الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

عمر: ارتفاع في معدل الرضا الوظيفي .. ولا يجوز اختزال الأمر في تحسين الرواتب (حوار)

كشكول

لسنا الجهة المسؤلة عن زيادة رواتب المعلمين ويسأل عن ذلك المالية والجهاز المركزي للمحاسبات

: خطة زمنية للإرتقاء بالمعلم خلال يونيو 2020 وفي حال فشلها فالبديلة عام 2022

: حيث أصبحنا نمتلك منظومة تتابع تنفيذ القرارات كما أصدرت

: نخطط لإرسال وفداً من مديرى المدارس للسفر خارج مصر

واصل الدكتور محمد عمر، نائب وزير التربية والتعليم والتعليم الفني لشؤون المعلمين، حديثه الذي بدأه مع "كشكول" منذ أيام حول الأزمات التي يمر بها المُعلم، وما تمتلكه الوزارة في جعبتها من حلولٍ تتعلق بالمنظومة التعليمية والتي تتعلق بتطوير أداء المُعلم لتواكب المنظومة الحديثة والرؤية المصرية في تطوير التعليم.

وأوضح "عمر"، أن هناك تخطيط لإرسال وفوداً من مديرى المدارس للسفر خارج مصر من ثلاث أيام لأسبوع، ليطلعوا على التجربة خارج البلاد، وإلى نص الحوار..

في البداية.. نود منكم أن تطلعنا على ملف إعادة الهيكلة الخاصة بالمعلمين ؟

منذ أن تولي الدكتور طارق شوقي، المسؤلية وهو يسعى لتنفيذ رؤية واضحة في المشاكل الآنية التي تعاني منها الوزارة، ولديه مشروع إصلاحي يقوم على محورين، إصلاح البيئة من الداخل، من تحسين للخدمات الموجهة للمعلمين أولاً لكي يكون لديه معدل رضا ينعكس على المؤسسة، لكى نعالج المشاكل الإدارية سواء كانت أكاديمية أو فنية أو إدارية وعلى حسب نوع التعليم فني أو عام، فالبرامج كثيرة جداً والملفات كثيرة وجميعها يديرها معلمين سواء على المستوى الإداري أو المديرية أو الوزارة أو الدواوين كلها منظومة إدارية واحدة مترابطة ومتواصلة، القرارات التى كانت تصدر كيف يتم توصيلها للمدارس؟، وهل تم فهمها كما هو المقصود منها أم تم تحريفها؟، هذه من أكبر الأزمات وهي أن كل واحد بيفسر القرار على مزاجه، وليس كل المسؤلين يلتزمون بتنفيذ القرارات كما أصدرت، والآخر يتمثل في المنظومة الجديدة.

- ماذا عن المنتقدين للمنظومة؟

أريد أن يعلم الناس أن لدينا رؤية واضحة جداً، حيث أصبحنا نمتلك منظومة تتابع تنفيذ القرارات كما أصدرت، فمصر دولة ليست صغيرة، ولكنها دولة كبيرة بها الكثير من الثقافات والاختلافات، بمعني أن ما يصلح تطبيقه من محافظة لايصلح لغيرها لاختلاف الثقافات، لأن كل محافظة وكل قطاع لهم خصوصية، مثل وزارة الداخلية نجد مساعد وزير لشمال الدلتا ومساعد وزير لغرب الدلتا، لأنهم دارسين مصر كويس، وبالتالي ف المنهج عند تطبيقه في مكان مثل النوبة لم يستوعبوه، نجد منهج دولة أخري يستطيعوا استيعابه، واعتمدنا على ذلك في تصميم عملنا، وكذلك الوديان في سيناء لا نستطيع تطبيق نظام الدراسة من 8 صباحاً حتى 2 ظهراً، ذلك لأنهم يعملون يومين فقط بالأسبوع لعدم توافر المياه ولا الكهرباء ولا المواصلات، فكان لابد من التدخل في التفاصيل لحماية حدودنا لأن حدودنا مخترقهة فكرياً، ولابد من توافر تدريب خاص لمعلمين هذه المناطق، فلابد من توافر معلمين لهم لكي يكون لدينا تعليم بجد، ونطبق الدستور في تحقيق العدالة ولكن مايحدث الآن ليس عدالة ولا مساواة لأن هناك مناطق مازالت محرومه.

