الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

«التابلت» .. طموح التعليم في 2019 .. تجهيز شبكات الإنترنت بالمدارس .. ومليون مستفيد من المشروع

كشكول

تستعد وزارة التربية والتعليم، لتسليم أكثر من نصف مليون تابلت، خلال العام الجاري2019، وذلك وفق خطتها لتطبيق منظومة التعليم الجديد، حيث بدأت الوزارة في مد عدد من مدارس الثانوية العامة بمحافظات القناة، بشبكات إنترنت عال السرعة، استعداداً لعملية التطبيق، ويرصد "كشكول" رحلة التابلت من مصانع شركة تابلت إلي مخازن التربية والتعليم، وصولاً إلي بدء تجهيز شبكات الانترنت بالمدارس الثانوية بالمحافظات.  

 القضاء علي فزاعة الامتحانات

في منتصف عام 2017، أعلن الدكتور طارق شوقي وزيرالتربية والتعليم، والتعليم الفني، عن رغبته في تعديل نظام الثانوية العامة، لأنها أصبحت بعبع، مشيراً إلي أن النظام المعدل سيعتمد علي الفهم وينهى رهبة الامتحانات، وسيتم تسليم تابلت للطلاب ليساعدهم علي المذاكرة والإطلاع علي مصادر معرفة متنوعة.

وعقب ذلك اجتمع الوزير، باللواء محمد العصار وزير الدولة للإنتاج الحربي، والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وممثلي الهيئة العربية للتصنيع، وهيئة التسليح للقوات المسلحة، لإدارة عملية تصنيع التابلت التعليمى وفقا للاستراتيجية الوطنية الشاملة لتطوير التعليم ما قبل الجامعي في مصر، والتي تتضمن عدد من المحاور من ضمنها توفير أجهزة تابلت تعليمي لكل الطلاب للتحصيل الدراسي بدلاً من الكتب التقليدية بالإضافة إلى إمكانية استخدامه في الامتحانات،  وناقش الاجتماع المواصفات الفنية المطلوبة لأجهزة التابلت والأعداد المطلوب تدبيرها وتوقيتات التسليم والتأمين الفني لاستخدام الأجهزة وغيرها من المطالب الخاصة بمنظومة التعليم الجديدة.

وأكدت "الانتاج الحربي" توجيه الإمكانيات المتاحة بالشركات والقطاعات التابعة لصالح دعم منظومة تطوير التعليم في مصر، وذلك بما تمتلكه من إمكانيات تصنيعية وفنية وكوادر بشرية مدربة على أحدث النظم العلمية والتكنولوجية.

وتم خلال الاجتماع الاتفاق علي قيام ثلاث جهات وطنية بتصنيع التابلت التعليمي وهي: الإنتاج الحربي ممثلة في شركة بنها للصناعات الإلكترونية، والهيئة العربية للتصنيع "مصنع الإلكترونيات"، والقوات المسلحة ممثلة في الشركة العربية العالمية للبصريات، علي أن تشرف وزارة الدفاع على النشر والإعلان وإنهاء إجراءات التعاقد على توريد التابلت بين وزارة التربية والتعليم والجهة المنفذة.

 مليون مستفيد

في شهر إبريل 2018، أعلن "شوقي"، خلال مؤتمر صحفي عقده بصندوق دعم وتمويل المشروعات التعليمية، للإعلان عن تفاصيل النظام الجديد، أن قرض البنك الدولي لن يدفع ثمن التابلت، ولكنه سيكون "هدية" من الرئيس عبد الفتاح السيسي لطلاب ومعلمي الأول الثانوي، وتابع "نقوله شكرا".

وأشار إلي أن مليون طالب ومعلم سيستفيدون من التابلت، إلي جانب  تزويد الفصول بخدمة الواى فاى، ووضع سيرفرات داخل الفصول لتحميل المحتوى العلمى للطالب من خلال بنك المعرفة ومصادر تعلم أخرى وفيديوهات تفاعلية.

وأوضح "شوقي" أنه تم  اختيار أفضل أنواع أجهزة التابلت وتسليمها للطلاب بأفضل التقنيات الحديثة، مؤكدا أن الطالب لن يتحمل أى تكلفة مالية تتعلق بسعر التابلت، لأنه هدية من "الرئاسة"، بالإضافة إلي تخصيص مراكز لصيانة أجهزة التابلت للطلاب من خلال الإدارات والمديريات التعليمية.

