الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
مدارس

معاناة طلاب أسوان.. تكدس في إبتدائي وإعدادي.. والثانوية «مفيش»

أرشيفية
أرشيفية


شكا أهالي قريتي «المنشية الجديدة» بمركز كوم أمبو، و«دابود» بمركز نصر النوبة، في أسوان من سوء الخدمة التعليمية، ومعانتها من عدة أزمات أبرزها قلة عدد المدارس والمدرسين.

وقال أهالي «المنشية الجديدة»، إن إبناءهم يعانون من تكدس الفصول في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، ما يؤثر على مستوى التحصيل واستيعاب الدروس، لذا فإن بعض التلاميذ لا يجيدون القراءة والكتابة عمليا رغم تنقلهم في المراحل التعليمية، وشكوا من العجز في أعداد المدرسين بجميع المواد الدراسية الأساسية، خاصة في  المرحلة الابتدائية، بالإضافة إلى قلة عدد مدرسي المواد العلمية في المرحلة الإعدادية، فضلا عن عدم وجود مدارس ثانوية من الأساس. 

وأوح محمد سيد، مدير المدرسة الإعدادية في «المنشية الجديدة»، إن القرية تعاني من تراجع شديد فى الخدمة التعليمية، في ظل تكدس الفصول والعجز في أعداد المدرسين، منوها إلى أنها تبعد عن مدينة كوم أمبو بنحو 15 كيلومترا، ما يضطر الأهالي لتعليم أبنائهم في مدارسها غير المؤهلة التي لايزال بعضها مبنيا بالطوب اللبن.

وأضاف «كثافة التلاميذ في بعض فصول المدارس الابتدائية تصل إلى 70 تلميذا، وفي الإعدادية لا تقل عن 50 طالبا، في الفصل الواحد، وفي ظل عدم وجود مدارس ثانوية، فإن الطلاب الذين يريدون استكمال تعليمهم يضطرون إلى السفر يوميا من وإلى كوم أمبو من أجل الوصول لأقرب المدارس، ما يزيد من معاناتهم».
وكشف أحد أبناء القرية أن أهالي «المنشية الجديدة» حاولوا بجهودهم الذاتية تخصيص قطعة أرض بالقرية لبناء مدرسة ثانوية عليها، بحثا عن تخفيف المعاناة عن أبنائهم من طلاب المرحلة، مشيرا إلى أن مسئولي الوزارة الذين عاينوا الأرض لم يهتموا ببناء المدرسة، حتى تحولت أرضها حاليا إلى مقلب للقمامة.

وأضاف «الأهالي خصصوا أيضا منذ 10 سنوات قطعة أرض تصلح لبناء مدراس أزهرية في جميع المراحل التعليمية، لكن القائمين على الأزهر تجاهلوا طلبهم، الذي لم يجد أي اهتمام، لذا نعيش دون اهتمام من وزارة التعليم أو الأزهر أو المحافظة أو حتى أعضاء مجلس النواب».

المشهد لم يختلف كثيرا في قرية «دابود»، التابعة لمركز نصر النوبة، التي يعاني أبناؤها أيضا من غياب المدارس الثانوية ما يضطرهم للسفر إلى قرية «كلابشة» التي تبعد عنهم نحو 8 كيلومترات،  وقال أبو الحسن الشاذلي، أحد أبناء القرية، ويعمل مديرا لأحد البنوك في مدينة أسوان، إن «دابود» تعانى من تجاهل المسئولين لها وعدم تطوير مرافقها منذ تدشينها في خمسينات القرن الماضي.

 وأضاف «القرية كانت تضم مدرسة ابتدائية واحدة فقط، إلى أن بنى الأهالي مدرسة ثانية بجهودهم الذاتية بعد معاناة أبنائهم من الكثافات المرتفعة داخل الفصول، لكنهم لم يستطيعوا تكرار الأمر في المرحلة الإعدادية نظرا للحالة المادية البسيطة لمعظم الأهالي».

وتابع «في ظل وجود مدرسة إعدادية واحدة وغياب المدارس الثانوية تماما، يضطر معظم أبناء القرية إلى الالتحاق بالمدرسة الثانوية الصناعية القريبة، التي يتوقف تعليم معظمهم عندها ثم يتركون القرية بعدها تماما بحثا عن لقمة العيش، كما تلتحق معظم الفتيات كذلك بمدرسة التمريض حتى يجدن أي فرصة عمل بعد ذلك».
وكشف أن سوء الخدمة التعليمية ينعكس أيضا على مرحلة الحضانة بالقرية التي لا تضم غير حضانة واحدة وصفها بأنها «غير آدمية»، نظرا لكونها مقامة في منزل ريفي متهالك لا يضم سوى 3 غرف فقط ما يصنع مناخا سيئا يؤثر على صحة الأطفال الصغار.