الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
منوعات

كيف تؤثر الحياة الحضرية على الصحة العقلية للأطفال؟

كشكول

أثبتت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامع ديوك وجامعة كينجز في لندن، أن انخفاض التماسك الاجتماعي بين الجيران في المناطق الحضرية وارتفاع معدلات الجريمة يتسبب في ارتفاع معدلات إصابة الأطفال بالأمراض العقلية، وفقاً لمجلة "ساينس ديلي".

وتشمل الأعراض العقلية جنون العظمة، وسماع ورؤية أشياء غـير حقيقية لا يفعلها الاخرين، والاعتقاد بإن يمكن قراءة عقول الآخرين، ما يجعل الأطفال يصابوا بمرض الفصام واضطرابات نفسية في مرحلة البوغ.

وقال كانديس أودجرز، الأستاذ المساعد لعلم النفس والسياسة العامة في ديوك ومدير مشارك في مركز سياسة الطفل والأسرة في الجامعة: "أردنا أن نفهم كيف يعيش الأطفال في المجتمعات المحلية، وهذه الدراسة تحدد سمات محددة للأحياء التي قد تكون سامة بشكل خاص للصحة العقلية للأطفال".

وأراد الباحثون تحديد ما إذا كانت ظروف معينة في المناطق الحضرية تتسبب في ظهور أعراض لمرض عقلي  لدى الأطفال، ولتحقيق هذه الغاية اتبعت الدراسة 2232  طفل بريطاني منذ الولادة وحتى سن 12، وتم تقييم الأعراض العقلية للأطفال في سن 12 من خلال المقابلات المنزلية.

وعمل الباحثين علي مسح المناطق والسكان المحليين بها وإنشاء ملفات جغرافية بإمكانيات عالية الدقة من السجلات الإدارية وصور جوجل ستريت، ليتوافر ضوابط للدراسة على المدى الطويل لرصد أي تاريخ عائلي للمرض العقلي.

وقال أودجيرز: لقد أجرينا أفضل التدابير الخاصة بالصحة العقلية للأطفال مع الابتكارات في التقييمات الجغرافية المكانية للتوصل إلي سبب تعرض الأطفال الذين يكبرون في البيئات الحضرية للخطر المتزايد لإصابتهم بأمراض عقلية.

ووجد الباحثون أن البالغين  في عمر 12 عاما في الأحياء الحضرية أكثر عرضه لظهور أعراض الأمراض العقلية عليهم مقارنة بغيرهم المتواجدين في مناطق غير حضرية بمقدار الضعف، وعاني حوالي 7.4% من الأطفال الذين يعيشون في المناطق الحضرية من أعراض الأمراض العقلية وإصابة واحدا علي الأقل بالمرض العقلي قبل بلوغ عمر 12 عاما، في المقابل إصابة 4.4% الذي يعيشون في مناطق غير حضرية.

يقول هيلين فيشر، كبير المحاضرين وزميل في كلية كينجز في لندن: لا يعني ان الطفل الذي يعاني من أعراض أمراض عقلية سيطور معه المرض إلي اضطرابات نفسية كاملة، والعديد يكبرون  وتحدث لهم بعض المشاكل في وقت لاحق".

وتوصل الباحثون إلي أن ظهور الأعراض  للمرض العقلي لدي الأطفال الذين يعيشون في مناطق ذات تماسك اجتماعي منخفض مع ارتفاع الاضطرابات في الحي الذي يسكنوا فيه.

وقال الباحثون "إن الدراسة يمكن أن تستخدم في تطوير التدخلات الاجتماعية والطبية لأعراض المرض العقلي في وقت مبكر للحد من مشاكل الصحة النفسية".

وقال أودجرز "إن أحـد النتائج المشجعة هو ان التماسك الاجتماعى يتغير على مستوى المجتمع ولا يعتمد اعتمادا كليا على الموارد الاقتصادية، والعديد من الأحياء الأكثر تماسكا في دراستنا كانت أيضا الأكثر حرمانا اقتصاديا".

وبما أن أعراض المرض العقلي في مرحلة الطفولة نادرة نسبيا، بنسبة أقل من 6% من الأطفال في الدراسة التي أجريت، يوصي الباحثون تكرار الدراسة، وهناك حاجة أيضا إلى إجراء المزيد من البحوث لفهم أفضل لأعراض المرض العقلي في مرحلة المراهقة.

وقال الدكتور جوان نيوبري في كلية كينجز" إن الطبيعة الدقيقة لتأثير الأحياء الحضرية على الأعراض النفسية للطفولة مهمة الآن يجب الكشف عنها".

وأضاف: هل الجريمة والتهديد  يزيدوا من يقظة الأطفال  لإصابتهم بإمراض عقلية مثل جنون العظمة، وهل يؤدي تعرض الأطفال لفترة طويلة لضغوطات الجيران إلي تقويض قدرة بعض الأطفال في التعامل مع  التجارب المجهدة، لذلك هناك حاجه إلي مزيد من الأبحاث لتحديد الآليات الاجتماعية والبيولوجية التي تستند إليها النتائج التي توصلنا إليها.