الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
مدارس

تربوي: إلغاء التربية الدينية من المدارس يخلق فجوة كبيرة

أرشيفية
أرشيفية


انتقد الدكتور محمد عبد العزيز أستاذ العلوم والتربية بكلية التربية بجامعة عين شمس، على مقترح المفكر مراد وهبة الذى طالب بإلغاء تدريس مادة التربية الدينية فى المدارس، قائلا نحن الأن نعاني من مشكلة خلل في العقيدة فالتيارات المتطرفة التي تظهر سواء من التيار المتطرف الإسلامي أو من التيار المتطرف المسيحي، والذين كونوا أفكارهم من خلال الفهم الخاطئ للعقائد، فإذا قمنا بإلغاء التربية الدينية، خلقنا إتساع في الفجوة، فمن المفترض أن المدرسة هي المنوطة بتربية الناشئ وتعليمهم القيم والمبادئ وغير ذلك، فعندما ننزع هذا الدور من المدرسة لمن يلجئ الناشئ لكي يطلع ويلبي إحتياجاته المعرفية للعقيدة وغيرها؟ سوف يلجئ لمصادر غير مضمونة أوصحيحة وخارجه عن نطاق التحكم.

وأوضح أستاذ العلوم والتربية في تصريحات خاصة لـ"كشكول"، إذا كنا نرى أن التربية الدينية في المدارس دورها مازال موجود ولكن لا تدرس بالطريقة التي يجب أن تدرس بها بسبب نظر الطلاب إليها على أنها مادة نجاح ورسوب ولا تضاف للمجموع، مما جعلها مهمشة بجانب أن المدرسين "بينحوا الطلاب ولا يوجد فيها رسوب إلا لمن لم يحضر الإمتحان"، موضحا من الأفضل أن ندرس المشكلات التي أدت إلى تدهور تدريس التربية الدينية في المدارس وعلاجها.

وأكد عبد العزيز، ليس الحل أن نجعلها مادة تضاف للمجموع فلو حدث ذلك سنجد هناك قطبين يسعى كل منهم بإعطاء طلاب كل ديانة الدرجات النهائية في مادته، وبالتالي ستفقد المادة وظيفتها أو المراد منها، ولكن نحتاج أن نحولها إلى مادة الهدف منها تربية طالب سوي.

وأشار إلى أن المشكلة ليست في المحتوى الذي يتم تدريسه داخل المادة ولكن في الإجراءات التي تتم على أرض الواقع لتحقيق الهدف من التربية الدينية، فمسئلة الإغاء أمر في غاية الخطورة، وأيضا لا يمكن استبدالها بمادة الأخلاق فلا يمكن أن يكون هناك خلط ما بين الدين المسيحي والدين الإسلامي فلو حدث ذلك ستخلق مشكلة في المستقبل لأن كل منهم عقيدة مختلفة، ومن الأفضل إبقاء الحال على ما هو علية ونحول المنهج بها إلى منهج سلوكي لكل مرحلة على حسب العمر لكي تعتمد على الشخصية المستهدفه منها، ولكي نربي سلوكيات صحيحة تعالج المشكلات التي يعاني منها المجتمع وذلك من خلال إبراز القدوة.

وطالب أستاذ العلوم والتربية بأن يتم اختيار المعلمين الذين يدرسون المادة من خلال تحديد شخصياتهم وانتقائهم على معاير محددة، مؤكدا أن التربية الدينية ليست مسئولية المدرسة فقط، ولكن هناك شركاء معها مثل الأسرة والإعلام، والمجتمع، فلا يمكن أن نربي تلميذ على احترام الكبير والعطف على الصغير ثم يشاهد على شاشات التليفزيون، عكس ذلك، كما يشاهد مشاجرات وأعمال بلطجة، ومشاهد تجسد البلطجي على أنه بطل، كما يستمع لألفاظ خارجة عن الإحترام، فتلك الأشياء تهدم ما يتم بنائه.