الخميس 18 أبريل 2024 الموافق 09 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

«طلاب المدارس» ضحايا إهمال التعليم .. «الحكومة والخاص» وجهان لعملة واحدة .. قتلي ومصابين خلال أسبوع .. والأبنية التعليمية تبحث عن صلاحيات

كشكول

«لافرق بين مدارس حكومية أوخاصة، فقد تكشف علي مدار اليومين الماضيين، أن الإهمال واحد في كليهما، والضحية طفل لا يكاد يأمن علي حياته من المخاطر التي تهدد مستقبله»، البداية كانت من مدرسة ليسية الحرية بالزمالك حيث أصيب مؤمن كارم، عقب سقوط جرس المدرسة النحاسي والذي يزن 100 كيلو علي رأسه، ليصاب علي إثرها بشرخ فى الجمجمة، ونقل إلى مستشفي القصر العينى ليتلقي العلاج.

ولم تمض أيام حتي فوجئ الجميع بواقعة هي الأكثر بشاعة خلال العام الجاري، حيث سقف "اسبستوس" أعلى سور مبنى بالدور الخامس لمدرسة منارة الشرق الخاصة التابعة لإدارة المرج التعليمية بالقاهرة، فوق طلاب الصف السادس الابتدائي، ما تسبب وفاة طالب وإصابة 6 آخرين.

وبالتزامن مع واقعة المرج، شهدت مدرسة المنار الحديثة للغات بشارع الأهرام، قراراً بالغلق من قبل محافظ الجيزة اللواء أحمد راشد، عقب إنهيار جزء من سقف أحد الطوابق الخاصة بالمدرسة، تفادياً لتكرار كارثة المرج.

وقائع الإهمال بالتعليم شملت أيضاً وفاة مصطفى محمد سلامة، التلميذ بمدرسة الراعي الصالح ببور فؤاد، عندما لفظ أنفاسه الأخيرة بعد إصابته بحالة من الإعياء وسقوطه مغشيًا عليه، وأيضاً الطفل يوسف محمد، الذي توفي أثر سقوط زجاج نافذة بأحد فصول مدرسة عمار ياسر الابتدائية بالمطريـة، عليه مما تسبب في ذبح رقبتـه، إلى جانب سقوط بوابة مدرسة الزغيرات الأبتدائية بمركز النخيلة، مما أسفر عن مقتل طالب أثناء لعبه بالفسحة.

كما شهدت مدرسة السادات الصناعية بالخانكة، أمس، سقوط طالب من الدور الرابع، اثناء محاولته التقاط صورة سيلفي، من أعلي المبني، ليسقط علي اثرها في فناء المدرسة مصاباً بكسر في الفقرة الثالثة من عموده الفقري.  

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى مقطعاً لفيديو تعدى "معلم تربية رياضية" على أحد تلاميذ المرحلة الابتدائية بمدرسة عزبة فراج الدويك بمركز الغنايم؛ وقيام طلاب الفترة المسائية بمدرسة الحواتكة بكتابة أرقام هواتفهم ورسائل غرامية على المقاعد والحوائط داخل الفصول.

المقاعد المتهالكة والمباني والقمامة أسلوب حياة اعتاد عليها طلاب المدارس في مصر، فما بين شكوي التعليم العام من عدم توافر المخصصات المالية التي من شأنها إعادة التأهيل والتطوير، لا يجد الطالب توفير أبسط حقوقه في توفير بيئة صحية تضمن له ألا يري مناظر القمامة وهي تحاصر الجدران، فضلاً عن تهالك البنية الأساسية للمدارس.

غياب رقابة

وفي تقرير لهيئة الأبنية التعليمية، حول حادثة وفاة طالب المرج، وإصابة 6 من زملائه، بمدرسة منارة الشرق بالمرج، أن المدرسة تضم  10 فصول تعليم  أساسي دون الصف السادس بكثافة ٣١طالب وذلك علي مبني واحد أرضي ودورين، ولفت التقرير الى أنه تم تشغيل ٨ فصول بمعرفة الهيئة.

وأشار التقرير إلى أنه صدر ترخيص مديرية بإضافة نسبة ٢٠%وزيادة كثافة الفصل لتصل إلي ٣٦ طالب، مؤكداً تم تسجيل مخالفة مرور ٢٠٠٤ لتشغيل باقي الفصول بالمخالفة وتعلية المبني دورين الثالث والرابع.

إلى جانب أن إدارة المدرسة قررت زيادة فصولها إلي ٢٢ فصل أساسي باجراءات مزورة وأن الموضوع قيد التحقيق بالنيابة، مشيراً إلى أنه تم ضم مبني سكني مجاور للمدرسة دون الرجوع للهيئة أو وزارة التربية والتعليم.

وتابعت الهيئة في تقريرها أن المدرسة قامت بعمل تعديلات وتفريغ الدور الأرضي بالمبني واستخدامه كفناء رياض أطفال، وإزالة جزء من السور لضم المبني للمدرسة، كما قامت أيضاً بعمل تعديلات بالمبني المضاف بوضع كرانيش علي الواجهة .

