الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

أفكار توفر مليارات الجنيهات .. "مشروعات التخرج" كنز منسى في الجامعات

كشكول

البرلمان: لابد من النظر لها بعين الاعتبار وليست مجرد أفكار.. الطلاب: نواجه صعوبات في التنفيذ وفرص التطبيق .. جامعة سوهاج: نركز على مشروعات كبيرة مثل الطرق والطاقة.. و"عين شمس": ندعم الطلاب ولا طمس لابتكاراتهم 

أولوية كبيرة تعطيها الجامعات، لمشروعات تخرج للطلاب بالكليات العملية، بعد التوجيهات التي أسندتها الدولة للمجتمع الجامعي، وضرورة المشاركة في المشروعات التي تخوضها، وربطها بتنفيذها..

بدأت الجامعات، في تنفيذ التوجيهات الخاصة بمشروعات التخرج ، ووضعها في الاعتبار أنها أحد الحلول في علاج قضايا كثيرة، وأن ربط وجهة نظر الطلاب بالمشروعات القومية قد يكون عاملا في إخراج أعمال يستطيع المجتمع الاستفادة منها.

خطوة جادة للربط

تبنت لجنة التعليم بمجلس النواب، توجيهات الدولة، بأهمية ربط مشروعات التخرج بمشروعات الدولة، حيث طالبت عبر أكثر من اقتراح تحت قبة "البرلمان" بالنظر لها، وألا تكون مجرد أفكار للنجاح والحصول على التقدير فقط.

وقال فايز بركات، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، إن مشاركة الطلاب في مشروعات القومية خطوة جادة تساعد في تحقيق الاستفادة من مختلف الأفكار والابتكارات لدعم الشباب المبدعين ولخدمة المجتمع فى شتى المجالات.

خطة لتنمية محافظات الصعيد

أكد الدكتور أحمد عزيز، رئيس جامعة سوهاج، أنه وجه الكليات خاصة العلمية بضرورة التركيز على أهمية ربط مشروعات التخرج بالتفاعل مع مشروعات الدولة، وأن تكون الأفكار المقدمة من الطلاب في إطار مشروعي يتم الاستفادة منها، موضحاً أن كليات "الهندسة – التجارة – التعليم الصناعي" تسير في هذا الإطار.

وأشار عزيز، إلى أن طلاب كلية الهندسة، يقومون بمشروعات للطرق وتصميمها مع عمل تقييم لها، وكيفية الاستفادة منها خاصة أن شبكة الطرق أحد أهم المشروعات بالدولة، ومشروعات الطاقة الشمسية والطاقة الكهربائية، لافتاً إلى أن كليتي "الزراعة والطب البيطري"، يتم العمل على مشروع المليون ونص فدان وتحقيق الاستفادة العظمى منه ووضع التصورات الكاملة لهذه المشروعات، مع مشروعات الثروة الحيوانية.

وأوضح رئيس جامعة سوهاج، أن هناك برامجاً في كلية التجارة قائمة على تنمية محافظات الصعيد، وتقديم دراسة جدوى، عن سوق العمل   وكيفية خلق فرص العمل، مشيرا إلى أن كلية العلوم لديها مشروعات تخرج عن تقييم المواد الحجرية والمياه الجوفية واستصلاح الأراضي الزراعية خاصة بالصحراء الغربية، مؤكدا ضرورة ربط مشروعات التخرج بما تخوضه الدولة لما تمثله من توعية وبعث أمل بأن هناك مشروعات على أرض الدولة.

 ابتكارات تطمس

بينما قال الدكتور عبد الناصر سنجاب، نائب رئيس جامعة عين شمس لشئون البحوث والدراسات العليا، إن الجامعة تولي أهمية كبيرة لمشروعات التخرج، مؤكداً أن هناك أفكاراً وابتكارات يتم طمسها دون النظر إليها من الممكن أن تقود للتطوير حال الاهتمام بها.

وأضاف سنجاب، كليتي الصيدلة والهندسة، من أهم كليات الجامعة في مشروعات التخرج، بعد الاعتماد على برامج الساعات المعتمدة، وكذلك أعمال أعضاء التدريس خلاف أفكار الطلاب، كاشفا أن الجامعة من ضمن المشروعات التي توليها أهمية وتوجه لها الكليات "اكتشاف الدواء".

ولفت نائب رئيس الجامعة، إلى أهمية برامج ريادة الأعمال والابتكار في كليات التجارة، والأفكار المقدمة من الطلاب، مؤكداً الاستفادة من قدرات الطلاب وتبني أفكارهم والمشاركة الفعلية في مشروعات الدولة.

 تأهيل وإعداد

قال الدكتور ماجد نجم، رئيس جامعة حلوان، إن الجامعة تسعى لتخريج طلاب بعقول ناضجة ونماذج مهمة للمجتمع والاستفادة منها، مضيفاً أنه يتم العمل على تأهيل الطلاب للمساهمة مع الدولة فى مشروعاتها التى تخوضها.

وشدد نجم، على أهمية التواصل بين شباب الجامعات بالدولة، مما يسهم فى رفع الوعى الوطنى لدى شباب الجامعات، ويزيد من إنتاج الدولة، لافتا إلى أن كليات الاقتصاد المنزلي والهندسة تعمل في هذا الإطار خاصة في المشروعات التي تولي الدولة لها أهمية منها " الطاقة"، والتدريب على خلق فرص العمل أيضاً، ووضع التصورات الخاصة بالطلاب عين الاعتبار والتشجيع المستمر لهم.

