الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل

نظام الـ 5 سنوات يثير قلق طلاب كليات الطب.. والأساتذة تشيد بالنظام الجديد

كشكول


أصدرت الحكومة عام 2017 قراراً بتعديل نص المادة 154 من اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم الجامعات رقم 49 لسنة 1972، لتعديل مدة الدراسة بكليات الطب، للحصول على درجة البكالوريوس فى الطب والجراحة، لتصبح 5 سنوات بنظام الساعات المعتمدة، وعامين امتياز، بدلاً من 6 سنوات وعام امتياز، يليها عقد امتحان عام كشرط لمزاولة المهنة، تجريه هيئة «التدريب الإلزامى»، التى صدر بها قرار مجلس الوزراء رقم 210 لسنة 2016، حيث تم تطبيق النظام الجديد للعام الدراسى الحالى 2018 / 2019.

وافق مجلس النواب على مشروع الحكومة بشأن تعديل قانون «ممارسة مهنة الطب»، بعد تقديمها طلب إعادة مداولة للمادة الثانية من المشروع، لتلزم من يمارس مهنة الطب باجتياز الاختبارات اللازمة التى تضعها الهيئة المختصة للتدريب الإلزامى لمزاولة المهنة، سواء أثناء الدراسة الجامعية أو بعدها، وأن يعمل بأحكام المادة الثالثة من القانون على خريجى ديسمبر 2019.

وقال الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب خلال الجلسة: "لولا أن الحكومة عدلت الأمر، لكانت وزيرة الصحة اختبرت ضمن تعديلات قانون مزاولة المهنة"، رفضا إلزام خريج كلية الطب بالخضوع لامتحان بعد البكالوريوس والتدريب كشرط لمنحه تصريح مزاولة.


قلق طلاب كليات الطب من النظام الجديد

قال إسلام بيومى، رئيس اتحاد طلاب كلية طب حلوان، إنّ نظام المحاضرات بحضور عدد من الأطباء متبع فى جميع السنوات الدراسية، إلا أنه يبدأ فى الانحسار مع تقدم السنوات، مشيرا إلى أنّ الطلاب يخضعون لأربعة امتحانات خلال السنة: «عندنا فى السنة أربع مديولات بـ8 مواد، وبنقعد فى كل مديول شهرين أو 9 أسابيع تقريباً».

وأضاف بيومي، أنه يتم عقد امتحان فى نهاية كل مديول، بمعدّل كل شهرين، وبيكون من 400 درجة، قائلا: "لا يوجد امتحان فاينال فى نهاية العام الدراسى كما هو متعارف عليه فى مختلف الكليات، بنمتحن فى نهاية سنة تالتة على كل التلات سنين اللى فاتوا فى امتحان واحد، فى محاولة منهم إنهم يعودونا على امتحان مزاولة المهنة والبورد المصرى وغيره".

ويري إسلام، أنها طريقة فعّالة لرفع كفاءة الطلاب، قائلا "بنتعب فى الأول بس لما بننزل تدريب فى المستشفيات سواء فى أقسام الطوارئ أو العيادات الخارجية، بنشوف بعنينا الفرق بينا وبين طلاب الكليات التانية".

وأوضحت مي محمود، الطالبة بالفرقة الأولى بكلية طب قصر العيني بجامعة القاهرة، أن الدراسة فى الكلية أصبحت بنظام الخمس سنوات وسنتين امتياز، بدلاً من 6 سنوات وواحدة امتياز، قائلة: «أكتر حاجة بتسبب لنا أزمة هى الكم الكبير للمناهج فى وقت قصير، يعنى مثلاً السنين اللى قبلنا كانوا بيدرسوا فى التيرم الواحد أربع مواد، لكن دلوقت إحنا بندرس 8 مواد»، مشيرة إلى أن بعض المواد كانت تدرس للفرق الأكبر ثم قررت عليهم.

وأشارت محمود، إلي أن هناك بعض الجوانب الإيجابية التى لا يمكن إغفالها، حيث نمّى النظام الجديد عند الجميع روح التعاون، قائلة: «النظام حقق التكامل وبقى فيه نظام البريزنتيشن اللى ماكانش موجود قبل كده»، مضيفة أنه أصبح بإمكانهم النزول إلى المستشفيات ومراقبة الطبيب وهو يعاين المرضى، قائلة: «ده طبعاً مفيد لينا جداً وبيخلى المعلومة تثبت ومابقتش الدراسة كلها نظرى».

