الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

56 دارساً في «هندسة وطب وعلوم وحاسبات» محبوسين في قضايا عنف.. روشتة حماية طلاب الكليات العلمية من الانضمام للإرهابيين

كشكول

تعميم الموسيقى والمسرح والرياضة.. وأستاذ: إهمالها يقسي القلب والعاطفة ويؤدي للعنف

مطالب بتفعيل دور الاتحادات الطلابية وتنظيم فعاليات ثقافية لقطع الطريق أمام المتطرفين

«طلاب الكليات العلمية بيطلعوا إرهابيين بسبب التلقين».. تصريح صدر عن الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، فى مؤتمر  إعلان خطته لإدارة الجامعة، عقب توليه منصبه، وسلط الضوء من خلاله على ظاهرة في غاية الخطورة، وهي كون طلاب تلك الكليات الهدف الأول لاستقطاب جماعات الإرهاب.

وجدد إلقاء القبض على خلية إرهابية من 4 طلاب في كلية الهندسة بجامعة المنيا، قبل نحو أسبوع، التساؤل حول أسباب استهداف واستقطاب الجماعات الإرهابية لطلاب الكليات العلمية، وتحديدا الطب والهندسة والعلوم.

ولا تزال نيابة المنيا تجرى التحقيقات مع تلك الخلية، والمتهم أفرادها بالتخطيط لتنفيذ أعمال تخريبية، وهم «محمد. ع. ع»، 21 سنة، و«رائد. م. ح»، 21 سنة، يقيمان في «حي أبو هلال»، و«أحمد. م. ع»، 22 سنة، يقيم في مركز «مغاغة»، و«طارق. ر. ع»، 25 سنة، يقيم في مركز سمالوط.

ويبغ عدد طلاب جامعة القاهرة المحبوسين في قضايا مماثلة، 10 طلاب، بينهم 7 طلاب طب وهندسة واثنين بكلية الحقوق  وواحد بكلية التجارة ، وفى جامعة عين شمس 6 طلاب، بينهم طالب طب وطالبان علوم، وفي جامعة حلوان  9 طلاب، بينهم 5 بكلية الهندسة واثنين في الحاسبات.

وفى جامعة الأسكندرية 19 طالب، بينهم 12 طالب بكلية الهندسة، وفى جامعة طنطا  9 طلاب بينهم 6 طلاب بكليتي الطب والهندسة، وفى  جامعة المنيا 7 بينهم 4 بكلية الهندسة وطالب بطب أسنان وطالب بكلية العلوم، وفي جامعة المنصورة 22 طالب بينهم 10 طلاب بكلية الهندسة وطالب طب وطالب علوم، وفى جامعة سوهاج 9 طلاب بينهم طالب هندسة واثنين بكلية العلوم.

من جهته، قال الدكتور وائل كامل، عضو هيئة التدريس بجامعة حلوان، إن إهمال الأنشطة مثل الفنون والتربية الموسيقية والرياضية والمسرح وغيرها من الهوايات، على حساب الاهتمام بالعلوم والرياضيات، داخل هذه الكليات، يتسبب في قسوة القلب وجفاء العاطفة، ما يجعل العنف يسكن الشخص دون أي «رادع داخلي».

وشدد على ضرورة أن تخصص الجامعات في برامجها الدراسية ساعات اختيارية للطلاب، لدراسة تخصصات أخرى بخلاف تخصص الكلية الأصلي، متسائلاً: «لماذا لا يدرس طالب الهندسة أو الطب الموسيقي والمسرح»، لافتاً إلى وجود جامعات خاصة تطبق هذا الأمر.

واتفق معه الدكتور هاني الحسيني، أستاذ العلوم بجامعة القاهرة، بقوله: «انعدام الجو الثقافي، والاجتماعي، أحد أهم انتشار التطرف بالكليات العلمية والعملية»، مشيراً إلى أن هذه الكليات تتميز بـ«الانغلاق» بعكس الكليات النظرية.

وطالب «الحسيني»، الجامعات بضرورة توفير الأنشطة والجو الاجتماعي لطلاب الكليات العلمية، وإقامة ندوات ولقاءات بصفة مستمرة للقضاء على أي محاولات من الجماعات المتطرفة لاستقطاب الطلاب.

واعتبرت الدكتورة هويدا مصطفى، أستاذة الإعلام والصحافة، طبيعة الدراسة في الكليات العلمية أحد الأسباب في استهداف طلابها من قبل التيارات المتطرفة، خاصة وأن الجامعات والمؤسسات التعليمية لها الأثر الأكبر في بناء شخصية الطالب، وتكوين وجدانه وعقله وفكره، وتحديد طريقة تعامله مع المجتمع.

وطالبت أستاذة الإعلام، الجامعات بإعطاء الفرصة لطلاب الكليات بالنقاش والحوا والتعبير عن الرأي، وعدم الانغلاق، ما يحميهم من محاولات استهدافهم من قبل التيارات المتطرفة لاستهدافهم،  خاصة وأن التيارات المتطرفة تنتشر بصورة كبيرة في النقابات مثل «الأطباء».

وشددت على ضرورة تفعيل دور الأنشطة الثقافية، ودور الاتحادات الطلابية، مثل بقية الكليات النظرية، مشيدة بجامعة القاهرة والدكتور محمد عثمان الخشت، رئيسها، لإطلاقه «وثيقة التنوير»، التي تتضمن الاستعانة بخبراء على مستوى كبير من الثقافة، للنقاش مع الطلاب.