الخميس 18 أبريل 2024 الموافق 09 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل

خبير التعليم طارق نور الدين: نظام الثانوية الجديد يفتح باب الواسطة والمحسوبية

كشكول

>> استخدام التابلت لا يغني عن الكتاب المدرسي 

"أي تغيير فى نظام امتحان قومى موحد للثانوية العامة سيظلم الطلاب، لأن تغيير الامتحان من مدرسة لأخرى او محافظة لاخرى مخالف لقانون التعليم".. هكذا برر طارق نور الدين الخبير التعليمي ومعاون الوزير الأسبق، صعوبة إقرار نظام بديل للنظام الحالي، دون تهيئة قانونية وواقعية. وقال ان نظام الثانوية العامة بشكل تراكمى فكرة غير موفقة، مشيرا إلى تطبيق نظام السنتين من قبل وفشله. وأشار إلى أن النظام الجديد قد يفتح باب الواسطة والمحسوبية علي مصراعيه، وسيكون ضد مصلحة الفقراء، مشيرا إلى أن فكرة استخدام التابلت لن تغني عن الكتاب المدرسي، والي نص الحوار...

ما رأيك فى نظام التقييم الجديد الذي أقره وزير التعليم؟

 تغيير نظام الثانوية العامة إلى 3 سنوات ليكون بتقييم تراكمى فكرة غير موفقة، لأننا طبقنا نظام السنتين وثبت فشله من قبل، لذا فتغيير الاعتماد على امتحان قومى موحد للثانوية العامة سيظلم بعض الطلاب، فقدرات الدارسين متفاوتة وغير ثابتة. كما أن تغيير الامتحان من مدرسة لأخرى أو محافظة لأخـرى مخالف لقانون التعليم الذى ينص على أن "أسئلة الامتحان يجب ان تكون لقياس مستوى ذكاء الطلاب ومعرفة قدراتهم الإبداعية حتى لا يحدث ظلم فى المجاميع".

كيف يمكنا أن نقضي على الواسطة والمحسـوبية لنجاح نظام التقييم؟

لا يمكـن القضاء على الواسطة والمحسوبية فى ظـل هـذا النظام، بالعكس هـذا النظـام سينعـش الواسطـة والمحسـوبية. لكـن التنسيق الحالي ينصف أبناء الفقراء وتكافؤ الفرص مع ادخال بعض التعديل والتطوير عليه بالتعاون مع التعليم العالى. ولو تم تطبيق فكرة "المواد المؤهلة" كبديل للثانوية التراكمية ستكون أكثر ضمانا لمحاربة الواسطة .

هل الوقت المتاح لتجهيز المنظومة الجديدة في سبتمبر 2018 يكفي لتطبيق نظام تعليمي يتحكم فى مستقبل طلابنا؟

أتوقـع أنه لن يتم تطبيق أى نظام إلا بعـد التأكـد منه وعـرضه على المجتمع المدنى، وهـذا لم يحدث حتى الأن.

وهل المـدارس والمعلم والمناهج على استعداد لتطبيق النظام الجديد؟

فعليا لا.. فالفكـرة تحتاج لجهـد بشـرى ومادى وتشـريعى كـبير.. وتحتاج لتدريبات مكثفة وأمـوال كـثيرة لإعادة البنية التحتية أولا ثم. والأهـم تحتاج لتعديل تشريعى كـبير وهـو الأمـر الذى لـم يحدث، ويعرض كل ما يعلـن للفناء.

 ما رأيك فى الاعتماد علي التابلت وربطه بالإنترنت فى امتحانات الثانوية العامة بالنظام الجديد؟

 فكرة التابلت فكرة جيدة.. ولكنها ليست جديدة حيث بدأت فى عهد الدكتور محمود أبوالنصر وزير التعليم الأسبق وتم توزيعه بالفعل على المحافظات للمرحلة الثانوية مع تجهيز معامـل، وسبورات ذكية وتم تدريب المعلمين على استخدامه إلا أنها توقـفت بعـد رحـيل أبوالنصر، وقبل أن تكتمل أو نجنى ثمارها، ثم عادت مـرة أخرى فى عهـد شـوقى لتثبت أن مـن يأتى يبدأ مـن الصفر. ولا يكمل ما بدأه غيره.

وهل هناك فرق بين اسلوب الوزير الحالي والوزير السابق في تطبيق الاعتماد على التابلت؟

الفرق هـو أن الـوزير السابق جعـل الاعتماد على التابلت متوازيا مع الكتاب لفترة ثلاث سنوات حتى يتأكـد من قدرة المعلم والطالب على استخدامه مع عدم الاستغناء على الكتاب الورقى مرة واحدة. أما الوزير الحالي الدكتور طارق شوقى فأعلن أنه سيلغى الكتاب الورقى ويعتمد على التابلت، الأمـر الذى لم يحـدث فى أى دولة فى العالم، خاصة مع عـدم التأكد مـن قدرة الطالب والمعلم على الاعتماد عليه.

وما هي العقبات والمخاوف من عدم قدرة الطالب والمعلم في الاعتماد على التابلت؟

نظريا، كلام وزير التعليم عـن أن كل طالب سيكون متصلا بالانترنت لإجراء الامتحانات عبر الانترنت رائع، ولكن عمليا، ليس لدينا بنية تحتية تكنولوجية لاتصال الإنترنت بالمدارس دون انقطاع مشيرًا إلى أن إجراء الامتحانات تكنولوجيا عبر الانترنت يقضى على القدرة الإبداعية والنثرية والإنشائية للطلاب. فلابد لتجربة أى فكرة مستحدثة أن تتم من خلال عدد من المدارس. فإسلوب استخدام الكتاب المفتـوح فى الامتحانات يحتاج إلى خطة وتدريب متقـن، خاصة وأن نظام الكتاب المفتوح فى الامتحانات يعتمد على أسئلة غير مباشرة، ويحتاج الطالب الى مذاكـرة الكتاب كاملًا لاستخراج اجابة السؤال بسرعة وإلا أهدار الوقت فى البحث عن الإجابة.

 إذا ما تقييمك لفكرة الاعتماد على الانترنت داخل الفصـول باستخدام التابلت بديلا عن الكتاب؟

 الفكـرة جـيدة جـدا، ولكـن بعـد توفـير البنية التحتية، ولا تكـون بديلا للكتاب الورقى. هـل امكانياتنا فى استخدام الأنترنت تسمح بالاعتماد عليه فى امتحانات مهمة، مثل الثانوية العامة!.. خاصة فى ظل فشل هذه التجربه فى مدارس STEM، من المستحيل الاعتماد عليه كإمتحان نهائى قومى يحدد مصير الطالب نظرا لكمية المشكلات والطوارىء التى ستواجهه. وإن كان واردا أن تكـون الامتحانات تكميلية أو تجريبية، ولكن ليست أساسية.

 هل حقق برنامج "المعلمون أولا" الهدف المرجو منه فى تدريب المعلمين؟

 رغم أن البرنامج ممتاز إلا أنه ما زال الكـثير لا يعرفون عنه شىء. خاصة أنه لا يتابع قياس الأثر بعـد التدريب الذى يعرض كل ما يتم تدريسه للزوال بعد فترة قصيرة.