الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

أمين عام "البحوث الإسلامية": الأزهـر يواجه التطرف في 70 دولة بـ 650 مبعوثا

كشكول

 

>> الإمام الأكبر يهتم بأمور الوافدين بنفسه واستحدث نظاما خاصا بهم

 

>> تطوير المناهج مستمر واستبعدنا القضايا التي ليس لها وجود بسبب التطور

 

>> استحدثنا مقرَّرا للثقافة الإسلامية في المرحلتين الإعدادية والثانوية


الدكتور محيي الدين عفيفي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، أكد إنَّ الأزهر يعمل بجدية على تطوير المناهج في كافة المراحل التعليميه به، وكشف عن أن التطوير شمل استبعاد القضايا التي ليس لها وجود بسبب التطور من مناهجه الدراسية، وايضا عن استحداث المؤسسة لمقرَّر الثقافة الإسلامية، يتناول قضايا؛ المواطنة، والعلاقة بالآخر والنصوص الشرعية التي يُساء استخدامها، من جانب الجماعات الإرهابية لشرعنة القتل أو التفجير.

وأكد "عفيفي"، في حواره معنا، عن اهتمام شيخ الأزهر شخصيا بأمور الطلاب الوافدين على جميع المستويات، مشيرًا إلى أنَّ المؤسسة لا تقطع علاقتها بهم بعد تخرجهم وتستخدمهم لمحاربة الأفكار المتطرفة في بلادهم؛ وعن دور مبعوثي الأزهر عالميا أوضح أن الأزهـر يواجه التطرف في 70 دولة من خلال  650 مبعوثا ينشرون رسالته في السلام والتوعية حول العالم. وإلى نص الحوار..

-         الأزهر ليس جامعًا فقط بل جامعة أيضًا.. فكيف تهتم المؤسسة بالناحية التعليمية؟

-         اهتمامنا بالتعليم في الأزهر يشمل مرحلتيه الجامعية وما قبل الجامعية، ونبذل جهدنا في مراجعة مناهجه، ومواءمتها للقضايا التي تتضمنها وخاصة في الجوانب الفقهية لتماشي مع القضايا المعاصرة، والاستغناء عن القضايا التي ليس لها وجود الآن، بعد أن كانت موجودة في مرحلة سابقة بحكم التطـورات الزمنية والمكانية التي كانت على مر العصور.

-         وماذا عن تطوير المناهج في مـرحـلة ما قـبل الجامـعي؟

-         مناهج المراحل التعليمية في الأزهر سواء الابتدائية أو الإعدادية أو الثانوية، شهدت طفرة في التهذيب والتحديث، لعل أبرزها استحداث مقرَّر للثقافة الإسلامية في المرحلتين الإعداية والثانوية.. هذا المقرر يتناول قضايا كثيرة على رأسها قضية المواطنة، والعلاقة بالآخر والنصوص الشرعية التي يُساء استخدامها، وخاصة من جماعات العنف والإرهاب والنصوص التي تُستخدم مفاهيمها المغلوطة في شرعنة القتل أو التفجير أو استهداف رجال الشرطة والقوات المسلحة، فهذه مسائل هامة جدًا وهذا المُقرَّر يُلبي طموحات المرحلة ويرسخ في ذهن الطالب الأزهري حقيقة تلك الجماعات التكفيرية والمتطرفة والإرهاب والعنف، وأيضًا يُمثل مناعة فكرية من عملية الاستقطاب أو الاختراق.

-         وُجِهَتْ انتقادات كـثيرة لمناهـج الأزهـر.. فماذا فعـل الأزهـر في هذا الملف لمواجهة التطـرف؟

-         هناك توجيهات صارمة مـن شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، بضرورة مراجعة مناهج الكليات الشرعية أو المناهج الشرعية في الكليات العملية، لتوائم تحديات المرحلة الراهنة، وضرورة تحصين طلاب الأزهر، ضد التيارات وسمومها الفكرية التي تُبث عبر الفضاء الإلكتروني وبيان المفاهيم الصحيحة للنصوص وتفنيد الشبهات. وتلك المهمة تسير على قدم وساق، علاوة على لقاءات "الطيب" مع المعنيين بالعملية التعليمية في الأزهر وعلى رأسهم رئيس الجامعة والاساتذة، وتشكيل لجان فقهية تعكف على دراسة القضايا، وتلك مسألة تُجسد الحراك الكبير الذي تشهده جميع هيئات الأزهر الشريف.

-          مصر من أكثر الدول المستقبلة للطلاب الوافدين.. كيف يهتم بهم الأزهر؟

-         الاهتمام بالوافدين لا يكون على مستوى الخدمات التي تقدم لهم فقط،، وهذا من المجالات التي يبذل فيها شيخ الأزهر بنفسه، جهودا جبارة، وأحرز نجاحات منقطعة النظير على مـر تاريخ الأزهر في ملف الوافدين، سواء فيما يتعلق بالجانب الإنساني وهو رعاية الوافدين الرعاية التي تتعلق بالخدمات والسكن والإعاشة وإعطائهم حظوظهم مثل الطلاب المصريين، أو على المستوى التعليمي والتوعوي. والعناية بهـم لا تنحصـر في المقـررات الدراسية الموجـودة في الكـليات أو المعاهـد، بل يتعـدى ذلك إلى التوعية الفكـرية، لأنَّ هؤلاء الوافـدون جاءوا مـن أكـثر مـن 100 دولة حول العالم، ونجد أنَّ كل قارة ودولة فيها من الأفكار والتيارات ما فيها، وبالتالي نحـن نتعامل مع خارطة عالمية، فتحصين هؤلاء الطلاب بشكل إيجابي، يجب أن يكون على مستوى مُختلف عن المقررات الدراسية.