لجان للمتابعة

من جانبه، قال سامى حنا مدير عام الأبنية التعليمية بالوادى الجديد، إنه تم تكليف لجنة من الوحدة المحلية والأبنية التعليمية للوقوف على الشكوى الخاصة بتصدع أحد مبانى مدرسة عمر بن الخطاب الإبتدائية التابعة لإدارة الخارجة التعليمية، لافتاً إن اللجنة شكلت من 8 مهندسين وفنيين ورئيس الوحدة الوحدة المحلية لمركز ومدينة الخارجة المهندس مجدى الطماوى.

وأكد حنا، أن اللجنة قامت بمعاينة جميع المنشآت والمبانى داخل المدرسة وفحصها جيداً بما يتضمن المبنى الذي تم تقديم شكوى ضده، مضيفاً بالمعاينة تم التأكد من السلامة الفنية للمبنى وعدم وجود شروخ أو آثار تصدع به وتم إعداد تقرير فنى بذلك.

وأضاف أن الفرع  يتعامل مع كافة الشكاوى التي ترد إليه بكل جدية ويتم تشكيل لجان مرور في الحال على الجميع المواقع محل الشكوى، وذلك حفاظاً على سلامة الطلاب والعاملين به.

محاسبة الأبنية

في السياق ذاته، قالت عبير أحمد مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، إن الحوادث التي شهدتها أكثر من مدرسة اليومين الماضيين وتسبب في وفاة طالب وإصابة آخرين، تعكس مدي الإهمال الشديد.

وأضافت عبير، في تصريحات خاصة لـ"كشكول"، أنه يجب توقيع أقصي عقوبة علي مسئولي هذه المدارس لأنهم تقاعسوا عن أداء واجبهم وعملهم وتركوا أسوار وأسطح هذة المدارس آيلة للسقوط، الأمر الذي يعرض وعرض بالفعل حياة التلاميذ للخطر وأدي لوفاة طالب.

وطالبت عببر وزير التعليم، بمحاسبة مسئولي هيئة الأبنية التعليمية والمديريات والإدارات التعليمية المتقاعسين عن أداء واجبهم وعدم متابعة هذه المدارس بشكل دوري، ومعالجة المشكلات أولا بأول.

صلاحيات بلجان للمرور

قال اللواء يسري عبدالله رئيس الهيئة العامة للأبنية التعليمية، فيما يخص المدارس التي بها مخالفات في البناء، إن الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليمات أعطى تعليمات بتشكيل لجان في الفترة القادمة عقب إنتهاء الامتحانات للمرور على المدارس لتحديد المخالفات بشكل يؤثر على السلامة الفنية وحياة الطلاب، وسوف يتم إيجاد بديل لها ونقل الطلاب لمدارس خاصة مجاورة أو نقلهم لمدارس حكومية.

وفيما يخص المدارس التي بها مخالفات غير السلامه الفنية أوضح عبد الله في تصريح خاص لكشكول أنه سيتم النظر في مخالفاتها وإمكانية توفيق أوضاعها في إطار القانون، سواء كان لديهم تراخيص قبل قانون البناء الموحد أو لديهم مصالحات بعد المخالفة.

وفيما يخص مدرسة المرج قال: إن المدرسة مخالفة وهناك تقرير قانوني حولها تم تحويله للنيابة منذ عام 2014، مؤكداً أن لديها ترخيص بعشرة فصول وقامت بتشغيل دورين للمبنى بالمخالفة كما قامت بضم مبنى آخر للمدرسة بالمخالة، والأمر في النيابة.

وأكد "يسري" أن هناك 12 مدرسة بالمرج تعمل بالمخالفة من خلال تراخيص مزورة، وقمنا بتسليم الوزارة تقارير عن تلك المدارس، والوزارة هي التي تسأل عن الإجراءات التي اتخذت ضد تلك المدارس.

وأوضح رئيس الهيئة العامة للأبنية التعليمية، أنه ليس لديهم صلاحية لعمل زيارة للمدارس إلا في وجود لجنة مشكلة من مديريات التربية والتعليم، ولا يمكن أن ندخل أي مدرسة أو نشكل لجنة لعمل زيارات للمدارس وليس لدينا صلاحية لذلك، مؤكداً أنه تقدم بطلب للوزير من أجل إعطائنا صلاحية لتشكيل لجنة من أجل المرور على المدارس للتأكد من مخالفاتها دون انتظار لجان المديريات التعليمة، كما أن الوزير أكد لنا أن كل ما هو يحافظ على سلامة الطلاب سيتم الموافقه عليه وفي القريب العاجل سيكون لدينا صلاحيات تمكنا من المرور على المدارس.

وتابع عبدالله، سوف نطلب من المدارس شهادات صلاحية للمنشأت من الملاك وسوف يحدد المستشارين بالهيئة المعاير التي تحدد تلك الشهادات ودوريتها والمدة التي تصلح لها ومتى تجدد؟