الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
منوعات

هل تنتهى مشكلة التقزم بحلول 2025؟

كشكول

أطلقت وزارة الصحة فى الأيام القليلة الماضية المرحلة الأولى للحملة القومية المطلقة من أجل الكشف عن وجود الأنيميا والسمنة والتقزم في ما بين أطفال المرحلة الابتدائية، بعد الحصول على موافقة ولي الأمر، حيث جاءت الحملة ضمن الجهود المشتركة بين وزارتي التربية والتعليم ‏والتعليم الفني والصحة والسكان من أجل التطور والتنمية بالمجتمع المصرى.

 

وتعتبر التغذية الجيدة ضرورية لدعم النمو السريع للأطفال الرضع والأطفال الصغار خلال الأيام الأولى، ولكن بدون تغذية جيدة، يمكن للطفل أن يعاني من تلف خطير في جسده، ولا يمكننا رؤية هذا الضرر لكن يمكننا قياسه من خلال النظر إلى مدى جودة نمو الطفل أو عدم نموه، فالطفل الذي لا ينمو بشكل جيد وهو قصير جدًا بالنسبة لسنه يعاني من حالة تعرف باسم التقزم، وعلى الصعيد العالمي يعاني واحد من كل أربعة أطفال دون سن الخامسة من التقزم.

 

فالأطفال الذين يعانون من التقزم قد عانوا من سوء التغذية المزمن في وقت مبكر من حياتهم، حيث مايقدر بـ20٪ من التقزم تبدأ في رحم الأم التي نفسها تعاني من سوء التغذية وعدم الحصول على ما يكفي من الطاقة، والتي تحتاج بدورها إلى دعم النمو لطفلها وتنميته خلال فترة الحمل.

 

وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" فى عام 2014 عن قلقها إزاء التزامن بين التقزم وسوء التغذية بنسب عالية في بلد مثل مصر التي تعتبر من البلدان متوسطة الدخل، وأوضحت أن واحدًا من كل 3 أطفال في مصر دون سن الخامسة يعاني من التقزم وهو عدم الوصول إلى الطول المناسب، وكانت لمحافظة القليوبية النصيب الأكبر من بين 27 محافظة على مستوى جمهورية مصر العربية فى معدلات الإصابة بالتقزُّم، فـ65% من أطفال المحافظة الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر وسنتين يعانون من المرض، بسبب سوء التغذية.

 

أما البيانات العالمية الأخيرة فقد أشارت إلى أن 161 مليون طفل فى العالم، دون الخامسة، بما يوزازى 25٪ منهم يعانون من التقزم، الذى كان سببا فى وفاة ما يقدر بمليون طفل سنوياً، بخلاف ما يسببه من عواقب على المدى القصير والطويل للناجين، وعلى رأسها ضعف الصحة والنمو والتطور المعرفي والاستعداد المدرسي والتعلم لدى الأطفال، وزيادة خطر حدوث مضاعفات وولادة عند النساء، وخفض الطول والإنتاجية عند البالغين.

 

وتمتد آثار التقزم للأجيال التالية، فالفتيات اللواتي يولدن مصابين بسوء التغذية يتعرضن للتقزم ليصبحن أمهات يعانين من سوء التغذية، اللواتي يلدن بدورهن أطفالاً مصابين بسوء التغذية وتتكرر الدورة نفسها.

 

وبعيداً عن التأثير الفردي لهذه المشكلة، فإن التقزم يمثل  استنزاف هائل للإنتاجية والنمو الاقتصاديين، حيث يتسبب فى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي للبلد بنسبة تصل إلى 12٪، وعلى الرغم من أن التقزم لا رجعة فيه ، إلا أنه يمكن الوقاية منه، ففي عام 2012، أقرت جمعية الصحة العالمية أنها ستسعى للحد من عدد الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من التقزم بنسبة 40٪ بحلول عام 2025