الثلاثاء 19 مارس 2024 الموافق 09 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

"مشروع التخرج".. بعبع طلاب الجامعات

كشكول

"بعبع الطلاب" هكذا تُلقب مادة مشروع التخرج، كمادة بحثية وعملية تُدرس في السنة الأخيرة من مراحل الدراسة الجامعية، تُعرف هذه المادة باحيتاجها إلى الجهد والوقت والمال نظراً لإعتمادها على التحليل والبحث. وبالرغم من الفائدة التي قد تعود على كثير من الطلاب نتيجة البحث إلا أن الطلاب يواجهون الكثير من التحديات والصعوبات، التي تقف أمامهم أثناء تنفيذ المشروع المطلوب منهم.

وفي محاولة لـ"كشكول"، لاستطلاع رأي طلاب الجامعات فيما يتعلق بواقع تلك المادة داخل الكليات؟، وماذا ينقصها؟، وما هي المعوقات التي تواجههم؟، في المقابل دور الجامعة في تذليل نلك العقبات، كانت إجابتهم كالتالي:

نقص الخامات

وأكد محمد غريب بيومي، الطالب بكلية الهندسة جامعة المنوفية، أن مشروع تخرجه كان روبوت ذكي مساعد لأطراف الإنسان ، مشيراً إلى أن الروبوت الكامل عبارة عن هيكل خارجي للإنسان، ولكن نظرا لضيق الوقت لم يستطع اعضاء الجروب عمل روبرت كامل وتم تنفيذ الجزء المرتبط بالذراع.

وتابع" غريب" الوظيفة الأساسية للروبورت هو أنه يحاكي حركة ذراع الإنسان و يقلدها بسرعة و كفائة عالية حتي يستطيع أن يدعم حركة ذراع الإنسان في حمل الاشياء الثقيلة، أو في حالة العلاج الطبيعي لذراع الانسان.

وحول الصعوبات التي واجهته لتنفيذ المشروع قال: هناك العديد من الصعوبات التي واجهتنا أثناء تنفيذ المشروع، منها الاحتياج لنوع معين من المواتير، ونظراً لثمنها المرتفع وعدم تواجدها داخل مصر، بدأ أعضاء الجروب التفكير في ايجاد البديل، واستغرق التفكير في هذا الشأن ثلاثة أشهر، وتم توفير مواتير رخيصة الثمن ومتوفرة في مصر.

 "مشروع التخرج المذكور هو مشروع بحثي و ليس موجود في مصر و لكن موجود في دول العالم المتقدمة"، موضحاً أن المشروع ساعده في تطوير مهاراته الهندسية و البحثية كما أن توافر هذا المجال خارج مصر قد يتيح له فرصة العمل بالخارج.

اختلاف وجهات النظر

قالت عبير حلمي، الطالبة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن مشروعات التخرج يتم الاستفادة منها بشكل كبير في معرفة الفنون الصحفية وإتقان كتابتها، على الرغم من هذه الإستفادة إلا أن المشروع هو بداية نشوب خلاف بين فريق مشروع التخرج نظراً لاختلاف وجهات النظر بينهم، كما أن مشروعات التخرج الآن أصبحت مكلفة للغاية، وذلك بسبب زيادة ما يُطلب تنفيذه، إذ يجب على طلاب قسم الصحافة تنفيذ عددين من جريدة صوت الجامعة ومجلة وتقارير فيديو.

 التنمر

واستكملت الحديث آية بيومي، الطالبة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، حيث ذكرت أن جروب مشروع التخرج كان عدده في السنوات الماضية يتراوح بين ١٢ أو ١٤ شخص، وبالفعل مع انتهاء العام الثالث لها في الكلية، قامت باختيار أعضاء جروب المشروع وبدأوا في البحث عن فكره المشروع خلال الاجازة الصيفية، ولكن بعد رجوعهم للحرم الجامعي تفاجأوا بأن هذا العام لن يزيد جروب مشروع التخرج عن سته أعضاء، كان هذا الخبر غير سار بالنسبة لهم ووضعهم في موقف محرج مع زملائهم فلم يعد لديهم قدرة تصفية الجروب ليظل الأكفأ فقط. ووصالحة لتنفيذ المشروع.

