الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أزهر

"كيف تكون أستاذا ناجحا؟".. المحرصاوي يجيب بكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة

كشكول


ألقى الدكتور محمد حسين المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، اليوم، محاضرة، بكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة، بالتعاون مع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف، تحت عنوان "كيف تكون أستاذًا ناجحًا؟"، وذلك ضمن سلسلة الندوات العلمية والتثقيفية التي تقوم بها الكلية بقيادة الدكتور أحمد حسين، والدكتور صابر أحمد طه، والدكتور محمود الصاوي، وكيلا الكلية، على مدار الفصل الدراسي الأول، بمشاركة أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة والطلاب والدارسين.
 
وأكد رئيس الجامعة، أن مهنة التدريس والتعليم من أنبل وأشرف المهن على الإطلاق، وهي مهنة الرسل والأنبياء، ولا يهواها إلا الإنسان الذي يحب العلم، ويحب أن ينقله لغيره، وهي مرتبطة أساسًا بالعلم والمعرفة وبناء الحضارات، مشيرًا إلى أن أهم عوامل نجاحها تتمثل في التدرج في تحصيل العلم؛ وتحديد الأهداف والتخطيط الجيد.
 
وتناول رئيس جامعة الأزهر بالشرح بعض الصفات التي ينبغي أن يمتلكها الأستاذ الناجح، من  الانضباط في العمل، والثقة بالنفس، و"الكاريزما"؛ لأن الأستاذ مطالبٌ بإقناع طلابه وتلاميذه فإن غابت عنه هذه الملكة، فلن يصل إلى هدفه، حتى وإن امتلك المعلومات، إضافة إلى ضرورة إتقانه لما يدرس، واطلاعه على أحدث الطرق والأساليب الصحيحة للتدريس، واهتمامه بالملبس والمظهر اللائق.
وأشار إلى أن الأستاذ الناجح يجب أن  يتمتع بروح المرح والدعابة، حيث إن ذلك كفيل بطرد الملل والفتور الذي قد يصيب الطلاب والدارسين بسبب الطبيعة الجادة والجامدة التي تتسم بها المادة العلمية الأكاديمية، وذلك مراعاة لحال المستمعين والدارسين.

وأضاف أنه ينبغي على المعلم أيضا أن يتحدث بلغة مناسبة تتميز بالوضوح والسلامة، لأن اللغة هي قناة توصيل المعلومات والأفكار، مشددًا على ضرورة الاهتمام بالمظهر كما يهتم بمادته العلمية، كذلك أكد على ضرورة الحذر من هوة السقوط من نظر الطلاب والدارسين حينما يلاحظون على الأستاذ حرصه على التكسب والتربح من العلم من خلال بيع كتب وخلافه، مشيرًا إلى ضرورة تحلي الأستاذ بالتواضع والصدق وحب طلابه والتواصل معهم، وتجنب التهديد بالعقاب والتوبيخ ، أو الحرمان من الدرجات، ولابد من العدل بين الطلاب حتى في النظر والاستماع إليهم  أو توزيع الأسئلة عليهم .

واختتم محاضرته بالتأكيد على أمرٍ في غاية الأهمية وهو ضرورة إخلاص النية من جانب الأستاذ مبتغيا  بعمله وجه الله عز وجل، ومساهمة إيجابية في رفعة شأن الوطن ببناء عقول شبابه بناءً سليمًا بعيدًا عن الأفكار الهدامة، منبهًا كل أستاذ أن مجال التدريس من أشرف المجالات، وأي مادة يدرسها، هي مساهمة مهمة في بناء المجتمعات والنهضة بها.
 
وطالب رئيس الجامعة الحاضرين، ضرورة التثبت فيما ينقلوه أو يُنقل إليهم من معلومات، خصوصا في عصرنا الحالي الذي يتسم بسهولة الحصول على المعلومة، دون ذكر مصدرها، مشيرًا إلى نتائج بعض الشائعات التي رددتها -للأسف- بعض وسائل الإعلام دون تثبت أو رجوع إلى المصادر الموثوقة، والتي يريد مروجوها إثارة الفتن والفوضى والتطاول على مؤسسة الأزهر الشريف العريقة وعلمائها الأجلاء الذي أفنوا أعمارهم في خدمة الدين والعلم والوطن.