صعوبة تنفيذ

وفي محاولة لاستطلاع آراء الطلاب، أجري "كشكول"، حواراً مع عددٍ من طلاب الجامعات، حول أهمية مشروعات التخرج وفكرة ربطها بالمشروعات القومية التي تخوضها الدولة، وما أوجه الصعوبات التي تواجههم أثناء تنفيذها..

قال طه أبو العلا طالب بكلية الهندسة جامعة القاهرة، إن مشاريع التخرج في الكليات العملية عبارة عن مشروع متكامل و مطابق للحياة العملية بعد التخرج، ويشمل أيضًا  لكل ما تم دراسته في الكلية ولذلك يتطلب التركيز و الاهتمام بكل ما يتم دراسته في سنوات الدراسة الجامعية؛ لأنه جزء كبير من الحياة العملية.

وعن مشاركة مشاريع التخرج في المشروعات القومية للدولة،  أشار "أبو العلا" إلى أن الكليات العملية مثل الطب والهندسة وغيرها من الكليات العملية تحتاج إلى مشاركة الطلاب في تنفيذ مشروعات الدولة كما هو الحال في كليات الطب، موضحا أن طلاب سنة الامتياز يقومون بمتابعة وعلاج مرضى المستشفيات الجامعية، وذلك بدون مقابل ولكن إيمانًا منهم إلي أهمية المشاركة في مساعدة الدولة بتوفير الأطباء لهذه المستشفيات، وكذلك الأمر في كليات الهندسة فإن طلاب مشاريع التخرج يقومون بدراسة تصميمات وإنشاء مخططات لمباني ومنشآت قومية مثل المراكز الطبية و المستشفيات ومراكز الشرطة والمدارس.

أما عن الصعوبات التى يواجها الطلاب في مشاريع التخرج الخاصة بهم، قال "أبو العلا"، إنه بالتأكيد هناك صعوبات في تنفيذ ذلك، لأنه يمثل أول حالة لتطبيق ما تم دراسته علي أرض الواقع، مشدداً:" نواجه صعوبات عديدة في تنفيذ المشاريع، وذلك بخلاف المجهود الشاق الذي يبذله طلاب مشاريع التخرج في الحصول علي فرصة لتطبيق ذلك، لأن بعض الشركات والجهات القائمة علي تنفيذ المشاريع القومية ترفض مشاركة طلاب مشاريع التخرج ظنا منهم أنه عبء إضافي لهم.

وتابع، أنه لابد من أن تساهم الدولة طلاب الجامعات في مشاريع التخرج بدرجة أكثر من ذلك، من الناحية المادية، وبتوفير الإمكانيات المطلوبة لكل كلية، وذلك لمساعدة وتشجيع الطلاب على مشاركة الدولة، ليبذلوا قصارى جهدهم في تطوير الدولة.

تغيير الواقع للأفضل

بينما أكدت ندى حمدى طالبة في كلية الصيدلة، أن مشاريع تخرج الكليات العملية، وخاصة صيدلة إذا تم تطبيقها بشكل جيد سوف تسير المهنة على طريق سليم، ويؤثر ذلك بالإيجاب على الدولة، خاصة التجارب الطبية التى تتم على أدوية وإثبات الصحيح والمضر منها، والتى بالرغم من إثبات ضررها يستمر عليها الصيدلى في بيعها، لذلك فهدف المشاريع التخرج أن تخرج بنتائح يستفيد منها المجتمع وعلى الدولة المشاركة في ذلك ، قائلة:" ميزة مشاريع التخرج هى النتائج العلمية الصحيحة اللى بتخرج بيها، واللى إذا اطبقت على أرض الواقع، الدولة هتكون في مكانة أفضل وهنستغنى عن المشروعات والحملات الصحية التى تُقام لمواجهة الأمراض لأننا  بندرس الحاجات الصح اللى المفروض تتعمل".

 

وقالت: إن الصعوبات التى تواجه الطلبة في مشاريع التخرج، هى عدم توفير بعض الإمكانيات التى يحتاجها الطلاب في بعض مواد المشاريع، وأن هناك بعض المواد تكون نظرية ولا يتم تطبيقها بالرغم من أهمية تطبيقها عمليًا، مشيرة إلى أن للدولة دور أيضًا في توفير إمكانيات عديدة في بعض المواد الدراسية التى تحتاج إلى أدوات ومعامل وتجارب ميدانية.

 

في حين أوضحت أمينة عصام طالبة في كلية الإعلام، أن الإعلام "علم تطبيقي وليس نظري" وما يقوم به مشروع التخرج هو التأكيد على مبدأ التطبيق من خلال تدريب الطلاب على أدوات وفنون الإعلام، ومن الصعوبات هي أن مشاريع القسم الذي تنتمي إليه (الإذاعة والتلفزيون) يعتمد بشكل كبير على قوة المصادر التى من الصعب الوصول إليها.

وذكرت : مشروع تخرجها عن التنقيب عن الآثار، وتأثير ذلك على الدولة، قائلة :" مشروعات التخرج ممكن تساعد الدولة فى أنها تلقى الضوء على قضايا مسكوت عنها، ومقترحاتي لتطوير المشروعات أن يكون هناك  رجال أعمال أو شركات تتبنى التمويل للمشروعات، لأنها تعتبر بالنسبة ليا زى أى كلية بتعمل بحث علمي، وإحنا بنكون محتاجين تمويل ومعدات لان أغلبنا معندوش مقدرة على تحمل تكاليف كتير علشان جودة المشروع تليق بكلية زى إعلام القاهرة"، مضيفة أن هناك توجيهات دائمًا من الكلية لمساعدة الطلاب في المشروع، من خلال أدوات التصوير، والأجهزة المطلوبة.