الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

التفاصيل الكاملة لأزمة الزي الموحد للمعلمين

كشكول

كشفت مديرية التعليم بمحافظة جنوب الوادي، عن مبادرة للزى الموحد للمعلمين بالمحافظة، وذلك خلال توزيع التابلت علي طلاب أولى ثانوى، وتم اقتراح تخصيص  ألوان موحدة ثابتة لتلاميذ وطلاب المدارس بالمحافظة, موزعه كالتالي: مرحلة رياض الأطفال (الأخضر), المرحلة الابتدائية اللون (الأزرق السماوي الفاتح من الصف الأول الابتدائي وحتى الثالث الابتدائي – الأصفر من الصف الرابع وحتى السادس الابتدائي، المرحلة الإعدادية اللون "الأحمر"، المرحلة الثانوي العام الذكور اللون (الرصاصي الفاتح) والإناث اللون الروز  (الوردي الفاتح), العسكري القميص الأزرق الفاتح، المرحلة الثانوي للتعليم الفني (الزراعي اللون الأخضر – التجاري والصناعي بنين و بنات اللون البرتقالي".

وأوضحت المديرية أن التطبيق نجح بدعم المحافظ, ليعمم علي جميع مدارس المحافظة وكافة تلاميذ وطلاب محافظة الوادي الجديد، الأمر الذي أثار المعلمين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين السخرية والغضب، خاصة في ظل بحث المعلمين عن تعديلات لرواتبهم ونظام المكافآت في ظل تردي الأوضاع الإقتصادية التي يمرون بها.

بالطو موحد للمعلم

بداية الأمر، أثناء زيارة اللواء محمد الزملوط محافظ الوادي، لأحد المدارس الإعدادية بإدارة الخارجة التعليمية, تم اقتراح فكرة زي موحد للمعلمين بكل مدرسة وهو عبارة عن ( بالطو ) يرتديه المعلمين لكل تخصص على حدة تتميز به كل مادة دراسية عن الأخرى داخل المدرسة فقط, ليصبح لكل أسرة مادة دراسية تختلف عن المادة الأخرى ليختلف عن إداري المدرسة, وذلك بهدف أن يتعرف الطالب على معلمي المواد الدراسية المختلفة داخل الحرم الجامعي ليطبق أولًا بإدارتي (الخارجة – باريس) التعليميتين.

وحظى هذا الاقتراح بالموافقة الحماسية التامة من المعلمين, كما قام محافظ الوادى الجديد بمنح المدرسة مبلغ 10 ألاف جنيه دعمًا لذلك.

مبادرة فردية للمحافظة

فيما كشف الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، حقيقة تطبيق مبادرة الزي الموحد للمعلمين في مدارس الجمهورية، قائلاً في تصريحات خاصة لـ"كشكول"، الزي الموحد ليس مشروع الوزارة، بل مبادرة من محافظ الوادي الجديد، اللواء محمد الزملوط، وتم بدء تطبيقها في المحافظة فقط، مضيفاً الوزارة ستدرس التجربة وستبحث لاحقًا إذا كانت من الفائدة تعميمها علي باقي المحافظات من عدمه. 

في طور التجربة

بينما أكد الدكتور محمد عمر نائب وزير التربية والتعليم لشئون المعلمين، أن موضوع الزى الموحد تجربة محلية فى إحدى المحافظات كمبادرة محمودة تستدعى البحث والتقييم، موضحاً فيما يخص الوزارة فحالياً يتم إعداد كتاب دورى ينظم هذا الموضوع ضمن الاجراءات التنظيمية التى نعمل عليها لتغيير صورة المجتمع ووضع المعلم فى المكانة الرفيعة الذى يستحقها.

وتابع عمر خلال إجابته لتساؤلات المعلمين عن تطبيق الزى الموحد للمعلمين هل هو قرار من الوزارة و في باقي المحافظات مثل محافظة الوادي الجديد؟ لايوجد ما يُستدعى كل ذلك الجدل بدون داعىً سوى تشتيت أى مجهود تعمل عليه الوزارة حالياً.

