الثلاثاء 23 أبريل 2024 الموافق 14 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

المتحدث باسم جامعة الأزهر:10أزهريين فقط من بين 30 ألف متطرف في مصر

كشكول

 

المتحدث باسم جامعة الأزهـر:

التطرف ظهر لغيابنا عن الساحة ونتعلم مـن أخطائنا

 

10أزهريين فقط من بين 30 ألف متطرف في مصر

 

تجديد الخطاب الديني يتطلب علاجا لانحراف الخطاب الفني والإعلامي والثقافي


2 مليون و400 ألف طالب يدرسون بالأزهر و5 ألاف منحة للوافدين 


طوَّرنا مناهجنا لتربط الطلاب بالوطن والمواطنة


طلابنا من 122 دولة.. ومصر ثالث دولة في العالم استقبالًا للوافدين

 

الرئيس الخامس لإندونسيا وورئيس العراق الحالي من أبناء الأزهـر

 


"التطرف ظهر عندما غُيِّب الأزهر وعلمائه عن الساحة".. هكذا قدم الدكتور أحمد زارع، المتحدث الإعلامي لجامعة الأزهر ووكيل كلية الإعلام، الإجابة على السؤال، وهو يؤكد على دور الأزهر في مواجهة أعتى موجات التطرف والإرهاب. سواء في مصر أو العالم.

في حواره معنا بشَر "زارع" بعودة قوية ومستمرة للأزهـر، وهـو يجيب على الانتقادات الموجهة للمؤسسة الدينية الكبرى. وهو يشير إلى  الدور الذي يلعبه الأزهر عالميا وإلى نماذج من خريجيه مؤكدا أن منهم رؤساء دول وعلماء في مجالات مختلفة. ومشددا على أن مطالبة الأزهر بتجديد الخطاب الديني لابد أن تتوازي مع مُطالبة أخرى للمجتمع بتصحيح انحراف الخطاب الفني والإعلامي والثقافي؛ وإلى نص الحوار..

 

·       كيف ترى الأزهر في ظل التحديات التي يواجهها حاليا؟

-         في أقوى حالاته، لأنَّ الهجوم الذي تعرض له مؤخرًا، أخرج مكامن القوة، في شيخه وعلمائه وطلابه، وهـو كمؤسسة يُعيد حساباته الآن، في أشياء كثيرة جدًا، حرصًا على مزيد من التطور والتقدم، والازدهار. والدليل ما نراه من دور للأزهر على المستوى الدولي وما شاهدناه من جولات شيخه، الدكتور أحمد الطيب، في بلادٍ متعددة ومواقفه تجاه القضايا الدولية، خاصة المسلمين المضطهدين في أنحاء العالم، فضلا عن القضايا الإنسانية وكل ذلك يؤكد أنَّ الأزهر بدأ يظهر أكثر من ذي قبل، سواء على المستوى الدولي أو المحلي.

·       وبالنسبة للمنتقدين لدور الأزهر.. كيف ترون وجه نظرهم؟

-         نفتح صدورنا لكل من يريد أن يتناقش معنا مرارًا وتكرارًا، كما تحدينا كل هؤلاء الذين يتهمون الأزهر بأشياء هُنا أو هُناك، فقلنا لهم أهلًا بكم في قلب الأزهر لنتحاور تجاه أي شبهة لدينا، لكن للأسف ما وجدناه من هؤلاء الذين يهاجمون المؤسسة، إمَّا أن يكونوا صاحب أجندة معينة، وإمَّا لهم أغراضا عادائية تجاه مصر، وإمَّا أنَّ بعضهم يسعى إلى "الشو الإعلامي" فقط.