- ماذا عن خطة الوزارة لتشبع المناطق المحرومة من التعليم؟

قمنا بتنفيذ مبانٍ جديدة وشراء مقاعد جديدة، لكن مازال ينقصها الجودة التعليمية، حيث لا يوجد مخرجات لدينا حتى الآن،  المخرج لنا هو الإنسان، هناك دول أكبر مننا حجماً في عدد السكان وأقل مساحة ولكن ليس لديها مشاكل الكثافة لأنهم بيهتموا بالإنسان وليس بالجدران، الجدران نتركها للذكري والتاريخ، أن كان في ناس عايشة هنا، ولكن الحضارة بتكون بالفكر والنشأة، فنحن خلفاء الله علي الأرض، ونحن بشر ولو لم نتعلم جيداً ستكون النتائج سلبية، لذلك لابد من التربية والتعليم معاً، فالإنسان إذا قمنا بتعليمه جيداً لكنه يفتقد التربية سيكون في نهاية المطاف داعشي، لكن إذا تمت تربيته أولاً ثم تعلم سيكون إنساناً صالحاً لمجتمعه وبلده.

- وما هى خطتكم لتحسين مستوى المعلم داخل المنظومة؟

نخطط على أن نرسل وفود من مديري المدارس للسفر خارج مصر من ثلاث أيام لأسبوع، ليطلعوا على التجربة خارج البلاد، كيف تدار المنظومة خارج مصر؟، ليشاهد مديري المدارس أمثالهم بالخارج، وكيف تدار تلك المدارس؟، وكيف يدري مدير المدرسة مدرسته؟، ليعود يطبق ما شاهده خارج البلاد، وذلك لأن الرؤية أفضل من السمع، لأن من يستمع لم يصدق، نحاول أن نبني المنظومة من جديد، وخطة الوزير منذ أن تولى الوزارة، هى أن يطور المنظومة القديمة، عن طريق احداث رضا وظيفي وقواعد حاسمة للمنشأة فى دولة زي مصر، عن طريق مشاركة عناصر المنظومة وأن يكون لهم دور في التطوير .

- هذا ينقلنا للحديث عن التنمية المهنية للمعلمين .. فما خطتكم لتطويرها؟

نضع خطة بمعايير دولية للارتفاع بمستوى المعلمين مهنيا، إلي جانب استرجاع مكانة مصر في التأثير بالدول التى لم تعد تطلب معلمين منا، وهذا يتطلب استرجاع الثقة في مستوى معلمينا ومهاراتهم، لأن هذه الدول تعانى   من مشكلات كثيرة جدا مثل الإرهاب، والخليج الآن تغير عما كان عليه من 10 سنوات، فمثلا دبي يعيش بها حوالي 260 جنسية، كيف يعيشون مع بعض، لو ارسلنا لهم معلم متطرف فكريا فهذا سيؤدي لخلق جيل بنفس فكرة، فاليوم المعلم أصبح رمز لابد أن يعلم طلابه اشف والحب والتسامح والقدرة علي حل المشكلات.