وأضافت:" كوني قادمة من ريف محافظة المنوفية، سبب لي عائق كبير في أن التحق بجروب مشروع التخرج، إذ ينظر الطلبة لكل من هو قادم من الأقاليم على أنه غير مواكب للفكر العصري والحديث، وأن فكرهم مقتصر على تربية المواشي، لذلك عانيت كثيراً في بداية رحلتي مع مشروع التخرج، ولم تتوقف معاناتي عند هذا الحد، بل كانت ترى نظرات شفقة من الطلاب عندما تروي لهم أنها تسكن المدينة الجامعية، هذه النظرة كانت تشعرها بالآلم النفسي

وأشارت إلى أن مشروعات القسم الذي تنتمي إليه ( الإذاعة والتلفزيون) يعتمد بشكل كبير على قوة المصادر"، مؤكدة أنه في حالة وصولهم إلى المصدر يرفض المقابلة بمجرد ظهور الكاميرا.

تهرب المصادر

"العقبة الأساسية في المشروع هو الوصل للمصدر وحينما نصل إليه بيتهرب من الأسئلة"، بدأت آية لاشين، ابنه قسم الصحافة بكلية الإعلام، حديثها عن صعوبة الوصول لبعض المصادر وبخاصة اللذين يتمتعون بثقل المكانة الاجتماعية، مضيفة أن هناك مصادر لا تفضل الحديث إلا من خلال المقابلة الشخصية، وبالرغم من بعد المسافة بين المصدر والطالب والتي قد تتعدى بعض المحافظات، إلا أنهم يرفضون الحديث إلا بالمقابلة الشخصية، وفي هذه الحالة يضطر الطالب السفر لمكان المصدر لإجراء حوار صحفي معه، وهذه المسافة الكبيرة كفيلة بأن تغرم الطالب أموال كثيرة قد تفوق قدرته في كثير من الأحيان، وذلك بسبب محدودية دخله الذي يكون مصدره الوحيد" مصروف الوالد". وأشارت إلى أن هناك مصادر لا توصف إلا بكونها قليلة الذوق في التعامل ودائما ما ينظرون للطلبة باحتقار شديد على أساس أنهم أصحاب مناصب عالية، ولا يريدون الحديث إلا مع من هم في نفس مستواهم المادي والإجتماعي. وذكرت" لاشين" أن الكلية لا تدعمهم ماديا بشكل أو بأخر، قائلة " المجلة المطلوب تنفيذها كان يجب أن تكون على أقراص السي دي لأن طباعتها تتكلف مبلغ مادي يفوق قدرة بعض الطلاب".

سفر وبهدلة

" تعبنا من السفر والبهدلة" بهذه الكلمات عبرت تهاني أحمد، الطالبة بكلية العلوم عن مدى الصعوبة التي تواجهها في تنفيذ المشروع الخاص بها، حيث قالت" مشروع تخرجي ينتمي لقسم الفيزياء، وهو عبارة عن بحث عملي للأيونات، ويتطلب هذا المشروع السفر أسبوعياً لمحافظة الشرقية لتوافر الأدوات في معامل الشرقية، ونظرا لبعد المسافة التي أرهقتنا كثيرا أصدر المشرف على المشروع قرارا بأستخدام برنامج الميدلاب بدلا من الذهاب إلى الشرقية، وبرنامج الميدلاب هو نظام محاكاه للنتائج الحقيقية أو الدقيقة، ولكن بعد إصدار هذا القرار واجهتنا مشكلة كبيرة في التعامل مع هذا البرنامج الحديث".

وأكدت أنه بالرغم من كل الصعوبات التي تواجهها في مرحلة البحث والتحليل، إلا أنها تستفاد منه بشكل كبير وسريع، حيث أصبحت الآن تجيد استخدام برنامج الميدلاب. وفي السياق ذاته قالت هند محمد، الطالبة بالفرقة الرابعة كلية الألسن، أنها المشروع في كلية الألسن هو عبارة عن مادة بحثية، مؤكده أنها تحصل عدد كبير من الكلمات الإنجليزية بسبب البحث المستمر.

