الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
منوعات

طفولة يسرقها المرض .. حكاية "زين" العجوز في مهد العمر

كشكول

"زين" طفل يبلغ من العمر سنتين ونص، شأنه شأن كثير من الأطفال الذين يعانون من رواج لفكرة التنمر، فصاحب العامين يعاني من ملامح تجعله في شيخوخة مبكرة تسببت في نفور أبناء سنه من اللعب معه، حالة لم تكن ملازمة للطفل الذي وجد 6 أشهر طبيعياً قبل أن تظهر أعراض ذلك المرض المسمى بـ" الشياخ أو متلازمة هاتشينسون-جيلفورد"، والذي يهدد واحداً بين 8 مليون شخص، ليترواح حظه في الحياة -بحسب الأطباء- ما بين 13 - 20 عاماً على الأكثر .

استقبلت دينا عجمي، صاحبة الـ34 عاماً، والتي انتقلت من الإسكندرية إلى القاهرة بعد زواجها، نجلها الثاني "زين" بعد معاناة شديدة من أجل الإنجاب، فقد نجحت عملية الحقن المجهري ووضعت ابنها ذو الملامح الجميلة، إلا أن الأمر لم يدم سوى 6 أشهر، حتى بدأت تظهر علامات غريبة من فقدان للشعر وتشيخ في ملامح الوجه تدريجياً، لتبدأ رحلتها مع الأطباء الذين شخصوا الأمر بأنه مرض "progeria أو الشيخوخة المبكرة".

ومع تشخيص الأطباء وجدت الأم أن نجلها لن يعيش طويلاً، فهو كما يقول الأطباء لن يتجاوز سن الـ13 من العمر، فأعراض ذلك المرض تتسبب في أمراض متعددة ما بين القلب والشرايين التي تصيب كبار السن، ولم يكتشف علاجاً له.

مصادفة بسيطة لأحد أصدقاء "دينا" عبر موقع "انستجرام" وجدت فيها صفحة لطفل أمريكي مصاب بمرض "الشيخوخة المبكرة" لتجد نفس الأعراض والسمات التي يعاني منها "زين" لتتأكد والدته من الأمر، وتصاب بانهيار عصبي شديد، وتفقد الرغبة في الحياة، بعدما أخبرها أحد الأطباء أن نجلها سيموت بعمر الـ13 عاماً كون المرض لا علاج له.

تقول "عجمي": "كنت لا حول ولا قوة لي، لأني عارفه أن ابني هيموت، وفقدت الأمل في كل حاجة، وفجأة لقيت نفسي حامل ثالث، واتدهورت أكتر"، لتصطدم بكونها حامل طبيعياً في توأم، وهو ما أثقل عاتقها بشدة، لتفقد سريعا أحدهما وتضطر للولادة المبكرة.

زادت المعاناة مع المضايقات التي يتعرض لها "زين" من الآخرين، فبمجرد رؤيته يهرب منه الأطفال والأمهات، خوفاً من انتقال العدوى حسبما يظنون.

تضيف: "في رمضان الماضي، زي ما يكون ربنا نزل في قلبي الرضا بجد لحالة زين، وأنه بيعوضني ببنتي الصغيرة، فتشت في جميع صفحات ومواقع الإنترنت عن حل لنجلها، الذي أصيب بذلك المرض من خلال طفرة جينية خلال فترة الحمل، حتى تمكنت من العثور على أحد المراكز الطبية الأمريكية التي تجري تجارب على دواء لإطالة عمر المصابين بالشيخوخة المبكرة وتأخير الإصابة بالسكتة القلبية والدماغية وتصلب الشرايين، وسرعان ما تواصلت معهم وتبادل التحاليل والأشعة الخاصة بـ"زين"، حيث سافرت الأم مع صغيرها إلى الولايات المتحدة، بتكلفة تامة من المركز.