- وكيف تتم؟

لكى تتم تنمية المعلمين مهنياً لابد من التجربة والمعايشة، وليس حبراً على ورق، لابد أن يكون فى تجربة، لتقييم الشخص الأول ودراسة الخبرات التي يمتلكها سواء المهنية أو الشخصية، وأن يكون المعلم كامل من كل شىء، وأن يكون الميزان مضبوطاً، مثال مدرس العربى هل عنده مهارات نحوية وقراءة وهل لديه مهارة إلقاء الشعر، ويستطيع كتابة الخط الكوفي والرقعه أم لا؟، ومخارج نطق الحروف لديه مضبوطه أم لا؟، هل قواعد النثر عارفها أم لا؟، ثم نبدأ الخطة على التجربة والتدريب، بمعايير دولية، لأن الطلبة يتأثرون بفكر المعلم، فإذا كان فكره متطرف سيكون جميع الطلبه بالفصل متطرفين، ولا يستطيعوا العيشة فى المجتمع، المعلم لابد أن يكون رمز لهم ومتسامح ويعلمهم الحب والتفكير السليم.

- بمناسبة الحديث عن الدول الطاردة..  تم عودة 300 معلم من الكويت فما وضعهم؟

من كانوا يعملوا بالتربية والتعليم يمكنهم العودة إلي عملهم، أما الآخرين فيمكنهم التقديم للمسابقات القادمة.

- ماذا عن تدريب المعلمين؟

التدريب مازال مستمراً لمعلمي الصفوف الأولى بالمرحلة الابتدائية والإعدادية والأول والثاني الثانوي، لكن تم تقنينها لكي يتم الاستفادة منها، وفق الخطة الموضوعة، حتى لا تكون حبراً على ورق، ونعمل حالياً على رسم خطة التدريب بمصر عن طريق الجمعيات الخيرية، وأن تتولى مصروفات خطة التدريب، وفق الخطة الزمنية التي تم وضعها، فالحل فى إصلاح ما هو موجود وليس قتله، وهذا ما يتم عن طريق تدريب المعلمين السابقين.

- ماذا عن تدريب المعلمين الذين لا يملكون اللغة الانجليزية؟

تم تنفيذ برنامج قومي لتأهيل جميع المعلمين على اللغة الإنجليزية لمدة ثلاث سنوات، مع المركز الثقافي البريطانى، واستهدفت 35 ألف معلم، وحول تصريحنا بأن تدريب معلم اللغة الإنجليزية، يكلفنا 100 ألف جنيه فهو كلام حقيقي وليس مبالغة، وكل هذه المبالغ منح من دول خارجية، ويتولون تنفيذها، دون أعباء على موازنة الدولة.

- هل سيتم زيادة رواتب المعلمين وفقاً للزيادة التي أقرتها الحكومة مؤخراً؟

لسنا الجهة المسؤلة عن زيادة رواتب المعلمين، لكن يسأل عن ذلك وزير المالية والجهاز المركزي للمحاسبات، إذا كان في زيادة رواتب أم لا.

- هل هناك مسابقة لاختيار القيادات الوسطى؟

بالطبع؛ ستكون هناك مسابقة قريباً، فنحن اليوم نتحدث عن معلم جديد بمواصفات جديدة، ومدير مدرسة بمواصفات جديدة، ومدرب معتمد من الأكاديمية، ومدير مديرية جديد بمواصفات جديدة، أما على مستوى العمل الإدارى، فهناك الكثير من الإداريين الذي يستطيعوا إدارة المنظومة، الرئيس عبدالفتاح السيسي، يريد أن تدار الوزارة بشكل مختلف وناس مختلفة وفكر مختلف، نريد أناس لديهم فكر وخبرة تصلح المنظومة.

- تحدثت قبل ذلك عن رؤيتك لجعل المدرسة مشروع متكامل.. فكيف يمكن تحقيق ذلك؟

لنصل لمشروع المدرسة الداعمة وذات استمرارية كاملة  ومديرية تطبق اللامركزية بالفعل، لابد أن يكون لدينا آليات للتنفيذ، ومن ضمنها وضع حلول لنظام الحساب الموحد والتعيينات والمشتريات والعهد والحوافز بيانات الطلاب وإدارة المخزن، لأنه لا يمكن تنفيذ ذلك بعد أن أصبحت المدارسة خاوية وبخاصة بعد عام 2006، لأن قبل ذلك كان مدير المدرسة ومجلس الأمناء مسئولين عن صرف الفلوس المخصصة لمدرستهم، وكان لديهم حساب في بنك مصر أو الأهلي وكان لديهم موازنة، ولكن بعد الحساب الموحد بدأت الأمور تختل، وأصبح  لدينا مشكلة في المركزية واللامركزية.

