الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
مدارس

وزير التعليم الأسبق: لا إصلاح للمنظومة إلا بعودة المُعلم والتلميذ للمدرسة

كشكول

كتب الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم والتعليم الفني السابق، مقالاً حول وضع التعليم المصري في الوقت الحالي.

وقال الشربيني تحت عنوان "أمة فى خطر ": "كنت فى مهمة علمية إلى معهد التربية الدولى بجامعة بيتسبرج بالولايات المتحدة الأمريكية فى بداية الألفية الثالثة، وكنت في ذلك التوقيت من المدخنين، وخرجت ذات يوم أبحث عن محل فى المدينة لأشترى منه علبة سجائر،  لكنى للأسف لم أجد ضالتى ؛ فكل المحلات التى تقع فى نطاق المنطقة التي كنت أقطنها صغيرة ولا تبيع السجائر؛ وعلمت فيما بعد من أصدقائى أن السجائر لا تباع إلا في المحلات والمولات الكبيرة،  ومعظمها - إن لم تكن كلها - تكون خارج المدينة، كما أنها بتعليمات مشددة لا تبيع السجائر للأطفال فى سن المدارس" .

وتابع: "تذكرت هذه الواقعة عندما شرفت بتولى حقيبة وزارة التربية والتعليم فى عام ٢٠١٥؛ حيث رأيت فى ذلك التوقيت بعد دراسة مستفيضة مع خبراء التربية من الجامعات ومراكز البحوث التربوية أن حال التعليم قبل الجامعي لا يمكن البدء في إصلاحه إلا بعودة المعلم والتلميذ إلى المدرسة، ثم الحديث بعد ذلك عن باقى خطوات الإصلاح من إعداد معلمين وقيادات إدارية وتدريبهم، وتطوير مناهج وبرامج، وإعادة الأنشطة ،وادخال المستحدثات التكنولوجية، وتطوير أساليب التقييم والتقويم والامتحانات وغير ذلك من محاور وعناصر العملية التعليمية، ومن ثم أصدرت قرارًا بوضع ٧ درجات على حضور الطالب و٣ درجات على انضباطه السلوكي فى ظل قواعد قانونية وإليكترونية محكمة وصارمة تضمن حقوق الطلاب وعدم التلاعب في كشوف الحضور والغياب، وتم تطبيق القرار لمدة خمسة وأربعون يومًا، وجاء بنتائج مبهرة؛ حيث تحقق الحضور فى الصف الثالث الثانوي فقط بنسبه تراوحت من ٩٤ ٪؜ في محافظتي القاهرة والجيزة إلى ٩٨٪؜ في باقي محافظات الجمهورية".

وأشار إلى أنه أثناء فترة تطبيق هذا القرار تظاهر طلاب، ومعلمون، وأصحاب مراكز دروس خصوصية ، وأولياء أمور ، وجاءت مجموعة محدودة يفترض أنها من هؤلاء تتظاهر أمام بوابة ديوان عام الوزارة، وتصادف قدوم أحد أساتذة الجامعة المحترمين للمشاركة فى إحدى اللجان بمكتبى بالوزارة ، ومر من وسط هؤلاء المتظاهرين ودخل الوزارة ، وعندما وصل إلى مكتبي همس في أذني وقال لي: "لاحظت بين المتظاهرين أناس مناظرهم لا تنم أبدًا عن كونهم من المعلمين، ولا من أولياء الأمور، ولا من الطلاب، أناس لهم شكل مختلف.

وأردف: "أنا بدورى لم أتعامل مع الأمر من منطلق الهزل ؛ حيث أصدرت تعليماتى على الفور للمسئول عن أمن الديوان فى ذلك التوقيت باستطلاع الأمر ودراسته والإفادة، وجاءني ما لم أكن أبدًا أتوقعه ؛ حيث اتضح أن معظم هؤلاء المتظاهرين كانوا من عمال وأصحاب المقاهى، وعندما سألناهم لماذا تتظاهرون بسبب إعادة الطلاب إلى مدارسهم ؟وما علاقتكم بوزارة التربية والتعليم ؟هل أنتم  معلمون ؟أم أولياء أمور لبعض الطلاب".

وأوضح الوزير السابق، أن الشئ المذهل حقًا أنهم أجابوا على كل هذه الأسئلة  وغيرها بالنفى وأفادوا أن سبب تظاهرهم يعود إلى أن غياب طلبة المرحلة الثانوية والصف الثالث الإعدادي عن مدارسهم قد رفع دخول المقاهى إلى ما يقارب ٢٠٠ ٪؜ لأنها أصبحت تعمل ٢٤ ساعه بدلاً من ست أو سبع ساعات يوميًا ، وأن عودة هؤلاء الطلاب للمدارس مرة أخرى معناه أن العمل بالمقاهي لن يبدأ فعليًا إلا بعد الثالثة عصرًا وينتهي فعليًا فى الحادية عشر مساءًا مما سيسبب لهم خسارة مادية كبيرة ، لذلك جاءوا يتظاهرون ضد القرار.

ونوه "الهلالي" إلى أنه قرأ على مواقع التواصل أن رئيس مدينة منيا القمح اكتشف مقهى معظم نزلائه من طلاب المدارس الذين يتراوح  سنهم من ١٣-١٥ سنة تركوا مدارسهم وذهبوا ليشربوا الشيشة؟، لافتاً إلى أنه لم يتعجب عندما قرأ عن طالب جامعى يتجرأ ويدخن سيجارة داخل المدرج أثناء محاضرة يلقيها عميد كليته التى يفترض أنها تعلم القانون واحترام الآداب العامة.

ولم أتعجب أيضًا عندما تطاولت تلميذة على أستاذها داخل مدرج الدرس بالجامعة وقالت له فى عنف وتعجرف  "والله لأوريك !!!!"،  وذلك أمام ما يقرب من  ٢٠٠٠ طالب وطالبة .