الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

الجامعات تواكب التطوير بـ"الذكاء الاصطناعي".. عقبات الكوادر أهم الإشكاليات

كشكول


محمد كمال: إشكالية في التوجه لكليات الذكاء الاصطناعي في توفير الكوادر التدريسية 
أستاذ بجامعة حلوان: خطوة تأخرت كثيرا
أبو العلا يتساءل: لماذا لم يلتفت إلى المنتدى العالمي والاستفادة منه

وجه المجلس الأعلى للجامعات، رؤساء الجامعات، بالاتجاه نحو التوسع في كليات الذكاء الاصطناعي، لمواكبة التطوير العالمي، والبحث عن أفكار مستقبيلة تتعلق بالوظائف واحتياجات سوق العمل، في ظل اندثار الوظائف خلال الأعوام المقبلة..
التوجه إلى الذكاء الاصطناعي، جاء من أجل اللحاق بالموجة الجديدة بعد الخدمات الذكية، التي ستعتمد عليها الخدمات والمؤسسات والبنية التحتية المستقبلية للدولة، والحد من أسباب الفقر والكوارث والمخاطر البيئية، إلا أن توفير الدعم المالي الكافِ و الرفض المجتمعي لكل ماهو جديد يُعد من أهم معوقات هذا الاتجاه في الغالب، حسبما فنده عدد من الأكاديميين..

صياغة مستقبل التعليم:

جاءت خطوة إنشاء كليات الذكاء الاصطناعي بخلاف كليات الحاسبات والمعلومات والهندسة بالجامعات، لمواكبة وظائف المستقبل، والاهتمام بعلوم المستقبل والمبادرة في صياغة مستقبل التعليم والتعلم باستخدام أساليب ابتكارية عن طريق توفير فرص تعليم رقمي ذكي بجودة عالية لصنع المستقبل..
أكد الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن الذكاء الاصطناعي، يمثل واحدا من التقنيات الإستراتيجية في القرن الحادي والعشرين، مشيرا إلى أن الذكاء الاصطناعي، يقدم مكاسب هائلة في الكفاءة والأداء لمعظم القطاعات الصناعية ودعم صناعة القرار من خلال الاستخدام الأفضل للمعلومات.

وقال الوزير، إن مجال الذكاء الاصطناعي، يساعد في بناء قدرات الموارد البشرية في هذا المجال من خلال زيادة القدرة البشرية على التعليم الأساسي والعالي، وتشجيع خريجي التعليم العالي للاحتراف في مجال الذكاء الاصطناعي.

مجالات المعلومات والاتصالات:

تقوم فكرة الذكاء الاصطناعي، على القدرة على محاكاة العقل البشري وطريقة عمله، ومهارات تعلمية ذكية، خاصة في ظل تضاؤل العنصر البشري في التعامل مع هذا المجال، وبناء قدرات أجيال جديدة تتمتع بقدر واسع من المعرفة بمجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

إشكاليات التوجه للذكاء الاصطناعي:

ويقول الدكتور محمد كمال، الأستاذ بجامعة كفر الشيخ، أن الكليات التقليدية، لم تعد في معظمها تتوائم مع سوق العمل في العقدين الأخيرين وأصبحت منفصلة عن سوق العمل لأسباب كثيرة أهمها عدم وجود تخطيط حقيقي للمستقبل أو وجود وعي بالتطورات الاقتصادية والتكنولوجية العالمية، لذا تم التوجه نحو كليات الذكاء الاصطناعي لمواكبة الاقتصاد العالمي الجديد.

ويؤكد كمال، أن هناك إشكالية، نحو التوجه لكليات الذكاء الاصطناعي، في وجود الكوادر التدريسية والتدريبية والبحثية المتميزة التي تصلح لهذه الكليات وهي متوفرة في كليات الحاسبات والمعلومات والهندسة ويجب الاستعانة بها، لافتا إلى ضرورة الحد من البعثات في التخصصات الأدبية وتوجيه الفائض منها للتخصصات الجديدة ومنها الذكاء الاصطناعي، والتخفيف من حدة النظم الجامعية التي لا تصلح بالفعل للوقت الحاضر ليس مع هذه الكليات فقط بل مع الجامعات بشكل عام.

أول كلية بجامعة كفر الشيخ:

ووافق المجلس الأعلى للجامعات، على إنشاء أول كلية للذكاء الاصطناعي بجامعة كفر الشيخ، وموافقة مجلس الوزارء على تغيير بعض مسمى كليات الحاسابات والمعلومات بالجامعات إلى كليات الذكاء الاصطناعي ومنها جامعة القاهرة، وذلك لإيجاد بدائل ذكية بالعديد من المجالات، أو بدائل مختلفة فى التعليم، منها التعرف على مؤشرات البورصة، وأماكن الأوبئة، وتشخيص الأمراض.

ويرى الدكتور هاني أبو العلا، الأستاذ بجامعة الفيوم، أن التعليم يجب أن تتغير أساليبه وآليته بشكلٍ عام بدءا من مراحله الأولى، موضحا أنه لم يعُد مجدياًاستخدام أساليب عقيمة ابتدعت منذ مئات السنوات، في ظل وجود تلك الثورة في المعلومات و تكنولوجيا الاتصالات.

ويوضح أبو العلا، أن استخدام وسائل تعليمية مبتكرة تتماشى مع هذا التطور السريع في استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة والذكاء الاصطناعي يكون لديها القدرة على الارتقاء بجودة الحياة، وتستطيع باقتدار الحد من أسباب الفقر والكوارث والمخاطر البيئية، إلا أن توفير الدعم المالي الكافِ و الرفض المجتمعي لكل ماهو جديد يُعد من أهم معوقات هذا الاتجاه في الغالب.

وتساءل الاستاذ بجامعة الفيوم قائلا: لماذ لم يلتفت لتوصيات المنتدى العالمي لحوكمة الذكاء الاصطناعي في القمة العالمية للحكومات؟، والتي منحت الفرصة للتعاون المشترك وتبادل الأفكار والخبرات لوضع أطر مدروسة هدفها تعزيز الشفافية والمسئولية الأخلاقية في استخدامات الذكاء الاصطناعي للمستقبل، وإتاحة الفرصة لاستعادة الهوية الرقمية في المؤسسات التعليمية.

خطوة تأخرت كثيرا:

يعتبر الدكتور وائل كامل، الأستاذ بجامعة حلوان، أن الاهتمام بالذكاء الإصطناعي خطوة تأخرت كثيرا، ولكن ليصبح التخطيط مقبول منطقيا، وهرمي يمكن البناء عليه لمسايرة هذا العصر، لايمكن الحديث عن الذكاء الاصطناعي في التعليم الجامعي وتجاهله في التعليم ما قبل الجامعي.

ويشير كامل، إلى أنه قبل ١٩ عاما كان الأطفال بالدول المتقدمة يتعلمون كيفية تشغيل واستخدام الأجهزة الحاسوبية وتطبيقاتها في المجالات المتعددة واليوم يتعلم أطفالهم "وليس شباب كلياتهم" يتعلمون كيفية برمجة الأجهزة الحاسوبية وبناء الروبوتات بتداخل للتخصصات العلمية والفنية المختلفة, وفي المستقبل سيتعلم أطفالهم من الذكاء الاصطناعي عبر تطبيقات الواقع الافتراضي والهالوجرام"، موضحا أن وزارة التربية و التعليم، قد قررت من قبل بإلغاء مادة الحاسب الٱلي من المجموع.