لذلك لابد البدء من المدرسة لأنها الأساس، بجعلها وحدة متكاملة مثلما يحدث في انجلترا التى أصبح المدارس الحكومية فيها تنافس الخاصة، وهذا ما كانت عليه المدارس بمصر، حيث كان الالتحاق بالمدارس الخاصة عيب، ولكن الآن أصبح نوع من "الوجاهة" بسبب الخلل الذى حدث بالمنظومة، ولذلك يعمل الدكتور طارق شوقي  علي إصلاح المنظومة برفع معدل الرضا الوظيفي.

والوزارة تخطط الآن  لتسفير وفود من المعلمين ومديري المدارس للخارج لفترة من 3 أيام لأسبوع، للإطلاع علي النظام والتى تعمل به المدارس في انجلترا أو ألمانيا، وأعتقد أن ذلك سينعكس ايجابيا علي الطلاب.

- تحدثت عن رغبتكم في رفع معدل الرضا الوظيفي .. فهل يتم تحسين أوضاع المعلمين في سبيل ذلك؟

لا يجوز اختزال موضوع تحسين أحوال المعلمين في الماديات، لأننا نتحدث عن ارتفاع معدل الرضا الوظيفي،  الذى تم عمل برتوكولات تعاون مثل مع visa لتوفير المنتجات والسلع والخدمات للمعلمين بشكل مدعم، ويجري تنفيذها ولكنها تحتاج لفترة زمنية لأنها علاقات تجارية تتطلب تعاقد الشركة أو البنك مع المنافذ والمحلات وغيرها.

والوزارة تحاول الاستفادة من إمكانياتها لتوفير خدمات لمعلميها ومصادر للحصول علي أموال وبالفعل نجحنا في توفير أشياء كثيرة، وهذا ليس دور الوزارة، ولكننا نعمل ذلك لنقول للناس أننا معهم ولسنا ضدهم.

- ماذا تحتاج مصر لتعد مُعلماً بمواصفات عالمية؟

إذا استمرينا علي خطتنا الزمنية الموضوعة بنتكلم فى شهر يونيو 2020، أما في حالة فشل الخطة، هناك خطة زمنية بديلة عام 2022.

- ما أهم المشكلات التى سيعالجها قانون التعليم الجديد؟

قانون التعليم لم يتم تغييره من سنة 1981، نحن أول وزارة تقوم بتغييره ، كل الوزارات السابقة لم تغييره بل اكتفت بوضع باب لشئون المعلمين في 2007، و2012 كان تعديل لباب شئون المعلمين، أما المواد فكان يتم تعديل المادة المرتبطة بالثانوية العامة، وهل هي سنتين أو سنة واحدة؟.

وهذا القانون يعالج المشكلات الموجودة، فمثلاً  موضوع اعطاء المديرية أو الإدارة صلاحية عمل مسابقات تعيين لم تكن موجودة في مصر، وعندما نجد ناس تم تعينهم في السبعينات حقهم مهدر، والأخصائيين أيضا، و250 ألف من الحاصلين علي دبلوم المعلمين يعالج القانون كل هذة المشكلات  ولكن لا أحد يتكلم عن ما تم انجازه، ومع ذلك نحن راضون عما قمنا به، والحديث عن أننا اخوان لا أساس له من الصحة، لأن وزارة الدكتور مصطفي مدبولى لا يوجد مسئول بها إخوان حتى الدرجة الرابعة.