الثلاثاء 23 أبريل 2024 الموافق 14 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

مفاجأة: القرآن أكثر مواد الرسوب في جامعة الأزهر.. ومحاضرات تجويد وتعديل نظام الامتحانات لحل الأزمة

أرشيفية
أرشيفية


أساتذة قالوا إن تراجع الحفظ وضعف مستوى المعلمين السبب الرئيسي لتلك الظاهرة 


رغم أن حفظ القرآن الكريم هو السبب الرئيسي وراء اهتمام المصريين بإلحاق أبنائهم بالتعليم الأزهري، إلا أن مستنداً حصلت عليه «الدستور» كشفت عن أن مادة «القرآن الكريم»  أكثر مواد الرسوب في الجامعة، خاصة في كليات العلوم الشرعية المؤهلة للعمل الدعوي أو التربوي.
وكشفت مصادر أكاديمية، لـ«الدستور»، أن الجامعة تحاول في الآونة الأخيرة اتخاذ إجراءات لتجاوز الأزمة، لكونها تؤثر بشدة على مستوى الخريجين من بين طلاب الجامعة، وتضعف قدرتهم على تحصيل المواد الشرعية والفقهية المترتبة على ذلك. 
وأوضحت أن من بين هذه الإجراءات تعديل نظام الامتحان في المادة، بما يضمن تسهيل حفظ الطلاب للأجزاء المقررة عليهم كل عام دراسي، دون إهمال ما تم حفظه في سنوات سابقة، وتعديل أوراق الامتحانات لتشتمل على عدة أسئلة اختيارية يمكن عبرها قياس مستوى الحفظ واحتساب أفضل الدرجات، دون التركيز على سؤال إجباري واحد كما كان معمولا به من قبل، يمكن الخطأ فيه بسهولة ما يحرم الطالب من درجات المادة بشكل كامل. 
وبالإضافة إلى الإجراءات السابقة، قررت معظم كليات الجامعة تفعيل فكرة المحاضرات الخاصة في القرآن والتجويد واستمرارها طوال العام، باعتبارها تساعد الطلاب على الحفظ بشكل مستمر نتيجة تكرار الآيات والسور المقررة طيلة العام على أسماعهم.
من جهته، قال الدكتور محمد عبد الواحد، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر، إن أزمة رسوب الطلاب في مادة «القرآن» أصبحت ملاحظة منذ عدة سنوات، وترجع إلى أن معظم الطلاب لا يمنحونها الاهتمام الكافي، ويتركون تحصيلها وحفظها لنهاية العام، من أجل مراجعة المقررات قبل الامتحانات بوقت قصير.
وأضاف «ضغط الوقت قبيل الامتحانات يجعل معظم الطلاب يكتفون بحفظ فواتح السور أو بدايات الأجزاء، ما يتسبب في مشكلة أثناء الامتحانات التي تقيس حفظ الطالب وفهمه للآيات والسور دون التقيد بالبدايات فقط».
وكشف عن أن الجامعة تحاول منذ عدة سنوات طرح حلول مختلفة لتجاوز هذه الأزمة، إلا أن الحل الحقيقي يكمن في حث الطلاب على حفظ ومراجعة كتاب الله طوال العام، دون التقيد بفترة الامتحانات التي لا تكفي للتحصيل. 
وأرجع تامر خضر، المدرس المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية في القاهرة، الرسوب في «القرآن» إلى عدة أسباب على رأسها أزمة وصول بعض الطلاب إلى الجامعة بالغش في الامتحانات، ما يجعلهم غير مؤهلين للدراسة الجامعية ويواجهون عوائق حقيقية في حفظ وفهم سور القرآن.
وأضاف «يعاني الطلاب أيضا من عدم الاهتمام بالقرآن إلا وقت الامتحانات فقط، لكون معظمهم ينشغل بمرحلة الشباب ومتطلباته وملذاته، ما يصرفهم عن الاهتمام بالدراسة والتحصيل والحفظ، بالإضافة إلى أن ضعف المدرسين في المعاهد يؤثر كذلك على مستوى الطلاب».
وتابع «حفظ القرآن الكريم ليس مجرد مادة دراسية، بل هو منحة وهبة من الله لا يهبها إلا لمن يستحقها ممن يلزم الطاعة والعبادة، لذا الظاهرة ستستمر في ظل غياب القدوة  وعدم تكريم الحفاظ وقلة أعداد المهرة في علم التجويد».
وللتغلب على ذلك، رأى «خضر» أن علاج الأزمة يحتاج لتضافر مجموعة من الحلول الإدارية والفنية أهمها توفير المعلم الجيد وتحفيز الطلاب بمحفزات قيمة تعين الكفاءات، منوها إلى أن الأزهر يسير حاليا بشكل جيد في هذا الاتجاه عبر إقامة المسابقات كل عام.
وتابع «علينا أيضا أن نهتم بالحلول التربوية التى تكمن في تقدير المجتمع للطلاب الحافظين لكتاب الله، والاهتمام بتحفيظه للنشء الصغار حتى ينشأ الأبناء في جو من الطاعة والعبادة».
من جهته، قال الدكتور سعيد جمعة، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للطالبات بالمنوفية، إن الكلية قررت تخصيص محاضرات يومية للقرآن الكريم، تدرب فيها الهيئة المعاونة من الأساتذة  الطالبات على أحكام التجويد والوقف وتصحيح مخارج الحروف وغيرها، ما يساعد على حفظ المقرر في كل عام.
وأضاف «تطبيق هذه المحاضرات سيساعد كثيرا في حل مشكلة الرسوب فى القرآن الكريم، لكونه يتغلب على إهمال الحفظ، ويرفع من مستوى الطلاب في الكليات الشرعية التى تعتمد على دراسة القرآن وأحكام التجويد والمواد الشرعية».