الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

أساتذة الجامعة يردون على ترند «متدخلش إعلام»:الرزق بتاع ربنا

كشكول

مع اقتراب فتح مكتب التنسيق الأحد المقبل، لاستقبال رغبات المرحلة الأولى لطلاب الشهادة الثانوية 2019، وذلك بعد اعتماد نتائجهم السبت الماضي، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، حالة من المناشدات والنصائح والتحذير من قبل عدد من العاملين بمجال الإعلام والصحافة للحاصلين على الثانوية العامة من الالتحاق بكلية الإعلام، نظراً لما تشهده الساحة من أمور متعلقة بمتطلبات سوق العمل، وتدهور الحالة الإعلامية وتراجع طباعة الصحف وارتفاع أسعارها، في وقت تشهد بعضها حالات تسريح لكثير من الصحفيين العاملين بها نتيجة إغلاق بعض الجرائد وتعثر البعض عن الاستمرار نتيجة الوضع الاقتصادي لها.

ويرصد "كشكول" في التقرير التالي أبرز التعليقات التي أطلقها العاملين بالمجال الإعلامي بشقيه المقروء والمسموع.

وعلق الدكتور محمد المرسي، أستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن كثير من البوستات لعدد من الإعلاميين والصحفيين تطالب طلاب الثانوية العامة بعدم دخول كليات الإعلام، متسائلاً "لهذا الحد أصبح هذا المجال طاردًا لمن يهواه وإلي هذا الحد بلغ اليأس من الإصلاح وانعدم الأمل في غد إعلامي أفضل؟".

وأضاف أستاذ كلية الإعلام، أن بالفعل هناك فوضي وأوضاع إعلامية سيئة وفرص تذهب كثيرًا لغير المؤهل أو لمن لايستحق، ولكن هل هذا يدعو إلي أن نطالب بإلغاء الدراسات الإعلامية وغلق كليات الإعلام وترك المجال يزداد سوءا أم نعمل علي التغيير إلي الأفضل وأن نقيم حائط صد من الإعلاميين المؤهلين علميًا وعمليًا لعلهم يجدون الفرصة المناسبة لحمل لواء هذا التغيير شكلًا ومضمونًا.

فيما قال الدكتورإبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار الأسبق في التلفزيون، إن الإعلام من التخصصات التطبيقية ومن خلال خبرته في التدريس بعدد من كليات الإعلام بما فيها إعلام القاهرة لاحظت تركيزا على المقررات النظرية والتوسع في قبول أعداد الطلاب كل عام بخلاف كلية سياسة واقتصاد فأنها كلية واحدة .

وأضاف الصياد، أن الآن التوسع في الجامعات الخاصة تبعه توسع أخر في كليات الإعلام وهذه كارثة والحل من وجهة نظره عمل دراسة لسوق العمل الفعلي وتحديد الاحتياجات من تخصص إعلام كل عام بناء عليه يتم تحديد عدد المقبولين سنويًا وترشيد أقسام الإعلام في كليات الآداب وكليات الإعلام ومعاهد الإعلام التي تقبل بالألاف ببعض الجامعات الخاصة، وإلغاء تخصص الإعلام من الجامعة المفتوحة والتفكير في تخصصات إعلامية جديدة مثل الإعلام الخارجي أو الدولي وعدم الاقتصار فقط على الشعب الثلاث، متابعًأ، أن العلاقات العامة والإعلان هو التخصص الأفضل حاليًا.

وقالت الدكتورة ساره فوزى المعيدة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن هناك البعض يقول للطلاب ادخلوا إعلام دي جميلة وفيها إبداع، والبعض الأخر يقول لا دي وحشة ومفيهاش شغل وملهاش لازمة، مضيفة "أنا عندي إيمان لا ينتهي إن الرزق بتاع ربنا والشغل نصيب ومؤمنة أكتر بإن المبدع يقدر يثبت نفسه بأي كلية مهما كان فيه فرص أو مفيش ".

