الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

التصنيف الدولي للجامعات "توجيه رئاسي".. "كشكول" يضع روشتة التطوير

كشكول

مثل تراجع الجامعات المصرية، في التصنفيات الدولية، مؤشرا خطيرا، لمنظومة التعليم العالي خلال السنوات الماضية والمقبلة، في ظل وجود 3 أو 4 جامعات في التصنيفات، منها " القاهرة – الإسكندرية – عين شمس – المنصورة"، مما جعل الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال افتتاحه مدينة العلمين الجديد، يتحدث ويطالب الجامعات بضرورة التواجد في التصنيفات.

أعطت كلمات الرئيس السيسي، دلالات كبيرة، للأهمية التي توليها الدولة لمنظومة التعليم ومنها الجامعات، بعد أن تراجعت بشكل ملحوظ في التصنيفات الدولية، بالسنوات الأخيرة.. منذ أيام ظهر إحدى التصنيفات الدولية " QS"، بوجود جامعات عين شمس - القاهرة- الإسكندرية - الأزهر - الجامعة الأمريكية) ضمن تصنيف QS العالمي، وأن جامعة عين شمس هي الجامعة الحكومية الوحيدة المصنفة بنظام النجوم حيث حصلت علي 3 نجوم من أصل خمس نجوم.

"كشكول" تطرق لنقطة التصنيف الجامعي وما المطلوب تنفيذه لوجود الجامعات المصرية بالتصنيفات الدولية..

بداية.. قال الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، إن الجامعة لها وجود كبير في التصنيفات الدولية وليس من هذا العام ولكن قبل أعوام عديدة، مبينا أن الجامعة ظهرت في تصنيف "كيو إس" البريطاني فى مرتبة متقدمة عالميأ فى التخصصات وفى صدارة الجامعات المصرية، كما أشار إلى أن الجامعة لديها خطة كبيرة للتواجد في التصنيفات العالمية، مع الاهتمام بالدرجات العليمة المشتركة الخاصة بسوق العمل، وهو من ضمن معايير التواجد بالتصنيفات الدولية.

وكشف الخشت، عن أن الجامعة من ضمن أهدافها القائمة على وجود جامعة من الجيل الثالث وإنشاء فرع الجامعة الدولي، استقطاب الطلاب الوافدين لديها، مما يؤهل الجامعة لمواصلة التقدم في التصنيفات الدولية، موضحا أن الجامعة لديها برامج جديرة بالتطبيق وتأهيل الطلاب لاقتحام سوق العمل وهو من معايير التصنيف.

كما أكد رئيس جامعة القاهرة، أن الجامعة اتخذت عدة إجراءات للاهتمام بعمليات البحث العلمي، من خلال تمويله لأعضاء هيئة التدريس، مع زيادة  نشر البحوث الدولية، والعلاقات والتعاون الدولي مع الجامعات الأجنبية المتقدمة وجذب الوافدين، وجودة البرامج وتطويرها بكافة القطاعات العلمية.

وأظهر تقرير "QS" للتخصصات والقطاعات لعام 2018، التقدم الذي حققته جامعة القاهرة، بحصولها على ترتيب متميز فى عدد من التخصصات الأكاديمية، وصدارتها للجامعات المصرية فى التصنيف، حيث كشف التقرير عن عدة نقاط مهمة من بينها، زيادة عدد تخصصات جامعة القاهرة المصنفة إلى 16 تخصصا عام 2018 بدلأ من 10 تخصصات فى عام 2017.

وظهر في التصنيف، لأول مرة، 6 تخصصات جديدة للجامعة هي، الهندسة المدنية بترتيب عالمي متميز فى شريحة 151-200 على مستوى العالم في عام 2018، والهندسة الكيميائية في شريحة 251-300، والقانون فى شريحة متميزة  201-250، وإدارة الأعمال فى شريحة 251-300، والرياضيات فى شريحة 351-400، واللغات  فى شريحة 251-300، إلى جانب ظهور قطاع العلوم الاجتماعية والإدارية فى المركز 251-300 عام 2018 ولم يكن مصنفًا في الأعوام السابقة.

وفي المقابل، قال الدكتور عبدالوهاب عزت، رئيس جامعة عين شمس، إنه لأول مرة وضع تصنيف شنغهاي الدولي، جامعة عين شمس، رغم عدم توافر الشرط الأساسي للتواجد وهو حصول أحد أساتذة الجامعة على جائزة نوبل مثل جامعتي القاهرة والإسكندرية، مما يؤكد أن الجامعة تسير على خطى التطوير في ظل ما تشهده من عمليات تعلمية وبحثية متطورة، وزيادة نشر أبحاث شبابها وأساتذها دوليا في المجلات SCOPUS العلمية الدولية.