·       وكيف استثمرتم الانتقادات الموجهة إلى الأزهر إيجابيًّا؟

-         التففنا حول المؤسسة أكثر من ذي قبل، ونحاول تعويض التقصير الذي شاب بعض الجوانب. وأيضًا نراجع بعض المناهج لتقديم أخرى جديدة كما حدث في المعاهد الأزهرية. وتقديم مناهج تربط الطلاب بالوطن والمواطنة، لكن رغم ذلك شعرنا أنَّ هناك متربصين بالأزهر لا يريدون لمصر ولا للدين خيرًا، لكننا نحرص على بلدنا ووحدته وأيضًا وحدة الأزهر وقيمته في الداخل والخارج، ونفكر فيما هو جديد وأفضل للأمة الإسلامية ومصر.

·       وماذا عن الاتهامات الموجهة للأزهر من أنَّه سبب التطرف المنتشر في المجتمع؟

-         التاريخ يُكذِّب ذلك؛ لأنَّ الأزهر موجود مُنذ أكثر من ألف عام، وهو الذي قاد حركة التنوير في العالم الإسلامي كله ومصر خاصةً، وحينما أراد محمد علي باشا، أنْ يُنشئ مصر الحديثة، لجأ إلى أبناء الأزهر سواء في الطب أو الهندسة أو الترجمة أو غيرها، وكل الناس تعلم ذلك.

-         إذًا، أين ينشأ التطرف؟

التطرف ظهر عندما غُيِّب الأزهر وعلمائه عن الساحة الإعلامية بالذات، وتقُدِّم غيرهم، فنشروا التطرف والأفكار المُضادة، وهؤلاء يكرهون الأزهر وكل ما يدرسه، ويعتبرونه "الند" القوي لهم.

ويكفي أنْ نقول إنَّ الذين تم القبض عليهم منذ السبعينات إلى الآن، ما يقرب من الـ30 ألف متطرف، ما كان منهم إلَّا 10 أزهريين فقط. ولو فتشنا في أقوال المتطرفين التي تكفر الناس، لن نجد شيئًا منها في الأزهر على الإطلاق وليس لها صلة بمناهجنا ولا عُلمائنا، وإلَّا صارت مصر كلها تكفيرية، لأنَّ أبناء الازهر يمتدون في كل نجوع مصر وقراها ومدنها، بل في العالم الخارجي أيضًا، لدينا طلاب من 122 دولة، و40 ألف طالبًا وطالبة، فمصر تُعد ثالث دولة في العالم تستقبل الوافدين؛ وأبنائنا ينشرون الإسلام الوسطي في بلادهم.

واستشهد بقول سفير إندونسيا، الدكتور محمد المحرصاوي، خلال زيارة له لرئيس جامعة الأزهر، وهو يُخبره أنَّه في أشد الحاجة إلى أبناء الأزهر، لأنَّهم هم الذين يواجهون التطرف، ويقفون سدا منيعا في مواجهة الإرهاب في العالم، بل إن بعض البلاد الإسلامية طلبت أن تزيد المنح التي تقدم لأبنائها الدارسين في الأزهر، لثقتهم ومعرفتهم بأنَّه لا يُخرِّج إلَّا علماء وسطيين.

·       من وجهة نظرك.. ما العوامل التي تؤدي إلى ظهور متطرفين في المجتمع؟

-         وسائل الإعلام لها أثر كبير في ذلك. وحينما نجدها تتيح المجال لمن يتهجمون على الشيخ محمد متولي الشعراوي، الذي لا يوجد شخص في العالم الإسلامي لا يحبه، وهو مفخرة للمسلمين والمصريين في كل مكان، فلا بد أن نضع مواثيق شرف إعلامية تحد من التطاول على ثوابت الأمة وعلمائها، حتى نعطي القدوة للشباب ويتعلمون كيف يحترمون الكبير والزعيم والقائد حتى لا نهدم القيم في بلادنا.

·       هل ترى أنَّ أزمتنا هي تجديد الخطاب الديني فقط؟

-         أولًا؛ الدين الإسلامي معروف أنَّه متجدد بطبعه، انطلاقًا من مقولة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم "يبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها".. وبالتالي فإنَّ الدين صالح لكل زمان ومكان، فالدين شيء أساسي داخل المجتمع، وبالتالي يجب أن يكون التجديد فيه شيء ضروري للقضايا التي تستجد.