وأضافت فوزي، قائلة "مؤمنة أكتر إن اللي داخل إعلام عشان البرستيج أو عشان فرقت معاه على نص درجة وكان نفسه في هندسة أو اقتصاد، ما يدخلهاش أحسن، وأنت كده هتضيع اللي نفسهم فعلا يدخلوا إعلام وحابينها لأنك ممكن تأخد مكانهم في الشغل أو تزحم لهم المجال دون داعي لمجرد نص الدرجة اللي بابا وماما خافوا على صورتك عشان أسطورة كليات القمة".

وأوضحت فوزي، قائلة "أما اللي حابب الإعلام وحابب يثبت نفسه فأهلا وسهلا به، وعلى رأسنا ويشرفنا التدريس له ودعمه بما قدره الله لنا، أما الناس اللي بتفتي بقى وعايشة دور التنظير فاحب أقول لكم خلي قصصكم لنفسكم لأن كل حد فينا ليه كتالوجه ورحلته الخاصة بكل تفاصيلها، أما بعض الناس اللي بتشتغل في المجال وبتكره الطلبة في الكلية فاحب اقول لهم مع الأسف نصكم مش خريج كليتنا وأنتو نفسكم بتتمنوا تدرسوا فيها وتكملوا دراسات عليا أو دبلومات لمجرد البرستيج برضو، ولما أنتم بتكرهوا الطلبة في الكلية طيب ما تحسن أنت المجال المهني بما إنك فيه يعني ولا خايف يطلعوا أشطر وياخدوا مكان حضرتك".

واختتمت فوزي، قائلة "أخيرا لطلبة الثانوية العامة ادخلوا الكلية اللي بتحبوها واللي حاسين إنها شبهكم وشبه موهبتكم أو خبرتكم وما تخلوش حد يكسركم أبدا ولا يحبط طموحكم وسيبوا الباقي على ربنا، مفيش كلية كلها وحشة ولا كلها حلوة ورائعة، الحياة مش وردي والكلية جزء من حياتك ومشوارك مش كل حياتك ولكل كلية إيجابيات وسلبيات، فهل هتتحمل السلبيات وتبص للإيجابيات؟؟  ده قرارك ".

وفي سياق متصل قال محمد دريوة كاتب صحفي، "أنا لما بقول محدش يدخل إعلام مش قصدي إعلام القاهرة ولا جامعة معينة، أنا بتكلم على الإعلام كتخصص في أي مكان، وأنا بشتغل في المهنة يا من ٢٠١٠، وأي حاجه بقولها عن تجارب".

وأضاف دريوة، قائلاً "الكل شايف اللي على الساحة وكمان مُدرك حجم الكوارث اللي حصلت في المهنة، والبيوت اللي اتخربت بسبب تسريح العاملين، وناس مستقبلهم ضاع، وناس كبار كتاب واعلاميين قعدو في بيوتهم، وناس تانية رجعت للمهنة وبتشتغل أي كلام وأي تسالي، وأصحاب محطات عندهم مصالح، وبنت شبه العروسة الحلاوة طلعوها مذيعة، وهي معاها معهد سياحة وفنادق، وصحفيين الصحف بتستعبدهم وتمص دمهم شهور وسنين علشان يتعاقد ويتأمن عليه ويأخد عضوية نقابة، علشان أجره بعدها يبقى زي أجر المعلم المصري اللي بيشرب من نفس المشروب".

وتابع دريوة، قائلاً "ياريت نبطل نضحك على نفسنا، وكل واحد بيشتغل أكاديمي أو عضو هيئة تدريس في كلية أو قسم أو تخصص إعلام ياريت تسكت أو تقول كلمة حق، علشان أنت في منصبك الحمد لله ضمنت وظيفة واطمئن قلبك، فكر معايا في الشباب اللي بيطلعوا من تخصصات الإعلام المختلفة ومابيلاقوش شغل، وبيتمص دمهم في أماكن لا تفقه في المهنة شيء، دا غير بتوع بير السلم، شوف مين على الساحة من إعلام، طيب تعالى أفرجك على خريجين الإعلام شغالين إيه وفين؟"، مختتماً "اللي عاوز يدخل إعلام يدخل، بس ياريت يكون مستعد للمستقبل المرير اللي هيشوفه والواقع الكاحل اللي هيقابله".

