الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

"الوقف الخيري".. رحلة تطوير التعليم دون عائق مالي

كشكول

زخم كبير صاحب إعلان الحكومة عزمها تأسيس أول صندوق خيري لتطوير التعليم تحت مسمى الوقف الخيري للتعليم قبل أشهر عدة، جدل حول مدى إمكانية نجاح تطبيق الفكرة على أرض الواقع،غير أن انعقاد أولى الاجتماعات التأسيسية لمجلس إدارة الصندوق، بحضور وزراء التخطيط والتعليم جعلت الفكرة قاب قوسين أو أدنى من التطبيق.

وشهد الاجتماع التأسيسي الأول للصندوق الإعلان عن قائمة المساهمين من رجال أعمال وبنوك وهم شركة أيادي للاستثمار والتنمية إحدى شركات بنك الاستثمار القومي بالتعاون مع بنك مصر والبنك المصري الخليجي وثلاثة من رجال الأعمال الوطنيين وهم: رؤوف غبور، محمد فريد خميس، وصادق السويدي، بتأسيس صندوق الاستثمار القومى الخيري للتعليم، والدعوة للاكتتاب العام للمؤسسات والأفراد به، والذي ستديره شركة إن آى كابيتال القابضه التابعة لبنك الاستثمار القومي وفقا لآليات الاستثمار العالمية.

وتزامنًا مع إطلاق أول وقف خيري للتعليم، يستعرض موقع "كشكول" آراء كافة الأطراف المعنية بصندوق التعليم ورؤيتهم حول آلية عمله خلال الفترة المقبلة:

شهادات ووثائق استثمار مختلفة

محمود منتصر الرئيس التنفيذي لبنك الاستثمار القومي التابع لوزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، قال إنه جارٍ الإعداد لطرح وإصدار وثائق الاستثمار المتعلقة بالوقف الخيري للتعليم في غضون الأسابيع المقبلة بالتنسيق مع عدد من البنوك، بمجرد الإنتهاء من كافة الإجراءات التنظيمية والقانونية المتعلقة بعمل الصندوق، متوقعًا أن ينطلق مشروع الوقف الخيري للتعليم بشكل فعلي خلال عام 2020.

وأضاف"منتصر"، أن تمويل الوقف الخيري للتعليم يعتمد بشكل أساسي علي طرح شهادات ووثائق استثمار بفئات مختلفة لكلًا من الأفراد والمؤسسات، بحيث يتم إنفاق العائد منها علي تطوير منظومة التعليم ومشتملاتها بداية من المحتوي التعليمي والمناهج مرورًا بالمعلمين ثم رفع كفاءة المنشآت وتزويدها بالأجهزة وغيرها من متطلبات العملية التعليمية، بهدف تبني رؤية تنهض بالتعليم في مصر.

ولفت إلى أن الصندوق سيتبع سياسة استثمارية لتعظيم العائد على الأموال المستثمرة بما يسمح بتسييلها بسهولة بحيث توزع الاستثمارات على قطاعات ومجالات التي تولي لها الحكومة اهتمامًا كبيرًا كتطوير المناهج التعليمية وخفض كثافة الفصول، مضيفًا أن جميع عوائد الصندوق سيتم التبرع بها للانفاق على العمليه التعليمية.

شراكة قطاعي الخاص والأهلى

بينما قالت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، إن الاستثمار في التعليم من أهم أولويات الدولة المصرية في المرحلة الراهنة، مشيره إلى أن تدشين صندوق تطوير التعليم يعد خطوة أولى على طريق تطوير العملية التعليمية بالشراكة مع القطاعين الخاص والأهلي.

أضافت السعيد، أن استراتيجية 2030 تعتمد بشكل أساسي على الشراكة بين القطاعين الخاص والأهلي مع القطاع الحكومي، مضيفة أن إطلاق الصندوق الخيري الاستثماري للتعليم خطوة أولى على طريق تطوير العملية التعليمية باعتبارها حجر أساس في تقدم الدول وتحقيق التنمية لشعوبها علي غرار تجربة دول سنغافورة.

نقطة فارقة في مسيرة التعليم

في حين أشار الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إلى أن إطلاق صندوق تطوير التعليم يعد نقطة فارقة في مسيرة التعليم المصري في الحاضر والمستقبل وتكملة موازنات التعليم بمصادر تمويل أخرى، مضيفًا أن صناديق الاستثمار الخيري تجربة معمول بها في العديد من بلدان العالم، وتعتمد عليها الجامعات الأجنبية في توفير تمويل مستدام يستخدم في تكملة الإنفاق علي عمليات التطوير بتلك المؤسسات الكبري ورفع كفاءة الخدمات المقدمة للأجيال المقبلة.

وأوضح الوزير، أن العائد من الصندوق سيوجه بشكل أساسي للإنفاق علي التوسع في إنشاء الفصول للحد من كثافة الطلاب، تحسين المحتوي والاهتمام بالعنصر البشري متمثلاً في المعلمين والإداريين وتوفير بيئة لتعليم راقي يناسب مجتمعنا وحضارتنا.

يحقق استدامة

بدوره، أكد الدكتور أحمد عكاشة عضو اللجنة الاستشارية لكبار علماء مصر، أن كل الدول التي نهضت استثمرت في التعليم، لافتًا إلى أنه لا يمكن الحديث عن استدامة التمويل لمشروعات وخطط تطوير التعليم أو أي مشروعات قومية أخرى ألا بمساهمة فعالة من الأفراد ورجال الأعمال وليس بجهود الحكومة وحدها.

إحداث طفرة

في السياق ذاته، يرى الدكتور رؤوف غبور رئيس مجلس إدارة شركة جي بي أتوتو، أن بناء الإنسان وجودة التعليم هما العامل الرئيس لتحقيق التنمية المنشودة قي المستقبل القريب، متوقعًا أن يسهم الوقف الخيري للتعليم في إحداث نقلة كبيرة في المنظومة التعليمية.

ويتفق معه المهندس صادق السويدي رئيس مجموعة السويدي، مؤكدًا أن لا توجد دول في العالم يمكن أن تتكفل وحدها بتوفير موارد مالية للإنفاق علي العملية التعليمية بمراحلها المتعددة والمختلفة، معربًا عن أمله في أن يكون صندوق تطوير التعليم نواه لمساهمة المجتمع في المشاركة في بناء الدولة لاسيما من الناحية التعليمية خاصة أنه لا يمكن تحقيق نهضة حقيقية دون تعليم.