وأكد عزت، أن جامعة عين شمس، في السنوات الأخيرة، شهدت ارتفاعا كبيرا في معدلات النشر الدولي مما ساهم في ارتقاء سمعتها الدولية بين التصنيفات الدولية وكذلك الجامعات، مشيرا إلى أن الجامعة قادرة على التنافس والتواجد، مثل باقي الجامعات المصرية ومنافسة الجامعات العالمية لما تملكه من عدد كبير من أعضاء هيئة التدريس أصحاب الكفاءات، بعد أن تواجدت في التصنيف العالمي" شنغهاي" المركز 701 إلى 800.

ويشير رئيس جامعة عين شمس، إلى أن الجامعة، تهتم بعملية البحث العلمي على أكثر من قطاع، مثل التعليم وخدمة المجتمع والبحث العلمي ذاته، وذلك لمواصلة وزيادة نشر الأبحاث الدولية، مع الاهتمام أيضا بالابتكار وزيادة عدد براءات الاختراع للجامعة مما يسهم في التواجد في أكبر تصنيف الجامعات الدولية.

وأوضح عزت، أن الجامعات تنعم باستقرار كبير، دون أي من التدخلات، واهتمام كبير من وزارة التعليم العالي، مع الاهتمام الأكبر من القيادة السياسية، وهو ما ظهر جليا من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، في أكثر من مناسبة، وأخرها الحديث عن ضرورة التواجد في التصنيفات العالمية والارتقاء بمنظومة الجامعة، والشراكة مع كبريات الجامعة العالمية.

وقال الدكتور جمال إسماعيل نائب رئيس جامعة بنها لشئون البيئة وتنمية المجتمع، إن التواجد في التصنيفات العالمية بين كبريات الجامعات الدولية، يحتاج إلى عدة أمور لابد من تواجدها داخل الجامعة، منها " البحث العلمي – أسلوب التعليم – منح للطلاب – النشر الدولي – استقطاب الطلاب الوافدين – الارتقاء بالموقع الإلكتروني للجامعة".

وأكد نائب رئيس جامعة بنها، أن هناك صعوبات في تصنيف مثل "شنغهاي" فى تواجد جامعات مصرية فيها، كونه يعتمد في المقام الأول على وجود أحد أساتذة الجامعة بالحصول على جائزة نوبل، وهناك جامعتي القاهرة والإسكندرية ، مثل حصول "نجيب محفوظ – أحمد زويل" على الجائزة، مشيرا إلى أن هناك تصنيفات أخرى خلاف التصنيف الصيني مثل "كيواس إس – التايم – التصنيف الإسباني"، وتتواجد فيها العديد من الجامعات المصرية.

كما أكد إسماعيل، أن جامعة بنها من ضمن الجامعات المصرية التي تسعى بقوة في التواجد بالتصنيفات العالمية، بتدريب خريجيها على سوق العمل والتعلم، وزيادة النشر الدولي والاهتمام الأكبر بالبحث العلمي، كاشفا عن أن الجامعة رصدت مليون جنيه لزيادة النشر العلمي، لخريجيها وأساتذتها، مع دعم كامل للأبحاث العلمية، و2 مليون جنيه لشباب الباحثين والاهتمام بالبحث العلمي والتواجد في تصنيف "كيوا س"، مع العمل على استقطاب أكثر من الـ10 % للطلاب الوافدين بجامعة بنها والوصول لنسبة الـ20 % التي تؤكدها التصنيفات الدولية.

وتوقع نائب رئيس جامعة بنها، بأن الأهمية الكبيرة التي توليها الدولة المصرية برئاسة الرئيس السيسي للمنظومة التعليمية وخاصة الجامعات والبحث العلمي، ستكون الدافع الأكبر للتواجد بين الجامعات في التصنيفات، مشيرا إلى أن تواجد معايير التصنيفات وتوفير الميزانية المناسبة من الدولة للبحث العلمي وزيادة معدلات النشر الدولي ستكون لها الأثر الأكبر في الارتقاء بتصنيف الجامعات المصرية خلال الفترة المقبلة.

