الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

"صرخة جنة".. الأبرياء يدفعون ثمن الخلافات الزوجية وضريبة الانفصال

كشكول

تتعدد حالات العنف الأسري ضد الأطفال بداعي التربية أحياناً، والرغبة في تصفية حسابات الزوجين بعد الانفصال أحياناً أخرى، وثالثة بدعوى رغبة الآباء في سرعة تعليمهم المشي والتحدث وخلافه من الأمور دون مراعاة للسن أو الطبيعة العمرية للأبناء.

تعذيب لأجل المشي

منذ أيام شهدت المملكة العربية السعودية قيام أب فلسطيني يقيم بالمملكة، بضرب ابنته ورفعها مع اسقاطها أرضاً أكثر من مرة على خلفية رغبته في أن تقف على أقدامها رغم كونها لم تتجاوز العام ونصف، عنف أجبر السوشيال ميديا على المطالبة بمعاقبته وهو الأمر الذي أعلنت السلطات السعودية تنفيذه وفتح تحقيق مع الأب، مشهد لم يمر طويلاً حتى فجع الجميع بمشهد التعذيب الذي أفضى إلى الموت لطفلة الـ5 أعوام "جنة".

اغتصاب وحرق

وفاة "جنة" داخل المستشفى الدولي بالمنصورة، بعد أن مارست جدتها معها الكى والحروق المتكررة دون علاج أصاب الفتاة بحروق بليغة من الدرجة الثالثة؛ وكان الوضع التشريحى للشفرتين ومجرى البول غير محدد المعالم، وتم تركيب قسطرة بولية بواسطة أخصائى المسالك البولية.

ونجم عن الحروق موت بعض الأوعية والشعيرات الدموية فى الساق اليسرى؛ الأمر الذى أدى إلى تورمها وتحلل النسيج، والدخول فى غرغرينة، وإجراء عملية بتر، قبل أن تفارق الحياة لتوقف عضلة القلب.

إعدام الجناة

وفي نعي للمجلس القومي للطفولة والأمومة، لطفلة الـ 5 أعوام، طالبت الدكتورة عزة العشماوي، الأمين العام، بتوقيع أقصى عقوبة على الجناة باعتبار الجريمة هي قتل عمد مع سبق الإصرار، وفقًا لحكم المادتين 230 و231 من قانون العقوبات المصري وهي الإعدام.

وأكدت "العشماوي" أن المجلس يتابع التحقيقات والإجراءات مع النيابة العامة، مشيرة إلى تواجد فريق النيابة بالمستشفى لحضور إجراء تشريح الجثمان بمعرفة مصلحة الطب الشرعي لبيان سبب الوفاة وما بها من إصابات.

وأشارت "العشماوي" إلى أن المجلس يتخذ حالياً كل الإجراءات اللازمة لحماية الطفلة الكبرى شقيقة الطفلة "جنة" فضلاً عن تقديم كافة سبل الدعم النفسي لها، حيث سيتم تقديم تقرير بحث حالة للنيابة العامة للنظر في إخراج الطفلة من المكان الذي تتعرض فيه للخطر وفقا لحكم المادة 99 مكرر من قانون الطفل.

حماية الشقيقة الكُبرى

وتابعت أنه جارٍ العمل على تسليمها لعائل مؤتمن أو إيداعها إحدى دور الرعاية الآمنة لحين زوال تعريضها للخطر، مشددة أن المجلس لا يتهاون أبدا في تقديم كافة سبل الحماية للأطفال وتحقيق المصلحة الفضلى لهم والتي نص عليها القانون والمواثيق الدولية، منوهة أن هذا هو دور المجلس الأصيل من خلال آلياته وهي خط نجدة الطفل 16000 ولجان الحماية بالمحافظات.

اضطراب نفسي

 بينما قال الدكتور جمال فرويز، استشاري طب نفسي بالأكاديمية الطبية العسكرية، إن ما تعرضت له الطفلة"جني" وأختها الكبري ما هو إلا دمار وحطام لهما، من قبل أشخاص"ساديين".

وأوضح فرويز لـ"كشكول"، أنه لا يحق للجده أو الأم حرق الطفلة صاحبة الأربع سنوات من عمرها، بحرقها بتلك الطرق البشعة ننتيجة التبول على نفسها، قائلاً"حرام دي طفلة بعمرها الصغير، ربما تكون تعاني من مرض، من المفترض أننا نعالجه مش نحرقها بأبشع الطرق!".

وأشار استشاري الطب النفسي إلى أن الأم شخصية غير سوية على الإطلاق، فليس هناك أم عاقلة تترك أطفالها ضحية بهذا الشكل دون الدفاع عنهم، فحرق الطفلة في بعض المناطق الحساسة تصرفات أشخاص مضطربة نفسياً "فليس كل الناس أسوياء"، مشدداً على أن اغتصاب طفلة بعمر أربع سنوات أمر لا يعقل.

وأضاف فرويز، لابد من معاقبة هؤلاء المضطربين نفسياً، عقوبات مشددة، لكي يتم رجوع حق هذه الطفلة، التي لاذنب لها في الحياه أن يكونوا هؤلاء اهلها.

ووجه استشاري الطب النفسي نصائحه لكل زوجين يريدان أن ينفصلا أن يفكرا قبل الانفصال في أولادهم، هل سيصبحون ضحية هذا الانفصال أم لا؟"، مؤكداً أنه في حال قدر للطفلة أن بقيت على قيد الحياة فهل يضمن لها أحد العيش حياة خالية من الدمار أو التحطم.