وذكرت أن الصعوبات التي تواجهها هي عدم توافر البيانات المطلوبة للبحث، كما أنها غير متوفرة على الإنترنت ، ولذلك يضطر الطلاب إلى شراء الكتب والمراجع الأجنبية للبحث.

إكساب مهارات عملية

بينما قال عبد العزيز السيد، أستاذ الصحافة وعميد كلية الإعلام جامعة جنوب الوادي، إن مشروع التخرج هو مادة أساسية يلزم الطالب دراستها في السنة الرابعة، وهدفها هو التأكد من اكتساب الطلاب المهارات العملية خلال سنوات الدراسة. وأكد في حديثه لـ"كشكول" أن المشاريع تعتمد بشكل أساسي على الأفكار الجديدة التي لم يتم تناولها من قبل في مجال الصحافة والإذاعة والتلفزيون والعلاقات العامة. مضيفاً أن فكرة المشروع يتم تنظيمها من خلال لوائح تختلف من جامعة لأخرى واختلاف هذه اللوائح هو السبب الرئيسي وراء اختلاف مشروع التخرج من جامعة لأخرى، فالكل جامعة متطلبات مختلفة. وذكر أن لائحة كلية الإعلام بجامعة جنوب الوادي تعتمد على روؤية محددة وهي تناول القضايا الوطنية والقاء الضوء على المشروعات التنموية، مع مراعاة الاهتمام بقضايا الإرهاب والولاء للوطن وتمكين الشباب المصري".

"الجامعة بتنافس بالمشروعات في المهرجانات" بهذه الكلمات أكد عميد إعلام جنوب الوادي على أن الجامعة تشارك بهذه المشاريع في المهرجانات التي تقام للجامعات الخاصة والحكومية واشهرها مهرجان مارس القادم.

وأشار إلى أن كلية الإعلام بجامعة جنوب الوادي مزودة بمعمل multy medi ،ومعمل الإعلام الإلكتروني، ووحدة التجهيزات الصحفية، بالإضافة إلى الاستوديو الإذاعي وقناه جامعة جنوب الوادي. كل هذه التقنيات والمعامل متاحة لطلبة كلية الإعلام وذلك لتدريبهم وتأهيلهم لسوق العمل الخارجي.

تقدم خدمة مجتمعية

وفي السياق ذاته، قال حسن علي، أستاذ الصحافة بجامعة السويس، إن مشروعات التخرج لها أهمية كبيرة ليس فقط لطلاب الإعلام ولكن لجميع طلاب الكليات العملية كالهندسة، مؤكدا أن الإعلام هو علم تطبيقي وليس نظري وما يقوم به مشروع التخرج هو التأكيد على مبدأ التطبيق من خلال تدريب الطلاب على ادوات وفنون الإعلام.

وأضاف، معظم الجامعات المصرية تتجاهل أن الإعلام علم تطبيقي نتيجة وجود أقسام الإعلام بكليات الآداب، مؤكداً أن مشروعات التخرج يمكنها خدمة المجتمع بشكل كبير من خلال تسليط الضوء على قضايا مجتمعية مهمشة إعلامياً.

" الجامعة مش ملزمة تدعم الطالب مادياً" وأكد في حديثه أن دور الجامعة هو توفير الاستوديوهات والمعامل للطلبه.

لها مدة صلاحية

أكدت تهاني الحسيني، الأستاذ المساعد بكلية العلوم جامعة حلوان، أن مشاريع التخرج بكلية العلوم لا يتم التفريط فيها إلا بعد انتهاء فترة صلاحيتها، حيث تعتمد مشاريع بعض الأقسام على العينات مثل قسم النباتات,وعلى الجانب الآخر يوجد بعض المشاريع التي يتم التدريس عليها في سكاشكن العملي للطلاب وهذا مايحدث مع مشاريع قسم الكهرباء.