"الإذاعة المدرسية" نشاط طلابي يواجه التطرف.. هل يمكن؟!
أستاذ بجامعة الأزهر: الإذاعة المدرسية أداة فعالة ضد الإرهاب شرط الإعداد الجيد
تحتفل الأمم المتحدة في الثالث عشر من شهر فبراير كل عام، باليوم العالمي للإذاعة، لكن وقبل اختيار ذلك اليوم، لم تكن الإذاعـة مجـرد وسيلة إعلامية لإخبار الناس بما يجري أو تسليتهم أو غير ذلك من الأدوار التي تقوم بها. كما أنها لم تعـد أيضا - بعد ذلك- مجرد وسيلة إعلامية قديمة تواجه الإندثار بمحاولات متكررة لتجديد نفسها.
فهي ومع ظهور مواقع الفيديو مثل يوتيوب، استردت شيئا من كبريائها كوسيلة قوية للإعلام، وقد سمحت مواقع الفيديو بتداول الكثير من أرشيفها الذي يمثل عند كثيرين جزءا من ذكريات الماضي. خصوصا تلك الأوقات التي كانت تسبق الذهابإلى المدرسة، فهناك أجيال كاملة تتذكر هذه الصباحات التي كانوا يسمعون فيها صوت المذيع والموسيقى في برامج الراديو الصباحية بينما يرتدون ملابسهم وهم يستعدون للذهاب إلى المدرسة.
ولم تقف
الإذاعة عند حدود كونها، وسيلة إعلامية واجه مصيرها جدلا كبيرا بعد ظهور التلفزيون
والفيديو. فقد حصلت على فرصة جيدة لإعادة إحيائها عقب ظهور تطبيقات ومواقع الفيديو
على الإنترنت، وقد عاد صوت برامجها راكبا موجة الصورة ليستدعى عبر أذن المتابع
ذكرياته مع برامج الراديو.
ورغم أن قطار الاحتفال العالمي بالإذاعة يمر هذا العام على المحطة السابعة، إلا أن استنساخ تجربة الإذاعة كوسيلة إعلامية كان واسع الإنتشار في مجالات عدة ومنها "التعليم" وفي مصر طبقت تجربة الإذاعة المدرسية على نطاق واسع، مع دخول الكهرباء وظهور مكبرات الصوات واستخداماتها، حيث تطور مفهوم الطابور الصباحي المدرسي ليشمل نطاقات أوسع من مجرد تلقين نشرة تنبيهات على الطلاب. وتطورت حتى أطلق على برامـج صباحية متزامنة مع طابور الصباح "الإذاعة المدرسية" وزمنها في العادة من 15 إلى 20 دقيقة. ثم صار للإذاعة المدرسية دورا مهما تؤدية بطرق مختلفة، في توجيه الطلاب وتنشيط عقولهم وإثارة انتباهم لما يرجي منها، وأصبحت نشاطا مدرسيا مهما، تنظم له مسابقات على مستويات تتجاوز حدود المدارس التابعة لإدارة تعليمية واحدة إلى أن تصل لمستوى الجمهورية.
كانت إجابة الدكتور محمد مهني البحراوي، مدرس الصحافة بكلية الإعلام جامعة الأزهر على السؤال هي قوله: "ستكون أداة فعالة في مواجهة الإرهاب إذا ما تم استخدام الإذاعة المدرسية على النحو الأمثل من خلال إعدادها بشكل مناسب لتوعية الطلاب بأهمية مواجهة الإرهاب، وخطورته، على المجتمع بأكمله بجميع فئاته وطوائفه، فإنها تساهم بقوة في هذه المواجهة من خلال غرس قيم تسهم في تجفيف منابع الإرهاب. ويضيف الحرواي، ومن الأفضل ان تتعدد اوجه عرض تلك المعلومات من خلال تقدميها بشكل يتوافق مع طبيعة سن الطالب والمرحلة التي يدرس بها، مع الاهتمام بالأدلة الدينية والعقلية لدحض الفكر الإرهابي. ويستطرد البحراوي؛ لا يفوتنا أيضا أهمية اخد رأي الطلاب فيما يقدم لهم من خلال الاذاعة المدرسية وتعديل ذلك بما يتوافق مع أرائهم وميولهم لنستطيع جعل الاذاعة المدرسية فاعلة في مكافحة الفكر المتطرف ومساعدة للدولة في حربها ضد الارهاب ويشير البحراوي إلى ضرورة أن تكون هناك مسابقات عن مواجهة الإرهاب ودور الاسرة والمجتمع ومؤسسات الدولة في تلك المواجهة، وهي فعاليات يمكن أن يكون لنشاط الإذاعة المدرسية دورا مهما فيها.