واعتبر الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم جامعة جنوب الوادي، أن التصنيف العالمي للجامعات، يعد مقياسا مهما الهدف منه الترويج للجامعات الأشهر في العالم كنوع من الدعاية التجارية للترويج لأبحاث أعضاء هيئة التدريس بها وللجامعة ذاتها، من أجل استجلاب طلاب أجانب إلا أن هناك جوانب ذات أهمية كبيرة، مشيرا إلى أن أهم شروط الحصول على ترتيب عالي في التصنيف العالمي هو جودة التعليم طبقا للمعايير العالمية للجودة والتي تنعكس على خريجي الجامعة وكم الخريجين الحاصلين على جوائز عالمية كنوبل ولا يقتصر ذلك فقط على الخريجين بل وأعضاء هيئة التدريس العاملين بالجامعة وكم الجوائز العالمية الحاصلين عليها وكم الأبحاث المنشورة خاصة في المجلات ذات العامل المؤثر ومدي الاستشهاد بأبحاثهم، كذلك كثافة الطلاب بالنسبة لحجم الجامعة والإمكانيات المتاحة ونسبة أعضاء هيئة التدريس للطلاب، ورفع عدد الطلاب الأجانب الدارسين بالجامعة من ترتيبها.

ويؤكد كمال، أن الموقع الإلكتروني للجامعة هو لسان حالها للتعبير عن رؤية الجامعة ورسالتها، ورغم أن كل الشروط ترفع المستوى التعليمي عالميا إلا أن هناك عوائق معضلة في الدول النامية والأنظمة الشمولية حيث إن التكنولوجيا تكون متأخرة عن مثيلاتها في الدول المتقدمة، وكذلك حرية الرأي هي الباب الرئيسي للإبداع الفكري والعلمي وهو ما لايتوفر في البلدان المتخلفة لأسباب هي في المقام الأول سياسية.

كما يرى أن الشئ الأخطر هو التناقض بين واقع الدول المتخلفة ومستوي الأبحاث العلمية التي في الغالب لا تجد مجال للتطبيق في تلك البلدان نتيجة التخلف التكنولوجي ولن تصل جامعة في دولة متخلفة الى الترتيب المتقدم بين جامعات العالم المتقدم إلاإاذا أبحاث علمائها تخدم العالم المتقدم الذى يملك القدرة على تطبيق تلك الأبحاث وهذا يكون ضد التنمية فى البلدان المتخلفة فهى تسخر امكانياتها المتواضعة للعالم المتقدم ويؤدي ذلك في نهاية الى هجرة العقول.

وأشار أستاذ العلوم، إلى أنه يمكن تلخيص الوضع في أن الدولة المتخلفة إن أرادت الدخول في المنافسة العالمية لابد من ترتيب الداخل وإطلاق حرية التفكير والابداع والتطوير التكنولوجي الذاتي مما يجعل الأبحاث العالية المستوى قابلة للتطبيق بذات الدولة والا تحولت الدولة الى بلد مصدر للأبحاث والاسهل والأفضل للباحثين الهجرة من أوطانهم لتحسين أوضاعهم المعيشية وهذا ما تعاني من مصر، مؤكدا أنه قبل التفكير  في التصنيف العالمي لابد من التهيئة لذلك من خلال إصلاح الداخل وإعادة ترتيب الأولويات بصدق حتى لا يكون الامر مسألة تجميلية لا أكثر.

ويرى الدكتور محمد عبد الوهاب، نائب رئيس جامعة الفيوم، لشئون التعليم والطلاب، أن التواجد في التصنفيات العالمية، يعد أمرا مهما للجامعات المصرية، مؤكدا أنه لابد من توافر المعايير اللازمة للتواجد للجامعات، واستغلال الاهتمام من قبل القيادة السياسية لإبراز الجامعات في التصنفيات الدولية بعد حديث الرئيس السيسي عن التصنيف الدولي للجامعات المصري.

ويشير نائب رئيس جامعة الفيوم، إلى أن التواجد في التصنيفات العالمية، يلزم عدة ثوابت ومعايير، حسب حالة كل تصنيف نظرا لوجود أكثر من تصنيف دولي، مثل شنغهاء وكيو إس"، مشددا على ضرورة دعم البحث العلمي، بتوفير الأموال اللازمة للارتقاء به وتوفير أحداث الوسائل من معامل وأجهزة ، للنشر الدولي بمختلف دول العالم.

وقال عبد الوهاب، إن جامعة الفيوم، تعمل على التواجد خلال السنوات المقبلة بأقوى تصنيفات الجامعات، مشيرا إلى أن الجامعة تعمل حسب الإماكنيات المتاحة لديها والعمل على التواجد في الـ500 جامعة حسب ما وجه الرئيس السيسي خلال افتتاحه مدينة العلمين الجديد، مؤكدا أن العمل يحتاج لمرونة أكثر، وميزانية أكبر، وتحمل تكاليف النشر الدولي ورعاية شباب الباحثين، وتوافر ما يلزم للتواجد من ناحية الدولة، على أن تقوم الجامعات بماعليه من واجبات تجاه المنظومة للتواجد عالميا بين جامعات العالم.