الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
منوعات

خبراء: إيقاف التنمر وضغوط الدراسة يعالج أزمة انتحار الطلاب

كشكول

أكدت منظمة الصحة العالمية، أن نسبة الانتحار فى مصر مرتفعة بمقدار ٤ حالات لكل ١٠٠ ألف مواطن، وأثبت تقرير المنظمة أن عدد المنتحرين فى عام ٢٠١٨ نحو ٢٠٠ شخص، وأن أكبر عدد للمنتحرين فى البلاد كان عام ٢٠١٢، فى الفئة العمرية من ١٥ عاما حتى ٤٠ عامًا، ومعظمهم من طلاب المدراس والجامعات.

ويعزز التقرير تصريحات الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، الذى أكد وقوع حالات انتحار بالمرحلة الثانوية، لأطفال لا تتجاوز أعمارهم الـ١٧ عاما، مؤكدا وجود خطأ بالمنظومة التعليمية، التى نشأ عليها طلابنا، وهو ما تعمل الوزارة على تغييره حاليًا.

وكانت الدراسة أو التنمر، أبرز أسباب حوادث الانتحار فى ٢٠١٨، أبرزها انتحار طالبة تدرس بالثانوى الفنى الصناعى بالمنيا، فى نوفمبر الماضى، بسبب رفض أهلها الالتحاق بالثانوية العامة، كما أقدمت طالبة بالصف الثالث الإعدادى فى ١٤ ديسمبر الماضى، على الانتحار شنقا بقرية «بلجاى» التابعة لمركز المنصورة، بسبب قيام والدها بسحب هاتفها المحمول، لاكتشافه وجود محادثات بينها وبين أحد الشباب.

وألقت طالبة نفسها من الطابق الرابع بمبنى الطالبات، التابع للمعهد الفنى الصحى بالإسكندرية فى ٢٠١٨، بسبب تعرضها للتنمر من المسئولين بالمعهد.

من جهتها، قالت شيماء على ماهر، مسئولة بوزارة التعليم: «نحاول أن نبنى جسرا من الثقة والصحة النفسية، بسبب ارتفاع نسبة الانتحار فى الفئة العمرية الخاصة بطلاب المدارس، خاصة الثانوية العامة».

وأرجعت «شيماء» الأزمة، فى حديثها لـ«الدستور»، إلى عدة أمور، أبرزها مشاكل الأسرة وعدم خلق لغة حوار فى البيت بين أولياء الأمور وأولادهم، وانعدام دور الإخصائى الاجتماعى داخل المدرسة.

وتابعت: «الطلاب الأيتام يحتاجون لدعم نفسى، ونحتاج لإحياء دور الإخصائى الاجتماعى مرة أخرى، وكذلك تهيئة المعلمين نفسيًا، حتى لا يتم ارتكاب جرائم تنمر على الطلاب، أو ممارسة العنف ضدهم».

ونوهت بضرورة إصلاح أى أزمات أسرية، لما لها من تأثير خطير على الصحة النفسية للطلاب، إذ يتسبب ذلك فى تحطيم معنوياتهم باستمرار، وفقدانهم التركيز الدراسى، وضعف رغبتهم فى التعليم أو تفكيرهم فى مستقبل أفضل، وهو ما يمكن أن يؤدى فى النهاية إلى الانتحار.

وقال الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، إن معظم المنتحرين من المراهقين وطلاب المدارس، ومنهم فئة تسمى «العصابية»، وهى الفئة التى وصفها بـ«القلوقة والعصبية» عندما يتعرضون لضغط كبير، سواء كان عاطفيا، أو أسريا، أو دراسيا.

وأضاف: «خلال أيام رأيت طالبا فى سن الـ١٧ عاما، ألقى نفسه من فوق عمارته بسبب قصة حب فاشلة، كان يحب زميلته فى المدرسة، وعندما منعها والدها من محادثته انتحر غاضبًا»

وقال إن دور الإخصائى الاجتماعى والنفسى أصبح منعدما، مضيفا: «المعلم لو شاف طالب مش مركز ميضربوش، لأ، يقرب منه، ويشوف ماله ويتكلم معاه، ويحاول يتواصل مع أهله ويحلوا المشكلة».

وتابع: «لا بد من أن توفر وزارة التعليم إخصائيين، على درجة عالية من الخبرة، فى التعامل مع الطلاب، ودعمهم نفسيا ومعنويا، بما ينعكس على مستوى دراستهم وتكوين طموحات لديهم، بما يؤدى إلى النجاح إنسانيا ومهنيا».

وكشفت مصادر بـ«التعليم» عن أن نسبة الانتحار سوف تقل مع تطبيق نظام التعليم الجديد، لأن الدراسة لن تكون ضاغطة على الطلاب، إضافة إلى أن المعلمين سيتم تأهيلهم نفسيًا قبل توليهم مهنة التدريس، وتم تنفيذ ذلك فى خلال اختيار معلمى المدارس المصرية اليابانية.

وأشارت المصادر إلى أن الوزارة أطلقت حملة «لا للتنمر» بالمدارس، بالتعاون مع المنظمات العالمية، وقررت معاقبة أى معلم يتنمر على الطلاب أو العكس، مؤكدًا أن الحملة كان لها صدى إيجابى وتفاعل.