الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

بـ"القرآن والإنجيل"..أولياء الأمور يطلبون التيسير أمام لجان الثانوية

كشكول

حرص أولياء الأمور المتواجدين أمام مدرسة الأورمان بمنطقة الدقى، على الجلوس خلف أسوار المدرسة حاملين فى أيديهم المصاحف والإنجيل وامساكيات الذكر والدعاء، إلى جانب التسبيح بحمد الله وذكره، والدعاء بكل ما أوتو من قوة، فالكل هنا يتعبد بدينه ويتقرب بصلواته وذكره، طالبين الفرج والمنة من الله على أولادهم الذين يؤدون امتحان مادة الرياضيات التطبيقية "الاستاتيكا".

ورصد "كشكول" من خلال التواجد أمام المدرسة ما يفعله أولياء الأمور خلال لحظات انتظار خروج أبنائهم.

تجد هناك على الرصيف الموازي للمدرسة أمهات تختلف أعمارهن ما بين الأربعين والستين، أتين دعمًا لأكبر أولادها ومستقبل ابنتها ومستقبل العائلة أيضاً، يحملن جميعاً فى أيديهن الكتب المقدسة، سيماهم على وجوههم إما علامة الصلاة المميزة للمسلمين أو في أيديهن من الصليب الذي يميز الأخوة المسيحين، اختلفت وجهاتهم وقتاعتهم واتفقوا أنه لا إله إلا الله، يأخذ بيد أولادهم وليس هناك غيره من يفرج عليهم ويهون ويمن عليهم بالامتحانات السهلة.

تجد منهن حاملات المصحف للقراءة فيه ما يمنً الله عليهم به، وفى الانجيل كذلك، لا يعرف أحد ما يدور فى قرأتهم لكن عيونهم تحكى قصصًا جميلة وبعضها حزينة بائسة.

تجد فى أعين تلك الأمهات، 12 عام من التعب والإرهاق خلف أولادهن من مدرسة ومذاكرة ودروس خصوصية، مال ينفق يمينًا ويسارًا، ينتظرن التتويج والتأهل إلى مرحلة أقل إرهاقًا بالنسبة لأولياء الأمور وأفضل بالنسبة لأولادهم الذين وصلوا إلى مرحلة التعليم الجامعى والمرحلة الأخيرة فى حياتهم العلمية.

بينما هناك أم فقيرة انفقت كل ما تملك على نجلتها لتصل إلى مكانة عليا فى المجتمع بفضل المجموع الذى ستحصل عليه فى الشهادة الثانوية، لا يهمها أنها أصبحت فقيرة أو إنها تطعم أطفالها يومًا بيومًا، كل ما يدور فى ذهنها "ابنتى" كيف ستكون بعد تلك المعركة الشاقة فى التعليم بعد 12 عامًا انهت فيه على كل أخضر ويابس فى منزلنا، قد تكون فرحة نجاحها هى الأولى والأخيرة التي تدخل ذلك البيت، وقد تكون هى قبلة الحياة للمجد.

كل هذه مشاهد تجدها أمام مدرسة الأورمان الثانوية بالدقى لأمهات تركت أعمالهن ومنزلهن من أجل الاطمنئان على أولادهن.