثقل موهبته، غير أن محمود يوسف الخواجة كسر تلك الصورة، حين فاز فيلمه "إمبارح" بجائزتين بمهرجان السينما للجميع، التي تنظمه دار الأوبرا المصرية للأفلام القصيرة.

صاحب الـ 18عامً الطالب بالفرقة الأولى كلية الإعلام جامعة القاهرة، يعد مثال للشاب الموهوب صاحب الإرادة القوية، بدأ نبوغه يظهر عندما ألف أول رواية له حملت إسم "اختلال" في 13 من عمره، ثم رواية "ورأينه شيطاناً عام 2015، والتي حققت نجاح كبير ووصل عدد طبعاتها إلى 7 طبعات، ورواية باسم الأب، التي لم تلقي النجاح الذي ينشده الصغير، ولكنها لم توقف أحلامه وطموحاته.

يحكي محمود "بعد إحباطي من عدم تحقيق الرواية الثالثة للنجاح المأمول، قررت خوض أول تجاربه  في كتابة الأفلام القصيرة، من خلال فيلم "نهارك سعيد، وأنا في السادسة عشر من عمري، ووجدت شركة انتاج اقتنعت بالعمل ومولته حتى يخرج  للنور، ولكني تلقيت الصدمة الثانية وتبددت كل أحلامي ولم يحقق الفيلم أى نجاح، لعدم قدرته على إيصال الفكرة للمشاهد، توقفت بعدها عن الكتابة لفترة قصيرة وأصبت بالإحباط".
سرعان ماتجاوز الشاب الصغير محنته وبدأ في التعلم من أخطائه فشاهد الفيلم عدة مرات، ودون عدة ملاحظات لتجنبها في العمل القادم، وشرع بعدها في كتابة عمله الجديد لتخطي أثار الفشل، فألف فيلم "امبارح"، لم يجد محمود من يتحمس لإنتاج فيلمه لحداثة سنه وقلة خبرته في مجال الكتابة، فقرر خوض المغامرة فأخرج الفيلم وتحمل انتاجه على نفقته الشخصية، كانت الصعوبة الأكبر التي واجهها هو اقناع الممثلين المشاركين في العمل بالثقة في قدراته والإيمان بموهبته، وهو مازال في ال17 عام، على الرغم من كونهم أسماء معروفة في مجال الأفلام القصيرة، ولكن لتمكنه من عرض الفكرة بسهولة ووضوح جعلهم يتحمسون لها ويغامرون بالمشاركة، بدون أجر بل وعرض بعضهم المساعدة في تحمل التكاليف الإنتاجية.

تدورأحداث الفيلم حول 4 شخصيات في مراحل عمرية مختلفة، والأسباب التي أدت لفشل كلاً منهم، وتقديم العبرة عن طريق الأخطاء التي وقعوا فيها في الحياة، وليس عن طريق قصص النجاح التقليدية للأشخاص الملهميين كما هو المعتاد، نفذت أموال محمود بعد الانتهاء من التصوير، فلم يجد حل سوى أن يقوم بعملية المونتاج بنفسه، مستغلاً خبرته البسيطة ببعض برامج المونتاج المتواضعة ولكنها ستفي بالغرض، وتقدم به في مهرجان للأفلام القصيرة في الهند وتم قبوله، ولكن منعته امتحانات الثانوية العامة من حضوره، فشارك في مهرجان السينما للجميع التي تنظمه دار الأوبرا المصرية، وهو أول مهرجان للأفلام القصيرة التي تم عرضها على الإنترنت، وفازبالمركزالأول من بين 28 عمل من مختلف الجنسيات، بجائزتي لجنة التحكيم كأفضل فيلم، وأفضل ممثلة لبطلته إيناس الفلال. 
 
 لم يتوقع محمود الدعم الكبيرمن زملائه في اتحاد الطلاب، بعد الفوز بالجائزة فقاموا بالاحتفال به وشجعوه، كما تستعد إدارة الكلية برئاسة الدكتورة هوايدا مصطفى بتكريمه الأسبوع المقبل، بعدما أصبح أصغر شخص يخرج ويكتب فيلم قصير وينتجه بمفردة، ويطلب من أولياء الأمور تشجيع أبنائهم وتنمية مواهبهم كما فعلت معه أسرته، لخلق جيل جديد من المبدعين في كافة المجالات، وأن التميز لا يرتبط بسن معين.