وقالت هدير عبد الفتاح خريجة كلية الإعلام جامعة القاهرة، "أنا خريجة إعلام ومش هنصح حد يدخلها ببساطة عشان كذا سبب، أولا المناخ الإعلامي هيكبت أي حد داخلها بهدف إنه يبقى صحفي صاحب رأي حر ويطرح الأمور من زوايا تحليلية ناقدة ويكون له دور رقابي على حكومة بلده ومؤسساتها وأجهزتها وما إلي ذلك، لما ييجي يشتغل مش هيعرف يعمل ده خالص دلوقتي".

وأضافت عبد الفتاح، قائلة "لو مصمم إنه ميخليش حد يتحكم في رأيه أو يملي عليه ما يكتبه قدامه طريقين، يا إما هيتجنب الصدام تماما وهيشتغل في الإعلام برضو بس في وضع مفهوش فيه مساحة كشف حقائق ورأي وكدة (مثلا أنا اتجهت للترجمة الصحفية عشان حبيتها أولاً، ثانياً مش بتسمح لحد يقولي اكتب إيه ومكتبش إيه وده ممنوع وده لا لأني بترجم من المصدر فقط)".

وتابعت عبد الفتاح، قائلة، "الطريق التاني إنه مش هيشتغل في الإعلام (مجال التسويق واللغات بيشد زمايلي دلوقتي مثلاً)، أما بالنسبة لوضع الكلية فهو أكيد مش أحسن حاجه خالص وعدد الدكاترة والمعيدين اللي الواحد استفاد منهم معدودين جدا، والأهم إن عدد المواد اللي الواحد استفاد منها أقل بكتير، مواد كتير جدا قديمة ومكررة ومفهاش إضافة لا ثفافية ولا لشخصيتي، الجزء الوحيد إلي طالب إعلام بيستفيد به من الكلية هو إنها بتبنيله شخصيته وبتغير فيه كإنسان يعني".

واختتمت عبد الفتاح، قائلة "المقررات ليست الأفضل وطريقة تدريس عدد من الأستاذة برضو بعيدة عن الواقع حقيقي، لكن السبب الرئيسي اللي لما حد بيقول لغيره متخدلش إعلام بيبقى قصده إن المهنة نفسها وضعها متردي، مش إن الكلية سيئة أو حاجة".

وعلي جانب أخر، قالت مي فؤاد خريجة كلية الإعلام جامعة القاهرة، "أنا خريجة قسم إنجليزي وهو في رأيي قسم السبوبة بتاع الكلية ومستفدتش منه ولا من الدكاترة سواءً من لغة أو مواد وبعيدًا عن منهج معظم الدكاترة أن مكانش كلهم في الحفظ الصم للسليدات أو الاسيمنتات اللي بتتاخد كوبي بيست من ويكبيديا ومفيهاش أي إبداع وكلها شبه بعضها وبعيداً عن أني قعدت في الكلية أربع سنين مدخلتش ولا مرة استديو ومحضرتش جوا كليتي غير مرات معدودة وماستلمتش كتبي وكان بيجلنا دكاترة من برة ولا بتعرف تنطق إنجليزي صح ولا ليها في الشرح من الأساس".

وأضافت فؤاد، قائلة "أنا لاأريد ذكر أسماء دكاترة كانت بتديلنا الامتحان قبلها بيوم ولا الدكاترة اللي كانوا بيحفظونا امتحان الترجمة ولا كميات الامتياز مع مرتبة الشرف اللي مبيحضرش قبل اللي بيحضر بيجبها"، متسائلة "ازاي دفعة 180 واحد كلها تقريبا جايب امتياز؟، ولا مرة توحد ربنا نزلنا تدريب والتدريب كان بيجي لناس بعينها والهدايا اللي كانت بتيجي للاستديو والناس المعينة اللي كانت بتحضر ايفنتات بعينها، ناهيك عن المناهج العقيمة اللي بقالها قرون وقرون الدكاترة نفسهم مش عارفين الكتب اللي بيدرسوا منها وده عشان القسم اصلاً مفتوح للسبوبة ليس إلا".

وتابعت فؤاد، قائلة " معظم كليات مصر ليها نقابة تدعم خريجي الكلية إنما إعلام اللي بنتخرج بيتذل للجرايد حرفيًا عشان ندخل نقابة، الكلية نفسها محترمتناش ومدعمتناش لما اتخرجنا عشان المجال يحترمنا".