الخميس 18 أبريل 2024 الموافق 09 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

"الذكاء الاصطناعي و التحول الرقمي" ثورة تطوير علي أبواب الجامعات

كشكول

"عبد الغفار": الحاضر والمستقبل يتمحوران حول الثورة الصناعية .. والخشت: تطبيق لمقولة "ما تدرسه شيء وما ستعمله شيء آخر".. رئيس "عين شمس": خطوة لتحسين التعليم والحفاظ علي الطالب .. وعميد آداب حلوان: التوازن مطلوب بين العملي والنظري

"ثورة جديدة يشهدها المجتمع الأكاديمي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، تحديدًا في المناهج الدراسية، بعد طرح عدة تخصصات جديدة في مجالات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، فيما تتواصل عملية إطلاق الجامعات مناهج نظرية لبناء شخصية الطالب، ليصبح معها الطالب ما بين وجهتين متباينتين أحدهما التخصصات العلمية الجديدة والأخري المقررات النظرية، الأمر الذي يفتح باباً للتساؤل حول مدي تأثير التحول المفاجئ علي العقول، أم أن عصر التكنولوجيا فرض نفسه بنفسه على الجميع؟

إدراك للثورة الصناعية

قال الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي  والبحث العلمي، أن الحاضر والمستقبل يتمحور حول الثورة الصناعية والتحول الرقمي، وأن مصر تدرك تمامًا هذا الأمر، ومن ثم إذا لم تتزامن العملية التعليمية داخل مصر لن يكون الخريج المصري مؤهلًا لما يتطلبه سوق العمل في ظل المنافسة بالعصر الرقمي.

وأكد الوزير، في إحدى المؤتمرات التعليمية، أن العالم تشهد ولادة 2.5 مليون طفلًا جديدًا، وهذا يستدعي أن المجتمع المصري أن يبحث جيدًا فيما يحتاجه المستقبل وليس ما يرغبه ولا يجده فيما بعد، قائلًا: "أصبح لدينا خاصة بالتخصصات والكليات الجديدة فكلية الذكاء الاصطناعي ستعمل فى جامعة كفر الشيخ واتفقنا على تخصصات جديدة، أرجوكم متفكروش في الطب والهندسة وطب الأسنان مش هتبقى دي كليات القمة، كليات القمة ستكون فى التخصصات الجديدة انترنت الأشياء ومتخصص فى الذكاء الاصطناعي أو الميكاترونيكس فهذه التخصصات لو تخرج منها طالب سيعمل في ألمانيا بكرة".

مواكبة لسوق العمل

وقال الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، إنه حان وقت انتهاء جملة: "ما تدرسه شيء وما ستعمله شيء آخر"، حيث عملت الجامعة على مواكبة سوق العمل أولًا بأول وتطوير نظم التعليم، فعلى سبيل المثال تم تطوير واستحداث برامج بكلية الآداب بجانب النظام الكلاسيكي وفق ما يتطلبه سوق العمل.

وأكد الخشت في تصريحات لـ "كشكول"، أن استحداث البرامج الجديدة لا يعني بالطبع انتهاء كليات موجودة بالفعل، ولكن يجب مواكبة ما يحدث، وأن المجتمع المصري أصبح لديه من الوعي لمعرفة ما يحتاجه المستقبل، وأن كليات القمة ليست الطب والهندسة فقط ولكن هناك التخصصات الجديدة التي ستكون في المستقبل القريب من كليات القمة.

وأشار رئيس الجامعة إلى أن الجامعة تعمل على مشروع تطوير العقل المصري وتغيير طرق التفكير من خلال إدخال مقرر التفكير النقدي للطلاب، إلي جانب إضافة سؤال حل المشكلات للامتحانات، موضحًا أن التعليم في مصر كان قائمًا على المعلومات فقط، ولكن لابد من تغيير الأسلوب والطريقة والمنهج لإحداث التطوير، مؤكدًا أن تغيير طرق التفكير هي البداية الحقيقية لأي عصر من العصور.

بناء للشخصية وتحرر من الحفظ

من جهته، قال الدكتور عبد الوهاب عزت، رئيس جامعة عين شمس، إن بناء تخصصات عملية جديدة وإدخال مقررات نظرية لبناء شخصية الطالب لا يتعارضان سويًا، مؤكدًا أنه بالنسبة للتخصصات العلمية الجديدة هو مطلب هام لما يحتاجه سوق العمل، مؤكدًا أن 30% من الوظائف الحالية في سوق العمل ستختفي مع مرور الوقت لعدم الحاجة إليها، ولكن هذا لا يعني أنه سيتم الاستغناء عن الكليات النمطية لعدم حاجة السوق لها ولكن سيكون هناك تغيير في نمطية الكليات الجديدة.

وشرح رئيس جامعة عين شمس، في تصريح لـ "كشكول"، أنه على سبيل المثال سوق العمل لا يحتاج محاسب بمعناه النمطي حاليًا بعد 10 سنوات، ولكنه يحتاج خريج متخصص في أعمال البنوك، أو خريج متخصص في مخاطر التعاملات التجارية، أو متخصص في الدراسات الإكتوارية، خريج متخصص في التخطيط المالي، إذن لابد خلال 10 سنوات أن أحول كلية التجارة إلى شعب أو برامج تتماشى مع يتطلبه سوق العمل في ذلك الوقت.