وخلال جلسة "استراتيجية تطوير التعليم" بالمؤتمر الوطنى للشباب الذى عقد في جامعة القاهرة، للإعلان عن نظام التعليم الجديد في شهر يوليو 2018، أكد "شوقي" أنه تم توفير بنوك أسئلة لقياس مهارة فهم الطلاب فى الامتحانات، وأجهزة التابلت لطلاب الصف الأول الثانوى، قبل بداية الدراسة فى 22 سبتمبر مجانا برعاية من الدولة، بالتعاون  مع وزارة الاتصالات، التى نفذت بالفعل توصيل الإنترنت لـ700 مدرسة حتى الآن.

وأضاف أن الرئيس عبد الفتاح السيسى كلف بتوفير الإنترنت لجميع مراكز الشباب أو قصور الثقافة لتوفير التواصل الطالب ببنوك المعرفة على التابلت، مؤكدا أن التابلت سيكون مع الفقير والغنى فى جميع مدارس الحكومية.

شبكات الانترنت

وخلال شهر أغسطس الماضي، أكدت وزارة التربية والتعليم أنه تم  تزويد 2500 مدرسة ثانوى بتغطية لشبكة الإنترنت فى جميع أنحاء الجمهورية وأيضا مراكز الشباب والنجوع، وسيتم حماية الطالب من أى مواد قد تؤدى إلى انحراف أخلاقى من خلال تشفير بعض البرامج فى التابلت، مؤكدا أن  هدف التابلت هو ربط الطالب بوسائل التعلم المختلفة، ووعدت التعليم تسليم الطلاب التابلت بالتزامن مع بدء الدراسة.

وأكد الرئيس عبد الفتاج السيسي أن تكلفة التابلت المالية تصل لأكثر من 1000جنيه، مضيفًا: "التابلت مخصص للعملية التعليمية فقط، ومصمم للعملية التعليمية مش هيستخدم غير كده، وبرجاء نجيبه بمستوى معين.. الدولة دفعت فيه رقم كبير جدا من أجل خاطر أبنائها"، مطالبا الجميع بالتكاتف من أجل تغيير الواقع للأفضل.

 التعاقد مع سامسونج

وقال وزير التعليم، أن الدولة تعاقدت على 708 آلاف "تابلت"، مع شركة "سامسونج"، لتوزيعها على طلاب الصف الأول الثانوي، خلال الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي 2018/2019.

وحسب "التعليم"، تم الإعلان عن ثلاثة مواعيد لتسليم التابلت لطلاب الصف الأول الثانوي، وكان الموعد الأول تسليمه في أول سبتمبر، ثم تم الإعلان عن الموعد الثاني مع بداية الدراسة، إلا أن الوزير تراجع وأكد أن موعد التسليم لأعداد التابلت كاملة مع نهاية شهر أكتوبر، دون الإفصاح عن موعد محدد لتسليم التابلت للطلاب.

وأشار إلي أنه حتى لا يضار الطلاب من تغير المواعيد لتسلم التابلت، سيبدأ الطلاب الدراسة  بالصف الأول الثانوي، بشكل طبيعي من خلال الكتب، موضحًا، أن أول امتحان إلكتروني سيجرى في يناير المقبل، ولن تحتسب درجات الصف الأول الثانوي في التقييم التراكمي للمراحل.

وعن تخوف أولياء الأمور من تأخر وصول وتسلم التابلت، قال الوزير: "الناس متخيلة لو التابلت ماجاش الدراسة هتقف"، مضيفًا: "التابلت هييجي هو والمحتوى خلال الترم الأول، وأول امتحانات إلكترونية هتكون في أول يناير".

أول دفعة

وفي يوم 20 سبتمبر الماضي، وعرضت بعض القنوات فيديو يرصد  لحظة تسلم وزارة التربية والتعليم، أول دفعة من أجهزة "التابلت" المخصص لطلاب ومعلمي المرحلة الثانوية، ضمن مشروع تطوير منظومة التعليم الجديد، جاء ذلك ردا علي شائعات أطلقها بعض المهتمين بالمنظومة التعليمة وأولياء الأمور أن التابلت "فنكوش".

