شغف الصغار بـ"الشاشات"يعوق النمو Be careful

غزت التكنولوجيا حياتنا، وصلت إلى جميع الفئات العمرية خاصة الأطفال. وأظهرت الأبحاث أن 40 % من الأطفال لديهم هواتف ذكية وحواسيب لوحية وقد باتت في متناول أيديهم بدلا من الألعاب التقليدية. ويمضي الطفل ساعات طويلة امام تلك الاجهزة الحديثة لدرجة الادمان الكبير.

 ومنذ سنوات أصبح إبعاد الأطفال عن التكنولوجيا مسألة تزداد صعوبة مع الوقت. وعلى الرغم من الاثار الايجابية للتكنولوجيا في تطوير قدرات الطفل العقلية إلا أن لها سلبيات خطيرة في حال تم استخدامها بطريقة غير صحيحة، فمثلا أصبح من المرهق على الأباء عـدم السماح لأطفالهم بمشاهدة أجهـزة الإنترنت والآيباد حتى وقت متأخر من اليوم أو قبل النوم بقليل بل ومشاهدتهم لها على السرير حتى الانغماس في النوم.

ووفقا لبعض الدراسات والأبحاث الحديثة، فإن الأطفال الذين يقومون بمشاهدة التلفزيون أو ممارسة ألعاب الفيديو قبل النوم يحصلون على 30 دقيقة نوم أقل في المتوسط من الأطفال الأخرين، في حين أن الأطفال الذين يقومون باستخدام هواتفهم المحمولة أو الكمبيوتر قبل النوم يحصلون على ساعة كاملة نقص في النوم من أقرانهم الذين لا يقومون بذلك.

مجموعة من الباحثين في كلية طب جامعة ولاية بنسلفانيا، قاموا بإجراء عـدة استطلاعات رأي لأباء 234 طفلا تتراوح أعمارهم بين 8 و 17 عاما حول عادات استخدام أطفالهم للتكنولوديا مـن ناحية وعادات وانماط النوم والتغذية والنشاط من ناحية أخرى. كما طلب الباحثون تحديد نوعية التكنولوجيا أو ما إذا كان أطفالهم يستخدمون الهواتف المحمولة أو أجهزة الكمبيوتر أو ألعاب الفيديو أو التلفزيون خلال معظم وقتهم.

وبعد تحليلهم للنتائج، وجد الباحثون العديد من الآثار السلبية المرتبطة باستخدام الأطفال للأجهزة الرقمية على السرير قبل النوم، حيث يسهم ذلك في حدوث اضطرابات النوم ومشاكل التغذية عند الأطفال، فهو مرتبط بشكل كبير بقلة النوم وانخفاض عدد ساعات النوم ليلا، وحصول الاطفال على نوعية نوم أكثر فقرا والذي من الممكن ان يؤدي الى ضعف في التركيز والانتباه.

كما اشار الباحثون ان الأطفال اللذين يستخدمون الهواتف الذكية قبل النوم هم أيضا أكثر للأصابة بالمزيد من الارهاق والتعب في الصباح، الي جانب حدوث ارتفاع خطير في مُؤشر كتلة الجسم Body Mass Index BMI - وهو عبارة عن العلاقة ما بين وزن الجسم و الطول ويستخدم لمعرفة ما إذا كان الطفل لديه زيادة في الوزن أو مُصاب بالسمنة أو نقص التغذية.

وشددت الباحثة كيتلين فولر، وهي من احدى طلاب كلية الطب في جامعة بنسلفانيا على مدى أهمية النوم في نمو وتطور الطفل، ومن هذا المنطلق كان لديها اهتمام كبير ان تقوم بدراسة العلاقة بين تعرضهم لشاشات الأجهزة التكنولوجية قبل النوم وكيف ينام هؤلاء الأطفال بشكل جيد، فضلا على تأثير ذلك على جوانب أخرى من صحتهم.

كما وجد الباحثون ان هناك أيضا علاقة بين استخدام جميع أنواع التكنولوجيا الأربعة (التلفاز والعاب الفيديو والهواتف المحمولة والكمبيوتر) قبل النوم وزيادة استخدام الهاتف الخلوي في الليل، مثل الاستيقاظ لقراءة نص رسالة شخص ما، مع مشاهدة التلفزيون مما أدى إلى حدوث أعلى الاحتمالات.

وقالت فولر إن تلك النتائج تدعم التوصيات الجديدة التي نشرتها الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (“APP”) بخصوص وقت الشاشة للأطفال (الوقت الذي يقضونه الأطفال امام الشاشات)، حيث أوصت الآباء باقامة حدود حول استخدام الأطفال للتكنولوجيا، مثل مطالبة أطفالهم بوضع الأجهزة بعيدة عن اعينهم خلال اوقات الطعام وعدم الدخول بها غرف النوم.

وأوضحت الدكتورة مارشا نوفيك، وهي استاذة مشاركة في طب الأطفال والأسرة والمجتمع، أنه في حين أن مازالت هناك الحاجة إلى اجراء مزيد من البحوث لتحديد ما إذا كانت استخدام الأجهزة المتعددة في وقت النوم يؤدي إلى النوم أسوأ من استخدام جهاز واحد فقط، يمكن أن تساعد تلك الدراسة أطباء الأطفال للتحدث مع الآباء والأمهات وتقديم المشورة لهم بنصحهم انه على الرغم من ان استخدام الأطفال للتكنولوجيا له العديد من الفوائد الا ان هناك ضرورة للحد من استخدامها في بعض الأوقات وخصوصا في وقت النوم، وذلك من أجل تعزيز تطور الطفل وتنمية صحته العقلية.