الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
منوعات

تهيئة الطفل لاستقبال مولود جديد تحميه من العدوانية والعنف

كشكول

عند الحديث عن المولود الثاني لا يمكن إهمال الطفل الأول مهما كان عمره، وعلى الجميع الاهتمام بما يشعر به وبما يفكر فيه، وعلى الأهل ألا يتوقعوا أن يكون الطفل الثاني مرحبا به عند الطفل الأول، إلا إذا كان مهيئا تماما لاستقباله.

ويجمع الخبراء النفسيون أن كثيرا من المشاكل النفسية عند الطفل الأول والثاني تنشأ جذورها من هذا الموقف، إذ قد يشعر الطفل الأول بانحناء زاوية الاهتمام عنه إلى أخيه الصغير، أو يشعر الطفل الثاني مع مرور الوقت أن أخاه يأخذ من العناية والاهتمام أكثر مما كان يأخذه هو، خاصة إذا كان الطفلان من نفس الجنس.

وهنا يرى الدكتور أحمد فخري أستاذ علم النفس وتعديل السلوك بجامعة عين شمس، أن الطفل الأول يعتبرالأسرة مملكته وهو الملك المتوج على عرشها وكل الأنظار مسلطة عليه.

لذلك يجب علينا قبل مجيئ المولود الثاني تهيئة الطفل الأول لاستقباله، وفى البداية نعرفه أنه هناك طفل جديد قادم للعب معك وتسليتك، فهو قادم من أجلك أنت، ونحضر له دمية ونعلمه كيف يتعامل معها ويحملها ويرعاها بحيث تكون تهيئة للمولود القادم.

وبالنسبة للأم عليها أثناء رعايتها للطفل الثانى أن تهتم أيضا بالأول فى نفس الوقت حتى لايشعر بالإهمال تجاهه وتولد بداخله مشاعرعدوانية تجاه المولود الجديد.

ويضيف فخرى، أيضا الأسرة كلها عليها دور كبير فى هذا الأمر وهو الاهتمام بالاثنين وليس بالجديد فقط، حتى لايشعرالطفل الأول بانسحاب الأضواء من عليه، وتركيزها على المولود الجديد وأن الجديد حاز على الاهتمام كله.

ويقول أخصائى علم النفس، إنه فى حالة وجود مشاعر عدوانية لدى الطفل الأول تجاه الثاني لا يجب معاقبته أو تعنيفه بل يجب أن نتقرب منه ونوجهه بشكل سلس وبسيط، لأنه بهذا الشعور العدواني يعلن رفضه للأمر وأنه لم يعد مرغوبا من قبل الأسرة، ولكى نعالج هذا الأمر على الأم أن تقوم بحكي القصص له ومشاركته فى اللعب، ولا تحمله مسؤلية بكلمة انت الأكبر فهو مازال طفلا ويحتاج إلى رعاية مثل المولود الجديد، أيضا لابد وأن نتجنب مسألة تكليفه بمسئوليات تجاه الطفل الأصغر، ولا نطلب منه الاعتناء به حتى لا يشعر أن هذا المولود جاء ليشكل عبئا عليه فيزيد عدوانية ورفضا له، ولكن يمكن للأم أن تطلب منه أن يساعدها فى رعايته كلعبة يلعبها معها حتى يبدأ بحب وتقبل الطفل الجديد.

وتقول هالة إبراهيم أستاذ علم الاجتماع والتربية الخاصة للأطفال والعلاقات الأسرية، إن تمهيد الطفل الأول لاستقبال المولود الجديد يعد أمرا هاما للغاية، ويجب أن يبدأ من أول شهور الحمل حتى لا ينمو داخل الطفل شعور عدواني تجاه المولود والأسرة بأكملها خاصة الأم والتى ستكون بنظرة شخصا أهمله ويهتم بغيره، فيصبح طفلا عنيفا فى كل تصرفاته وقد لا يعلم الأهل أنهم سبب العنف الصادر منه ويبدأون بعقابه أو تعنيفه وهنا يقع الكثير من الأهل فى هذا الخطأ الذى من شأنه أن يخرج جيلا غير متوازن وعنيف.

وتؤكد أستاذ علم الاجتماع أن عملية التمهيد للطفل شئ لابد منه حفاظا على سلامته النفسية وسلوكه فيما بعد ويتم ذلك بإشراك الطفل فى كل شئ يخص المولود الجديد من شراء مستلزماته وحضور الكشف الطبى، ليتعود تدريجيا على استقبال فرد جديد بالأسرة، وبعد حضور المولود الجديد يمكن إشراك الطفل فى تلبية احتياجاته كنوع من اللعب معه ومع الأم، مثلا نشركه فى عملية تغيير ملابسه ومداعبته ونشعره وكأنه يلعب بدمية جديدة، فيصبح الأمر أكثر مرونة، كذلك لابد من المساواه فى التعامل والاهتمام والحنان بين الإثنين ولايسمح أبدا بتركيز الاهتمام على المولود الجديد على حساب الطفل الأول لأن ذلك يجعله أكثر عنفا ورفضا للمولود الجديد.