وأكد أحمد حسن الطالب بالفرقة الأولي بكلية الطب جامعة عين شمس، قائلا «فى الجامعة الامتحانات دورية بعد انتهاء كل مديول»، مضيفا «المشكلة إن الدكاترة بيشرحوا لنا المواد الجديدة اللى اتضافت علينا واللى أغلبها من سنة تالتة على أساس إننا فاهمين، وإحنا مش مستوعبين لأن المعلومات اللى بيقولوها لينا مترتبة على حاجات تانية إحنا لسه مخدنهاش، والجامعة لم تنتبه لذلك».

وأوضحت نيرمين عادل، الطالبة بكلية الطب جامعة المنصورة، قائلة: «لا تختلف أزمتى كثيراً عن زميلى لكنى استطعت التغلب عليها بالالتحاق بالكورسات التى يقدمها عدد من المعيدين فى بعض المواد رغم ارتفاع أسعارها»، مضيفة أن النظام الجديد ربط جميع المواد ببعضها.

وأضافت عادل، قائلة: "الدفعات اللى قبلنا وإنهم كانوا بيدرسوا نظرى لحد سنة تالتة، حسيت إننا بناخد طب بجد، يعنى دلوقت بندرس باثولوجى اللى هو علم الأمراض، وبناخد معاها مادة فارما الخاصة بالأدوية والعلاج، وده بيثبت المعلومة عندنا غير لما نكون بناخد كل مادة فى سنة لأن ده بيعرضنا للنسيان".

واستطردت قائلة: "الامتحانات كتيرة قوى وعندنا امتحان بمعدل كل أسبوع، وصحيح ما بنلحقش نرفع راسنا من الكتاب بسبب الكويز، بس فى امتحانات آخر السنة بنكون مرتاحين شوية، وبيكون ذهننا حاضر والمذاكرة ما بتكونش تقيلة للدرجة دى"، موضحة أن من إيجابيات النظام أنه ربط المواد ببعضها.

وقال إسلام محمد، الطالب بكلية الطب بجامعة المنوفية، «ليه بعد ما آخد بكالوريوس امتحن تانى عشان أقدر أشتغل بشهادتى اللى الجامعة أدتها لى؟»، مضيفا "هذه الامتحانات تعتبر مضيعة للوقت والجهد الذى يمكن استغلاله فى التحضير للماجستير والدكتوراه".

وتابع محمد، قائلا "لو فعلاً عايزين يرتقوا بنوعية الأطباء اللى تستحق تمارس المهنة، فلازم يكون فيه تدريب بعد التخرج على مستوى عالى، واللى يشرف عليه دكاترة واستشاريين كبار، ويتم من خلاله تقييم الطبيب واستحقاقه للمهنة من عدمها"، مؤكداً أن الامتحانات لا تعتبر مقياساً، خاصة أنها غير موجودة فى الجامعات العالمية، مشيرا إلي أنه لم يسمع أحد عن القانون فى "فرنسا وإنجلترا وألمانيا".

وأوضح محمد، قائلا "أعترض على عملية التأهيل لخوض ذلك الامتحان، ولا يعلم إلى أى مدى يمكن لنظام التدريس المتبع فى جامعته أن يؤهل الطلاب لخوض مثل هذه الامتحانات"، مضيفا "عدم تحديد نوع الامتحان الذى سيخضع له الطالب، هل هو أكاديمى أم علمى، يشكل تخوفاً لدى عدد من الطلاب".

 

أساتذة الطب تشيد بالنظام الجديد للمناهج

قال الدكتور محمد فيصل، أستاذ مادة الباثولوجى بكلية طب قصر العينى جامعة القاهرة، إن التدريس فى النظام القديم كان يمر بـ 3 مراحل: "مرحلة أكاديمية بحتة تتم خلالها دراسة 4 مواد، وهى الأناتومى والفسيولوجى وهيستولوجى وبايو كيمسترى، ويتم تطبيقها على طلاب الفرقتين الأولى والثانية، تليها المرحلة قبل الإكلينيكية للفرقة الثالثة وتشمل الباثولوجى الخاصة بعلم الأمراض والفارما والمايكرو والبارا.

وأضاف فيصل، أن المرحلة الإكلينيكية ويطلق عليها أيضاً مرحلة البكالوريوس وتشمل الفرق الرابعة والخامسة والسادسة، وتضم جميع فروع الطب الأساسية كالجراحة والباطنة والنساء والأطفال، موضحا أن السبب وراء تطبيق النظام الجديد هو حصول كلية طب قصر العينى على الاعتماد من جامعة هارفارد، الذي ينص على إننا نكون دراسة إكلينيكية من أول سنة وليست أكاديمية فقط.

