الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

عميد شريعة وقانون تفهنا في حوار لـ«كشكول»: المناهج الموحدة تحصن عقل الطلاب والجودة خلال عامين

كشكول


الدكتور عبد الحليم منصور: هذه خطتنا لمواجهة الفتاوي الشاذة 
نحارب الرسوب فى القرأن بالتسميع والتصحيح للطلاب فى الكلية
مصر كلها مستفيدة من منع ظهور أساتذة الأزهر فى الإعلام الإ بتراخيص

كلية الشريعة والقانون هى قبلة الطلاب وحلم الأزهريين فى طفولتهم، ولا شك لأنها من أكبر الكليات وأعرقها فى تاريخ الأزهر، ولكن فى ظل التطورات التكنولجية الحديثة، ورغبة الكليات فى الحصول على شهادة الجودة والاعتماد، ورغبة الأزهر فى تجديد الخطاب الدينى، كان من الواجب أن على كليات الشريعة السير فى هذا النسق بين تأهيل الطلاب ومواكبة التطور العلمى الحديث.

"كشكول"حاورت الدكتور عبد الحليم منصور عميد كلية الشريعة والقانون بتفهنا الأشراف للوقوف على أهم النقاط التي تشغل اهتمام الأزهريين وإلي نص الحوار: 

بداية.. أقرت إدارة الجامعة تجربة المناهج الموحدة.. حدثنا عن أهم إيجابيات التجربة؟ 

لا شك أن تجربة المناهج الموحدة، لها العديد من الإيجابيات أبرزها السيطرة على الفكر الطلابي وتحصين عقول الشباب، بحيث تخضع كل الكتب للدراسة والمراجعة ولا تكتب كلمة إلا وقد خضعت للمراجعة من قبل لجان متخصصة شكلت لهذا الغرض، وفضلا عن ذلك تحقيق قدر من المساواة في المراكز القانونية للطلاب في التخصصات المختلفة، بحيث يتساوي الطالب في الأسكندرية مع الطالب في أسوان في دراسة نفس المحتوى.


وماذا عن تطبيق نسبة الحضور والغياب وهل يوجد بها استثناءات ؟

الجامعة في الفترة الأخيرة تشدد على تفعيل اللوائح التي  تتطلب حضور الطالب نسبة لا تقل عن 70 بالمائة في المحاضرات، وبالفعل تم حرمان بعض الطلبة من أداء الامتحانات في بعض الكليات بسبب نسبة الغياب، ولا توجد استثناءات في هذا الصدد إلا بتقديم عذر مقبول تقدره إدارة الكلية، وفي هذه الحالة يمكن التجاوز عنه. 

بالنسبة للمناهج.. هل هناك بوادر تعديلات على المناهج لتتوافق مع سوق العمل؟

نعم، لجان الخطط والمناهج واللجان العلمية في الجامعة في شتى التخصصات المختلفة تعكف الآن على دراسة كل المقررات، وتوصيفاتها ومراجعتها بشكل فاعل ليكون المحتوى العلمي أكثر دقة في تقديم تعليم أزهري وسطي، وفي نفس الوقت يكون قادرا على تجديد الخطاب الديني ويلبي احتياجات سوق العمل .

من المشاكل الدائمة لدى الجيل الحالي الرسوب في مادة القرآن الكريم.. كيف تتعاملون معها؟

من المعلوم أن طالب الأزهر يحفظ القرآن الكريم، ويدرسه كمادة أساسية في شتى مراحلة التعليمية "الابتدائية والإعدادية والثانوية"، ثم تأتي مرحلة الجامعة ليكون القرآن مادة أساسية كذلك ويطالب كل طالب بحفظ ربع القرآن في العام الدراسي، وفي سبيل مساعدة الطلاب نقوم بتقسيم المعيدين والمدرسين على الطلاب في قاعات الدرس، ويقومون بمتابعة الطلاب عن طريق التصحيح، والتسميع والمتابعة المستمرة على مدار العام وهذا من شأنه أن يساعد الطلاب بشكل فاعل وحقيقي، ولهذا فإن مادة القرآن الكريم من أكثر المواد نجاحا بالكلية.

الفتاوى الشاذة أصبحت تسيطر على المشهد.. ما هي الحلول المثالية لموجهتها؟

يتم مواجهة ظاهرة الفتاوى الشاذة من خلال توعية الطلاب وتحصينهم من المفاهيم الملتبسة والمختلطة، وتحصين عقولهم من لتكون عصية على الاختطاف أو الاختراق، وفي سبيل ذلك تقيم الكلية برنامجا توعويا على مدار العام يهدف إلى احتضان طالب الأزهر وتحصينه بالمنهج الأزهري الوطني، وتقام ندوات تحت هذا العنوان " الفتاوى الشاذة وسبل المواجهة ".

 هل من حلول لضبط الفتاوى مع أساتذة الكلية وما هي آلية ظهورهم الإعلامي؟

تقيم الكلية من خلال إدارتها وكبار أساتذة على توعية شباب أعضاء هيئة التدريس بعدم الانجراف وراء الفتاوى الشاذة، أو الفتاوى التي لا تنسجم مع وسطية الأزهر والنسق الاجتماعي المصري، فضلا عن المصالح العليا للبلاد.

كما أنه صدر قرار رئيس الجامعة بعد موجة التسيب في الفتاوى في المرحلة المنصرمة بعدم ظهور أي شخص فيي وسائل الإعلام إلا بعد الحصول على موافقة القسم العلمي المختص ثم موافقة عميد الكلية ثم رئيس الجامعة حتى يكون هناك قدر كبير من الضبط في هذه العلمية.