وتسلمت وزارة التعليم 100 ألف تابلت  بالدفعة الأولي من بين 708 آلاف تابلت من المقرر توزيعهم على الطلاب هذا العام، ولكن لم يتم توزيعهم حتى الآن، وعلق "شوقي" علي ذلك بأنه سيتم توزيع التابلت بشهر نوفمبر 2018 عقب استلام جميع دفعات التابلت.

دفعة ثانية

وأعلنت وزارة التربية والتعليم، خلال نوفمبر الماضي، علي لسان مستشارها الإعلامي أحمد صابر عن استلامها الدفعة الثانية من التابلت المدرسي، مشيرا إلي أنه سيتم استلام الدفعة الثالثة والرابعة خلال أسبوعين.

وأشار إلي أنه سيتم توزيع التابلت بدءً من محافظات القناة لأنه تم الانتهاء من البنية التحتيه بمدارسها، ولكن حتى الآن لم يتم توزيع التابلت وتم إرجاء توزيعه للفصل الدراسي الثاني، علي أن يجري طلاب الاول الثانوى امتحانات الفصل الدراسي الأول ورقياً وليس إلكترونيا كما كان مقرر له.

وأوضحت الوزارة أن امتحانات الأول الثانوي تبدأ بوضع بنك للأسئلة، يضم الآف الأسئلة في كل مادة، ثم تحديد مواصفات الامتحانات، ليتمكن النظام الإلكتروني من تصميم امتحانات مختلفة لكل مدرسة من حيث الأسئلة ولكنها متفقة من ناحية المواصفات الفنية كالسهولة والصعوبة، بعد ذلك يصل الامتحان للطالب على جهاز "التابلت" الخاص به، ويكون محددًا بزمن يتحكم فيه المركز القومي للامتحانات بحيث يغلق الامتحان أمام الطالب بعد مرور هذا الزمن، وعند انتهاء الطالب من الامتحان والضغط على Submit، يعود الامتحان بإجاباته للنظام مرة أخرى، والذي بدوره يوزعه على معلمين في أماكن متباعدة للتصحيح، ثم إعلان النتيجة، كل هذا بشكل إلكتروني دون تدخل عنصر بشري.

وأشارت إلي أن تصحيح الامتحانات الإلكترونية، سيجري داخل المدارس في البداية، ولكن الوزارة تحلم بأن يصحح المعلم الامتحانات من منزله بمرور الوقت، واستقرار النظام الجديد، مؤكدة أنه تم تدريب أعضاء المركز القومي للامتحانات على طريقة التصميم الجديدة للامتحانات، لأن من يضع الامتحان إما مستشاري المواد، أو معلمين مختارين بعناية ومدربين، وليسوا أساتذة جامعة بعيدين عن التدريس بالمدارس.

كما أوضحت أن النظام الإلكتروني للامتحانات، لا يتضمن أسئلة اختيارية فقط، ولكن يستطيع الطالب الكتابة الإنشائية، والرسم، وغير ذلك من خلال "التابلت"، أما التصحيح فسيكون من خلال إن امتحان كل طالب متصل بجهازه، بحيث لا يستطيع إرساله لأي شخص للإجابة عليه ثم إرساله له مرة أخرى، وبعد انتهاء الامتحان، يرسله النظام بشكل مشفر لاثنين من المعلمين لتصحيحه دون الإطلاع على بيانات الطالب، وفي حالة اختلاف الدرجات الممنوحة لسؤال معين، يرسله النظام لمعلم ثالث ليفصل بينهما.

وأكدت أن بنك الأسئلة، وإجابات الطلاب، تكون في مكان آمن تمامًا لا يستطيع أحد الوصول إليه أو اختراقه، مؤكدة  أن هذا عمل ضخم يحتاج الكثير من الجهد، واعتبارًا من الفصل الدراسي الثاني يبدأ تطبيق المنظومة الإلكترونية للامتحانات.

وتهدف الوزارة  بمرور الوقت، تخليص الطلاب من الإجراءات الأمنية التي تحدث بامتحانات الثانوية، والعصا الإلكترونية التي تفتشهم، وتوتر موعد إعلان النتيجة، فالنتيجة تظهر بعد ذلك للطلاب إلكترونيًا على أجهزتهم فور انتهاء التصحيح بشكل بسيط: "بس ده طريق طويل بنمشيه سوا واحدة واحدة".