وأشار إلى أن فكرة النظام جيدة للغاية، إلا أن تطبيقه بحاجة إلى بعض التعديلات، قائلا "يعنى بعد ما سنة أولى نزلت لهم مواد من تالتة، بقوا بيدرسوا بنظام البلوكات، فالمفروض اللى يسقط فى بلوك يتقفل له المادة التابعة ليه فى التيرم التانى، لكن ده ما بيحصلش والطالب بيلاقى نفسه عنده مواد كتيرة منها المستجد فيها ومنها اللى شايله".

وقال الدكتور السعيد عبدالهادى، أستاذ النساء والتوليد، والعميد السابق لكلية الطب جامعة المنصورة، إن ما يتردد بشأن الضغط الذى يعانى منه الطلاب فى ظل النظام الجديد، الذى تم تطبيقه اعتباراً من سبتمبر الماضى فى جميع الكليات غير صحيح، مضيفاً "همّا آه نزلت لهم مواد من السنين اللى أكبر منهم بس مش بنفس الكم، وبالتالى يقدروا يلموها، بس كون إن دى أول سنة ليهم فعاملة لهم خوف وتوتر زى أى طلاب لما بيدخلوا أول سنة الكلية أياً كانت هى إيه".

وأوضح عبدالهادى، أن طريقة الدراسة تغيرت من مواد إلى حزم دراسية، يستطيع من خلالها الطلاب دراسة مواد مرتبطة ببعضها، قائلا "يعنى الطالب بدل ما كان بيدرس مادة فى سنة، واللى بعدها يدرس مادة شبهها، فاحنا اختصرنا التكرار ده وجمعناه فى مادة واحدة على كذا مديول".

وأشادعبدالهادي، بالقانون الذى نص على إجراء امتحان بعد مرحلة البكالوريوس ليتمكن الطبيب من مزاولة المهنة، قائلاً «الامتحان ده هيخلى الخريجين الكفء بس همّا اللى يشتغلوا، والامتحان هيكون على جميع الحاجات اللى درسها من ساعة ما دخل الكلية لحد التخرج، بس متجمعة فى امتحان واحد بيقيس مدى استيعاب الطالب لدراسته الممتدة على مدار خمس سنين واتنين امتياز، وده هيقلل من الأخطاء عشان الدكتور هيكون ذهنه حاضر وعمل استرجاع لكل حاجة مرّت عليه".

 

وقال الدكتور محمد فتح الباب، وكيل كلية الطب جامعة حلوان لشئون التعليم والطلاب، إنّ الكلية بدأت منذ نشأتها قبل ثلاث سنوات فى تطبيق ما يسمى بـ«حركة إصلاح برامج التعليم الطبى فى مرحلة ما قبل التخرج»، مضيفاً أن جامعة حلوان تعتبر من أوائل الجامعات على مستوى الجمهورية التى طبقت نظام المناهج الجديدة، حيث تعتمد الكلية نظام المنهج التعليمى المتكامل، ولكن كنا يفعل ذلك وفق نظام الـ6 سنوات.

وأوضح فتح الباب، قائلا: "بدأنا بعمل نظام المحاضرات المتكاملة، يعنى مثلاً بالنسبة للفرقة الأولى دكتور التشريح ودكتور الأمراض والأشعة بيدخلوا نفس المحاضرة، ودكتور التشريح بيشرح، ودكتور الأمراض فى نفس الوقت بيبدأ يعلق على الأمراض اللى ممكن تحصل فى الجزء اللى بيتم تشريحه، والطالب بيقدر يشوفها فى الأشعة شكلها إزاى، الأمر الذى يستطيع الطالب من خلاله استيعاب المعلومة وربط العلوم الأساسية بالإكلينيكية".

وتابع فتح الباب، أن الكلية استطاعت تطبيق هذا النظام بنجاح بالنسبة لأول دفعة استقبلتها نظراً لكونها حديثة، فكان من السهل العمل به، وكان هناك هيئة تدريس جديدة فكان متاح إنها تعمل حاجة مختلفة، مشيراً إلى أن كلية طب قصر العينى بدأت فى تطبيق نظام الـ5 سنوات، الذى يعتمد أساساً على التكامل بين المناهج، قائلا "فى الأول كانوا بيعتمدوا على إن الطلاب بيدرسوا علم التشريح كله، وبعدين علم الأنسجة ووظائف الأعضاء على مدار تلات سنين، وده اللى مبقاش موجود دلوقت فى ظل النظام الجديد".