وقضية تجديد الخطاب لا يجب أن تكون في الدين فقط، بل في الخطاب الفني والإعلامي والثقافي الذي ما زال يبث سمومًا داخل المجتمع، فحينما نُشاهد عملًا دراميًّا، مليء بمشاهد عنف كثيرة، فذلك يهدم جيلا بالكامل، ويجب أنْ يكون التجديد على كل المستويات، لأنها منظومة متكاملة لا بد أن تتغير، حتى ننهض بالأمة كلها. وقد يُساعد الأزهر في تجديد أي خطاب، لأن لديه خُبراء في كل المجالات.

·       يقدر البعض أن مستوى طلاب الأزهر متدنيا.. كيف ترى ذلك؟

-         هذه مقولة باطلة، لأنني ناقشت في كثير من الجامعات المصرية، وسمعت الإشادات بأبناء الأزهر، ومثلًا في كلية الإعلام ننفتح على جميع المدارس الإعلامية، ولدينا خبراء من الجامعة الأمريكية وجامعة حلوان وغيرهم، ويشهدون أن طلاب الأزهر متميزين، علاوة على أنَّ جامعة الأزهر أُخْتيرَت لتكون من بين أفضل 15 جامعة إفريقية، على أنَّ أحد أبناء الأزهر حصل على أفضل بحث علمي في مجال التجميل.

·       لماذا حرصت الجامعة إنشاء كلية للإعلام بعد أن كانت مجرد قسم في كلية اللغة العربية؟

-         لأن المنابر الإعلامية أصبحت هي الأكثر تأثيرًا الآن، والدين الإسلامي يسعى إلى الانتشار والتثقيف والتوجيه، ورسالة الإسلام دعوية إعلامية ونريد تخريج داعية متسلح بعلوم العصر، ويستطيع نشرها، ومن يستطيع أن يقدم صورة حقيقية عن دينه بإيجابية، ويستخرج من جمال الإسلام وروعته على الوسائل الإعلامية.

-          وماذا كانت متطلبات هيئة ضمان الجودة لكي تعتمد كليات الأزهر؟

-         هناك مقاييس علمية وإدارية وثقافية وأخرى خاصة بخدمة المجتمع، علاوة على تقييم الكليات عن طريق خبراء ، ومعنى أنَّ الكلية تحصل على ضمان الجودة، أنها تسير وفق الرؤية المستقبلية التي تنشدها الدولة في التنمية والأداء العلمي الجيد، وكفاءة خريجيها، لاسيما أنَّها استكملت جميع المقاييس العلمية، التي تخرج المنتج الجيد في المجتمع، ولدينا 8 كليات تم اعتمادهم، وخلال الأعوام المقبلة سوف تكون جميع كليات الجامعة معتمدة من الهيئة.

·       وكم عدد الطلاب حاليا في جامعة الأزهر؟

-         ما يقرب من 400 ألف طالب وطالبة في الجامعة، وفي المرحتلين الجامعية وما قبلها ما يقرب من الـ2 مليون طالب.

·       وماذا عن المنح التي تُقدَّم للوافدين؟

-         هذه منها منح على نفقة الأزهر للوافدين من جميع البلدان، وهناك دول تبعث أبنائها وتكون دراستهم على نفقتها الخاصة أو على نفقة الطلاب، والأزهر يقدم المنح مجانية وإعاشة كاملة إلى بعض الطلاب، حيث وصلت خلال العالم الحالي إلى 5 آلاف منحة.

وأكثر الدول التي تبعث طلاب للدراسة في الأزهر هي ماليزيا، حيث أرسلت 400 طالبة للدراسة في طب الأزهر في أحد الأعوام، ثم إندونيسيا ودول شرق آسيا ولدينا طلاب من أوروبا وأمريكا اللاتينية ومن كل أنحاء العالم.