ما هي خطة الكلية للحصول على الجودة والاعتماد ؟

الخطة تتمحور في العديد من المؤشرات منها، الاهتمام بالجوانب الإنشائية والبنية التحتية داخل الكلية، ونسير في هذا الإطار بالتنسيق مع الجامعة لإنهاء العديد من الأمور المهمة مثل "تجديد دورات المياه ودهانات الكلية وتجديد الكهرباء ومنظومة التدريس الحديثة وتطوير المدرجات وغير ذلك".

كما نهتم أيضًا  بالجوانب التعليمية من خلال تطوير الوسائل التعليمية التي يتم التدريس بها للطلاب من خلال الداتا شو ونظام التعليم الالكتروني، وأيضًا الاهتمام بتوثيق كافة الممارسات التي تتم على أرض الواقع في عملية التدريس أو في غيرها من خلال عمل ملفات توثق كل الممارسات التي تقام من خدمات طلابية أو غيره.

ما أبرز آليات عمل وحدة ضمان الجودة في الكلية والمدة المحددة للحصول على الاعتماد؟

أولا أي كلية تريد التقدم للحصول على الاعتماد الأكاديمي لابد أن تستوفي اثني عشر معيارا أكاديميا، لذلك قامت الكلية بتقسيم كل الأساتذة بها على هذه المعايير وتقديم متطلبات كل معيار من الممارسات والوثائق.
وتقوم وحدة ضمان الجودة بمتابعة تنفيذ متطلبات هذه المعايير بشكل دوري، التواصل مع الجامعة ومع مركز الجودة والتدريب للحصول على الدعم والفني للمعايير، وكافة أوجه الدعم الأخرى.
وثانيًا، متابعة أوجه التطوير المختلفة التي تقوم عليها الكلية في المرحلة الحالة، وما تحتاجه في المستقبل والتنسيق مع إدارة الكلية في كل ما تحتاجه الكلية في المرحلة المقبلة من أجل النهوض والتطوير بشكل منتظم ومضطرد .
أما عن المدة المحددة للحصول على الاعتماد الاكاديمي فأعتقد أن هذه الموعد هو موعد تقريبي لا تحديدي وهو عامان بإذن الله تعالى منذ بدء الكلية في العمل بهذا الملف.

بعد قرار رئيس الجامعة بمنع الظهور الإعلامي هذا القرار في صالح من؟ وهل يستفيد منه الأزهر ؟

بالقطع المستفيد منه المجتمع المصري كافة، لأنه سيمنع البلبلة والاضطراب، وتشويش عقول المصريين وتكدير الصفو العام للمواطنين، وسيستفيد منه الأزهر بمنع أنصاف المتعلمين الذين يحسبون عليه، وهو يتحمل تبعة جهلهم وعدم درايتهم بضوابط الفتوى، وظروف الزمان والمكان والعصر والمصر والمصالح العليا للبلاد وإدراك فقه الواقع بشكل صحيح، ومن ثم فالمستفيد من ذلك هو المجتمع بأسره ، وكل مؤسسات الدولة بشكل عام.

ماذا عن المشاكل التي تعاني منها الكلية وكيفية التعامل معها ؟
بالطبع مشاكل كليتنا مثل كل المشكلات التي تهم المجتمع وكل الكليات، حيث نحتاج الى رصف الطرق المؤدية إلى الكلية، مزيد من تطوير البنية التحتية، ووسائل التعلم الالكتروني، ونتواصل بشكل فعال مع محافظ الدقهلية الذي زار الكلية وأبدى تجاوبا رائعا في تقديم كل العون والدعم للكلية، وكذلك الأمر نتواصل مع الجامعة وإدارتها لوضع احتياجات الكلية ضمن خطة الجامعة بشكل دوري للعمل على حل المشكلات  التي تواجهنا.

هل هناك دعم من الجامعة أو مؤسسات بعينة لتطوير منشآت الكلية ؟
نعم، الكلية إحدى قلاع الجامعة وكل الكليات تنعم بمظلة جامعة الأزهر، ونحن في كل عمليات التطوير التي تتم على أرض الواقع تتم من خلال خطة الجامعة السنوية بالتنسيق مع الكليات.
وتوحيد المناهج، تحقق المساواة فى المخرجات التعليمية بناء على تساوي المدخلات، وهذه التجربة لا تزال قيد التطوير عاما بعد عام وسوف تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها في القريب.

ماذا عن خطتكم للنهوض بالكلية ؟

النهوض بالكلية يسير في خطوط متوازية أولا : تطوير المبنى ليكون لائقا بكلية الشريعة والقانون، حيث قامت الكلية بتعلية الدور الخامس بالتنسيق مع الجامعة وطلاء المبنى كاملا  وتطوير منظومة الكهرباء  ودورات المياه والأرضيات وتركيب أسانسير للعاملين وكبار السن  والمرضي والحالات الخاصة من الطلاب.
أيضا تطوير منظومة التدريس بالكامل من خلال نظام الداتا شو ، أيضا التواصل الفعال مع الطلاب على صفحة وموقع الكلية.
كما تم وضع ملخصات ومشكلات قانونية للتدريب عليها، التواصل مع الجهات القضائية لتدريب الطلاب على حضور الجلسات، بشكل دورى ومستمر على مدار العام، عمل محاكمات صورية يجسد في الطلاب الأدوار القضائية المختلفة، وبالجملة نسعى للتحديث في الكلية في شتى المجالات لتقديم الخريج القادر على خدمة مجتمعة بشكل فاعل.