-         وإذا كانت المقرَّرات الدراسية تُسهم في تشكيل عقلية الوافد، فالتوعية الفكرية ومناقشة الشُبهات وما يُثار على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، مسألة مُهمة حتى يستطيع الطالب الوافد أنْ يُواجه مثل تلك الأفكار في بلده، وأيضًا حتى لا يُستخدم الوافدون استخدامًا سلبيًّا عندما يأتون إلى مصر. وهذا الأمر يُملي علينا المتابعة الدقيقة للوافدين والعناية بهم تعليميًّا فيما يتعلق باللغة العربية، لأنَّ عدم معرفتها يُمثِّل عائقًا دون استفادة الوافد من المناهج العلمية الموجودة في الأزهر، وبالتالي المفتاح الحقيقي هو التركيز على إجادته للغة العربية فهمًا وكتابةً وسماعًا وتحدثًا، وهذا يُساعد الطالب أن يعود إلى بلده بحصيلة علمية مهمة.

·       وكيف يستفيد الأزهر من هؤلاء الدارسين بعد عودتهم لبلادهم؟

-         هؤلاء الوافدون لا تنقطع صلتهم بالأزهر، إنَّما يُصبحون سفراءً للأزهر، في بلادهم ويعملون جنبًا إلى جنب مع مبعوثي الأزهر ويتقاضون رواتب منه، وهذا يدعم الدور المصري الأزهري في بلادهم، وتظل صلتهم بالأزهر حتى بعد انتهاء دراستهم وتخرجهم في الجامعات، ويكونوا على صلة وثيقة علمية وتدريبية وهم في بلادهم، وشيخ الأزهر استحدث نظامًا مُهمًا بالنسبة لدور الوافدين فيما بعد الدراسة، وهو ما يسمى بالخبير الوطني لدعم دورهم بعد عودتهم.

·        وكيف تقيمون دور مبعوثي الأزهر في الخارج بالنسبة للمؤسسة؟

-         يوجد أكثر من 650 مبعوث للأزهر الشريف في أكثر من 70 دولة حول العالم، وهؤلاء يتقاضون رواتب بالعملة الأجنبية من مصر، من خلال دعم ميزانية الأزهر الشريف، فنجد أنَّ مصر لها دور عظيم في مختلف أنحاء العالم، وأيضًا نعمل على التدقيق في اختيار أفضل العناصر ومتابعتهم لتفعيل دور الأزهر في حل المشكلات حيثما كانوا.

·       البعض يرى الأزهر يحل المشكلات بالتصريحات فقط.. كيف ترى ذلك؟

-         دور الأزهر الدعوي، ميداني ويتم في كل مكان، رغم العدد المحدود بالنسبة لوعاظ الأزهر الذي لا يتجاوز 5 آلاف. لكن ذلك العدد يوازي عشرات الألاف نظرًا للعمل الميداني الذي نعمل من خلاله، فنحن على قناعة كبيرة أنَّ العمل الميداني هو الأساس، كما أنَّ مجال الفتوى خطير جدًا، إذْ دخلت عن طريقها، جماعات الإرهاب من خلال الدفع بالعناصر غير المؤهلة لكي تشوش عقول الناس وتنشر التعصب والتطرف وتنشئ أجيال تابعة لها، لكن قطعنا الطريق على تلك الجماعات من خلال نشر إدارات الفتوى الموجودة ليست على مستوى المحافظات فقط، بل على مستوى المدن ونواصل التدريب والتأهيل كجزء لا يتجزأ من العمل التوعوي والتثقيفي ونحن لدينا قناعة أنَّه لا بد من التوظيف الإيجابي لطاقات الشباب، ونهتم بالدفع بالأئمة الشباب وتأهيلهم للاحتكاك بالواقع لنتناول قضايا وموضوعات من اهتمامات المواطن العادي.

 

·       وكيف يُحصن مجمع البحوث الإسلامية المجتمع ضد الفتاوى الضالة؟

-         في مجمع البحوث الإسلامية، إدارات فتوى، فنقوم بدراسة تحليلية للأسئلة الواردة إلى المقرات ولجان الفتوى ونستخلص مؤشرات عنها، ونلاحظ  القضايا المعروضة عليها، إنْ كانت هناك مشكلات تتعلق بالأحوال الشخصية، فتدل على أنَّ هناك إشكالية في عملية بناء العلاقات ومدى فهم أطراف الأسرة لحقيقة العلاقة الموجودة ولعل ارتفاع معدلات الطلاق يترجم هذا الكلام. وكذلك نعمل على تدعيم التعلم والعلم، لأنه لا ينحصر في المجال الشرعي بل أي علم يمكن أن يستفيد منه الإنسان، يعتبر من العلوم النافعة التي أمرنا الله تعالى بتحصيلها، ومن ثم فنحن بحاجة إلى التوظيف العلمي للمكتشفات والعلوم الأخرى مثل الفيزياء وغيرها من العلوم الكونية في مجال الحديث عن مختلف القضايا التي تحتاج إلى أدوات مختلفة غير التقليدية أو لغة النصوص، لأنَّ النصوص لا تجدي فيها شيئًا.