·       كيف تستغل الجامعة الطلاب الوافدين لنشر الإسلام بعد تخرجهم؟

-         الطلاب الوافدون يتلقون عناية خاصة من شيخ الأزهر، واهتمامًا بالغًا ولهم برلمان يسمى "برلمان الوافدين" يلتقي الوافدين قيادات المؤسسة لبحث مشاكلهم، ويحرص الإمام الأكبر أيضًا أن يلتقي معهم للمناقشة في أمورهم. ونتابعهم منذ أن يأتي الطالب إلى المطار حتى يتخرج ويعود إلى بلاده مرة أخرى، وهم يدرسون منهج الأزهر الذي يعتمد على الوسطية ويتم متابعتهم بدقة، وطالما تشرب الطالب مناهج الأزهر، نضمن أنَّه حين يعود إلى بلاده يكون سفيرًا لنا ويمثل قوة ناعمة لمصر في هذه البلدان بدليل أنَّهم حينما يذهبون إلى بلادهم يتولون المناصب القيادية.

·       ومن أبرز القيادات العالم الذين درسوا في الأزهر؟

-         الرئيس الخامس لإندونسيا، كان أزهريًّا، علاوة على الرئيس الحالي للعراق محمد فؤاد معصوم، و4 وزراء في إحدى الدول، علاوة على وجود مفكرين كبار وعلماء برعوا في بلادهم كانوا مرتبطين بالأزهر.

·       تُطلق مشيخة الأزهر قوافل دعوية لمحاربة التطرف.. فماذا عن دور الجامعة في ذلك الأمر؟

-         لنا مساهمات كبيرة في القوافل الدعوية، فمثلًا مجمع البحوث الإسلامية يُرسل قوافل إلى كل أنحاء مصر، علاوة على نشر وعاظه على المقاهي بين الناس، للاختلاط بهم ومحاورتهم معهم، إضافة إلى دور أروقة المسجد الأزهر التثقيفي، وتعليم الأطفال باللغات الأجنبية. والقوافل التي تنظمها الجامعة ليست دعوية فقط، بل طبية تُقدِّم العلاج المجاني للناس، وهناك قوافل لمحو الأمية، كما أنَّ مشيخة الأزهر ترسل قوافل دعوية على المستوى الدولي في إفريقيا وأوروبا تدعو إلى قيم التسامح والوسطية وتُحارب ظاهرة "الإسلاموفوبيا" الذي انتشرت في العالم.

·       وكيف تتعاملون في الجامعة مع الطلاب التابعين لجماعة الإخوان؟

-         لا نفتش في قلوب الناس، والأزهر مؤسسة تعليمية قبل كل شيء، لذلك لا نسمح إلَّا بتلقي العلم ولا نسمح بتسييسه على الإطلاق، فليس لأي جماعة أو حزب نشاط داخل الجامعة، لأن هناك أماكن أخرى للعمل السياسي.

·       وما آخر ما توصلت إليه الجامعة في تنقية المناهج؟

-         كل قسم علمي في جميع جامعات العالم، يعيد تطوير مناهجه كل 5 أعوام، ونحن نطوِّر مناهجنا سنويا، وهناك تعليمات من رئيس الجامعة بذلك ويلتقي بالأساتذة الذين يُدَّرسون المواد الإسلامية في الكليات العلمية، ليتأكد بنفسه أنَّ هذه المواد التي تُدرَّس والمفردات التعليمية التي تقدم للطلاب تتناسب مع تخصصاتهم. وويُقدَّم لطالب الطب كتابًا في الفقه وعن زراعة الأعضاء ونقل الأجنة والتجميل، يحوي حكم الإسلام فيها، ونقدم له ضوابط الكلمة والممارسة الإعلامية، وكل شيء في تخصصه.

·       وكيف ترى المطالبات بتعيين رئيسين للجامعة أحدهما للكليات العملية وآخر للشرعية؟

-         نحن كيان واحد لا ننفصل، ورئيس الجامعة رجل إداري يحكم كل أفراد الجامعة وكل كلية لها قياداتها وعميد ووكلاء من أبنائها والتخصصات الموجودة بها.