وشدد نائب الوزير، قريبا سيتم الإعلان عن تلك الخطة وآليات تنفيذها، موضحاً أن الوزارة الحاليّة تعمل من أجل المعلم ولا نعد بشيء إلا ويتم تنفيذه، والقراءت على ذلك كثيرة تستدعى مجلدات للإشارة إليها، لذا نرجو الانتظار قليلا ومنح الوزارة الفرصة لاستكمال خطتها القومية من اجل بناء إنسان مصرى متمكن مسلح بالمعرفة والثقافة الرفيعة وعمادها هو المعلم.

طرح للمناقشة

فيما أكد محمد البيلي أحد المعلمين، أن فكرة الزى الموحد رائعة ويتمنى تطبيقها ولكنه فضل أن تتم مناقشة التطبيق مع المعلمين ودراسة المقترح قبل تطبيقه، معرباً عن تقديره لمجهودات الوزارة في جميع الاتجاهات بنفس الوقت.

بينما رأي البعض أن الوزارة تعمل علي تحميل اعباء إضافية للمعلم، خاصة في ظل مطالبتهم بتعديل الرواتب والأجور لتوفير معيشة وحياة كريمة، وليس لأجل مطالبتهم بشراء زي موحد، مطالبين الوزارة التراجع عن الفكرة وعدم الاستمرار بها.

استبيان للآراء

مصدر مسئول بمديرية التربية والتعليم بالوادى الجديد أوضح أن اختيار ألوان الزى الموحد للمعلمين والمعلمات تم من خلال استبيان حضره اللواء اركان حرب محمد الزملوط محافظ الوادى الجديد، الذي أكد انه مطبق في العديد من المصالح الحكومية ويعطى لمسة جمالية.

وأشار المصدر إلى أنه في أحد الاستبيانات افاد الطلبة بعدم معرفتهم سوى بالمعلمين القائمين بالعمل معهم، اما الباقي لا يعرفونهم، لافتاً إلي أن تصنيع الزى الموحد للمعلمين يتم في مدارس التعليم الفنى وفق خطة تمكين الطلاب في هذة المهارة التى تعدهم لسوق العمل.

البرلمان يعارض

من جهتها، أكدت الدكتورة ماجدة نصر عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، رفضها لمقترح وزارة التربية والتعليم بتطبيق الزي الموحد للمعلمين، ضمن الأفكار المقترحة لتطوير العملية التعليمية، مشددة أن الأمر لا ينفي ضرورة أن يكون للمعلم حفاظ علي مظهره.

وقالت نصر في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، لا ندري ما هو الهدف من توحيد الزي للمعلمين، فهل هو لتحسين المظهر؟ فلو من أجل ذلك من الأولى أن ندعو المعلم أن يحسن مظهره دون أن نفرض زي موحد، مؤكدةً لا اتفق تماماً مع تلك الفكرة، موضحة لقد شاهدنا ذلك الأمر في بعض أماكن العمل مثل البنوك وموظفي الطيران، وبعض الوظائف لها نوعية خاصة، ولكن بالنسبة للمعلم تكون دون جدوى، ومن الأفضل أن ندعهوم بالإهتمام بمظهرهم لكي يصبحوا قدوة للطلاب.

وتابعت عضو مجلس النواب، إننا نشاهد في مراحل الإعدادي والثانوي تختلف عن المرحلة الإبتدائية ففي المرحلة الإبتدائية الأم هي من تقوم باختيار الملابس لأطفالها ولكن في باقي المراحل تكون له حرية الاختيار ولا يوجد إلتزام في أمور كثيرة، وبالتالي ندعوا المعلمين الاهتمام بجميع الأمور الشكل والمظهر وطريقة الكلام فالمعلم يجب أن يكون قدوة للطلاب.

وفيما يخص تكلفة الزي قالت نصر، إن إعترضي على الأمر لا يتعلق بالتكلفة فهذا أمر آخر، مؤكدة أن الزي الموحد يسهل على المعلم عبء الملابس وتكلفتها الباهظة.