الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

فيروس الدروس الخصوصية ... الطلاب:عشان نقدر نفهم .. وأساتذة بالجامعات: رواتبنا متدنية

كشكول

الدروس الخصوصية أصبحت من الأمراض المستعصية بمراحل التعليم ليس فقط بالتعليم قبل الجامعي، بل تفش المرض داخل الجامعات، ولم يعد هذا المرض مقتصراً على الناحية التعليمية قط بل أصبح آفة تنهك اقتصاد الآسر وفقاً لإحصائية الجهاز المركزي للتعئبة والإحصاء بالإنفاق على التعليم بوصوله لنسبة 37.7% أي 47 مليار جنيه.

كيانات وهمية

وزارة التعليم العالي، أعلنت آليات محاربة الدروس الخصوصية من خلال لجنة الضبطية القضائية ومداهمة الكيانات التي تستخدم لإعطاءها، مؤكدة أنها خطر يضعف العملية التعليمية بالجامعات.

"كشكول".. طرح السؤال على عدد من طلاب وأساتذة الجامعات حول ما سبب انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية بالجامعات، والإقبال على مراكز وسناتر الدورس؟

في البداية.. تقول الطالبة سارة أحمد، طالبة بكلية الآداب،"الدروس الخصوصية مكلفة للغاية وقد يلجأ إليها كثير من الأساتذة، والسبب في وجودها هو أساتذة الكليات غير القادرين على توصيل المادة للطلاب، فيضطر الطالب إلى الدروس الخصوصية حتى يستطيع تحصيل دراسته".

وأشارت "أحمد" إلى أن أسعار الدروس الخصوصية مرتفعة حيث يصل تكلفة "الكورس" الواحد بـ 90 جنيها وأكثر.

100 جنيه للكورس

بينما يقول محمد صابر، طالب بكلية العلوم، إن الدروس الخصوصية لها جانب إيجابي وآخر سلبي، موضحاً أن الجانب الإيجابي، أنها تسهل على الطالب فهم المادة بشكل أسرع فيتلقى الطالب تلخيص للمادة على شكل ملازم بدلًا من الكتب والمراجع، بالإضافة إلى الشرح المبسط للمادة، والجانب السلبي وهى أن الأسعار مرتفعة بدرجة كبيرة فقد يصل الكورس لـ 100 جنيه.

وأرجع "صابر"، سبب عدم الاستفادة من المحاضرات الجامعية زيادة عدد الطلاب وعدم قدرة الأستاذ الجامعى على فهم المادة للطلاب فقد يضطر الطالب للدروس الخصوصية بالرغم من تكلفتها المرتفعة.

إجبار على شراء الكتب

في حين، قالت الطالبة بسنت أحمد، طالبة بكلية التجارة، إن الدروس الخصوصية مازالت موجودة ويلجأ لها الطالب في بعض المواد الدراسية لصعوبة فهمها، والسبب الثانى يتضمن أن الأستاذ الجامعى قد لا يكون بالكفاءة التى تمكنه من تيسير المادة على الطالب، وإجبار الطالب على شراء كتب، فيشعر الطالب بصعوبة المادة ويلجأ للدروس الخصوصية، التي توفر له تلخيص للمادة على شكل مذكرات قليلة، وشرح مبسط للمادة".

آفة تهدد المجتمع

يرى الدكتور هاني أبو العلا أستاذ نظم المعلومات الجغرافية بجامعة الفيوم، أن الدروس الخصوصية "آفة" أصابت المجتمع بأكمله، مشيرا إلى أن الطالب الجامعي الذي تربى على الدروس الخصوصية في المراحل قبل الجامعية أصبح يرى فيها المنقذ والمخلص للفوز بدرجات مرتفعة في الامتحانات الجامعية أيضا.

وأرجع "أبو العلا"، تفشي هذه الظاهرة إلى الخلل النفسي لدى معظم الطلاب مشبهاً إياها بالإدمان، مؤكدا أن بعض الطلاب أصبح ليس لديهم القدرة ولا الاستعداد للمذاكرة والاستذكار من تلقاء نفسه، ورأى في الدروس الخصوصية الملجأ الوحيد.

وعن الحلول الممكنة أفاد أستاذ نظم المعلومات، أن الحل لابد أن ينظر للمشكلة بشكل شمولي، حيث إن النظر للطالب على إنه مخزن للمعلومات التي يلقنها له عضو هيئة التدريس، ثم يستعيدها منه في ورقة إجابته آخر الفصل الدراسي أصبحت لا تصلح لهذه المرحلة، بل أن التقييم المستمر لطالب يشارك في العملية التعليمية ويكتسب مهارات جديدة كل يوم أصبح أمراً مُلحاً.

بالإضافة لذلك ذكر أبو العلا، أنه مع تغيير تلك السياسات التعليمية من الممكن أن يصحبه حملات للتوعية ضد أخطار تلك الظاهرة.

تدني رواتب الأساتذة

اعتبر الدكتور وائل كامل، الأستاذ بجامعة حلوان، أن الدروس الخصوصية هي المشكلة التي يعلم أسبابها الجميع وحلها معروف أيضا للجميع، مؤكدا أن الكل يرفع لافته "ممنوع الاقتراب والتصوير".

ورأى كامل، أن أسباب الدروس الخصوصية في المقام الأول هو تدني رواتب أعضاء هيئة التدريس وزيادة الأعباء والمتطلبات اللازمة للترقي من دورات لترجمات لمواد معامل لازمة للتجارب للطباعة، ومع شبه انعدام لموازنة البحث العلمي، فالعضو مطالب بالصرف على أبحاثة من ماله الخاص.

كما أكد الأستاذ بجامعة حلوان، أن تكدس الطلاب بالمدرجات، واستقبال الكليات أضعاف طاقتها الاستيعابية، أحد الأسباب، قائلاً: بالتالي الوقت المخصص لكل طالب لو طرح سؤال ورد عليه المحاضر في ظل هذا التكدس لن يكفي وقت للمحاضرة، خصوصا في التخصصات العملية.

وشدد على أن العملية التعليمية تحول هدفها من وسيلة للدراسة والفهم والاستيعاب إلي غاية للحصول على ورقة عليها ختم كمسوغ تعيين بسبب الخطأ المتوارث في طريقة توزيع الطلاب على التخصصات المختلفة من مكتب التنسيق دون مراعاة رغبات وطموحات وآمال الطلاب.