وحول المقررات النظرية لبناء الإنسان وتنافسية، أشار "عزت" إلى "أنه هذا يساعد في تنافسية الجامعات فيما  بينهم –هذا من جانب-، كما يوجد في العالم نجد أن الطلاب يختارون الجامعة، ونحن نريد أن نصل لذلك الأمر، بالرغم من أن مكتب التنسيق أمر هام جدًا وبه شيئًا من العدالة كبيرًا، ولكن لما لا يوجد حرية اختيار الجامعة كما في الخارج، حيث اختلاف المقررات يجعل الطالب مطلعًا على كل ما تقدمه الجامعات ويختار ما يناسبه، وأحيي الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، على إطلاق مقرر التفكير النقدي بالجامعة، وهذا سيعطي تنافسية للجميع".

وتابع رئيس الجامعة أن فئة الشباب العمرية من 18 إلى 20 عامًا، فئة هامة جدًا؛ لأن الطالب يأتي من مرحلة دراسية اعتاد فيها أن يحفظ ويفرغ ما درسه في ورقة الامتحان، ومن ثم يأتي دور الجامعة في بناء الشخصية والتثقيف والرياضة والفن والكثير من الممارسات التي يجب خلال 4 سنوات دراسية أن يتم بناء شخصية الطالب بها، لخروجه للمجتمع شخصية متوازنة وتنافس في سوق العمل أيضًا، قائلًا: "إذا لم أحسن التعليم للطالب هناك من سيعلمه أشياء أخرى غير جيدة".

توازن مطلوب

في حين، قالت الدكتورة سهير عبد السلام، عميد كلية الآداب جامعة حلوان، إن الوقت الحالي يشهد عدد من التحديات التي تقابل الشباب، والتي تستدعي أن يتم تأهيلهم لمواجهة مثل تلك التحديات، التي أبرزها الشائعات، وما قررته منظمة اليونيسكو من تدريس التربية الإعلامية للطلاب لمواجهة الشائعات بالتفكير النقدي والتحليلي أيضًا.

وأوضحت عبد السلام ، في تصريح خاص لـ " كشكول"، أن الوقت الحالي ومتطلبات سوق العمل هي من تفرض على المجتمع الأكاديمية المناهج الدراسية وكذلك إنشاء تخصصات وكليات جديدة مثل ما يحدث من توجه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من إنشاء كليات وتخصصات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، وكذلك بناء الإنسان الذي يبدأ من المجتمع الأكاديمي وتحديدًا الشباب، الذي يجب توعيتهم في تلك المرحلة العمرية خاصة أمام الشائعات.

وأكدت عميد كلية الآداب أن هذا الأمر ليس كثيرًا على الطلاب دراسته ولكنه يساعد على بناء خريج قوي وإنسان قادر على النقد والتحليل.

تخصصات جديدة

واتخذت مصر قرارها نحو مستقبل حقيقي من خلال اختيار التخصصات المستقبلية بالفعل داخل العاصمة الإدارية الجديدة، كنموذج للتطور والسعي للبناء، باستضافة الأفرع الأجنبية للجامعات، بتخصصات المستقبل، ولم يوجد حتى الآن القطاع الطبي داخل خارجة تلك الأفرع.

ولعل التخصصات الهندسية أيضًا لا توجد بنمطها المعروف، حيث  تعتمد الجامعة الألمانية التطبيقية على تخصصات " الهندسة والعمارة، والمعلوماتية - علوم الكمبيوتر - الاقتصاد وإدارة الأعمال - الإدارة العامة - التكنولوجيا الحيوية - تكنولوجيا صناعة الغذاء والدواء – السياحة – التصميم والترميم".

فيما يعتمد مجمع جامعات كندا – مصر على كلية الهندسة والتصميم في هندسة التصميم المستدام، والتخصصات "الميكاترونكس (MT)، الطاقة المستدامه (SE)، الموارد الحيوية (BR)"، وكلية العلوم والأبتكار في الرياضيات وعلوم الحاسب والتخصصات "علوم الكمبيوتر، علوم الكمبيوتر تخصص تصميم ألعاب الفيديو، تحليل الأعمال و تحليل البيانات، الرياضيات الماليه، العلوم الاكتواريه"،  وكليه الإدارة وريادة الأعمال، والتخصصات: "المحاسبه، ريادة الأعمال، تسويق، تمويل، إدارة دولية، إدارة المؤسسات"، كلية الدراسات العليا والتدريب، الماجستير في الهندسه حماية البيئة التحتية، الأمن الدولي.

 

وفي مجمع الجامعات الأوروبية توجد تخصصات هندسة العمارة والمباني البيئية ودراسات التصميم ، الاقتصاد والإدارة، إدارة الأعمال والإدارة، والمحاسبة والتمويل، إدارة الأعمال المصرفية والتمويل، الاقتصاد والتمويل والقانون، هندسة البوليمرات والطاقة الجديدة والمتجددة، التكنولوجيا الحيوية، هندسة الطاقة، المعلوماتية الحيوية Bioinformatics، هندسة وتكنولوجيا البوليمرات، علوم الحياة الجزيئية Molecular Biosciences – علوم وتكنولوجيا النانو Nanoscience and Technology، هندسة صناعية Industrial Engineering، هندسة الطيران وعلوم الفضاء، دراسات إعداد الطيارين، هندسة الطاقة، هندسة الذكاء الصناعى والروبوتات، هندسة الموارد المائية.