السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

«تسمم غذائي».. جامعة المنصورة: لاحسيب ولا رقيب.. والطلاب: "بنأكل وخلاص"

جامعة المنصورة
جامعة المنصورة


في جامعة المنصورة كانت "كشكول" تخوض جولة بين المطاعم التي صممت بشكل راقي، العمال يرتدون زياً مخصصاً لكل مطعم وكافتيريا، وعشرات الطلاب يترددون عليهم بشكل لحظي، لشراء احتياجاتهم طوال اليوم الدراسي، فلم يعد يقتصر عمل تلك المطاعم على تقديم السندوتشات الخفيفة مثل الجبن والبيض بل امتد لتقديم وجبات ساخنة كاملة تشمل مشويات وخضروات.
عندما تقترب من المطاعم والكافيهات المنتشرة داخل الحرم الجامعي، تجد عشرات الطلاب يقفون في طوابير للحصول على المأكولات والمشروبات، وآخرون يجلسون على كراسي خصصت كاستراحات لهم، كما أنك لم تلحظ وجود أي من مسؤلي الرقابة يتواجدون للإشراف على هذه المطاعم والكافتيريات.

"الدستور"، أجرت جولة على بعض المطاعم الكافيهات المنتشرة داخل الحرم الجامعي بكليات جامعة المنصورة، للتعرف على وسائل الآمان ورصد شكاوى الطلاب من عدمه.

فبالقرب من كلية الطب، يقع مطعم يُسمي "Hot MIX"، على مساحة تتعدى الـ 20مترا، والذي اختص بتقديم سندوتشات المشويات كالشاورما والدجاج والكريب والميكسات وغيرها، يعمل به نحو 10 عمال، كل يختص بتجهيز نوع من أنواع السندوتشات، وأمام المطعم يصطف الطلاب للحصول على "الأوردارات الخاصة بهم" فما بين 10لـ20دقيقة تكون الطلبات جاهزة ليتناولها الطلاب، سواء بساحة المطعم أو حتى "تيك اواى"، بابتسامة صافية يستقبلهم أحد العمال، أمامه ماكينة "كاشير" لطلب الأوردر، ثم يتوجهون للداخل بإيصال لتبدأ رحلة تجهيز الوجبات.

وبدخولك للمطعم تلاحظ بعض العاملين يقومون بتدخين "السجائر"، أثناء تجهيز الوجبات والسندوتشات، كما أن العمل يسير بشكل طبيعي دون وجود أي مراقبين سواء من صحة الأغذية أو الجهات المختصة لفحص اللحوم التي يتسخدمها المطعم في إعداد الوجبات، ولا وجود لشكاوى من الطلاب لوقائع تسمم او مشاكل حدثت.

أمام المطعم يقف أحمد إبراهيم، طالب بجامعة المنصورة، ينتظر صديقه الذي طلب سندوتشات، وبالرغم من أنه يعلم تماماً عدم وجود رقابة إلا أنه يضطر لتناول السندوتشات لطول يومه الدراسي قائلا" لا توجد رقابة على المطعم ده ولا غيره، مما يُتيح لهم الحرية التامة في بيع وتداول الطعام داخل الجامعة، ورغم أن هذه المطاعم يتردد عليها آلاف الطلاب بشكل يومي، ومتواجدة داخل الحرم الجامعي، فلابد أن يكون هناك إشراف صحي علي جميع المطاعم حتى لا تتسبب في حدوث مشاكل صحية للطلاب، وذلك بسبب الطعام الذي يظل مُخزن لفترات طويلة في الثلاجات، بالإضافة إلى أن الطلاب جميعهم لا يعلمون مدى صلاحية اللحوم المستخدمة "الطلاب بتاكل وخلاص، بس محصلش مشاكل قبل كدة، بس لازم يكون في رقابة علشان ميحصلش، كل يوم بنسمع عن وقائع تسمم لطلاب في جامعات تانية، فلازم يكون فيه إجراءات احترازية".

يضيف إبراهيم، لم اعد أشتري من تلك المطاعم الموجودة بالجامعة، لعدم ثقتي في مصدر الطعام الذي يتم تجهيزه بداخلها، حيث اعتدت منذ فترة علي عمل السندوتشات الخفيفة في بيتي ، أتناولها طوال اليوم حتى أعود لسكنى، "منعت شراء الأكل من المطاعم دي خالص، وبقيت بعمل سندوتشاتي في السكن، أفضل أكل منها لحد ما أروح وبعدين أطبخ في السكن".

تتجول داخل حرم الجامعة لتجد مطعم "WNIGS" ،حيث يعمل هو الآخر على تجهيز الوجبات والسندوتشات والمشويات المختلفة، يقع على مساحة تتخطى الـ25متراً ، يعمل به نحو 12عاملاً ، تقترب منه قليلاً تجد شخصاً يرتدى زياً بلونه الأحمر، يقوم بتقطيع اللحوم الى شرائح وأحجام مختلفة، ويجهزها ليتولى آخر وضعها بـ "الشوايه"، وآخرون يقومون يقوم بتجهيز السندوتشات للطلبة.

يقول أحد العمال، الذي تحتفظ " كشكول" باسمه: "نقوم بتجهيز الطعام من الصباح الباكر حتى يكون جاهزًا للطلاب في العاشرة صباحًا، نستيقظ مبكراً لتجهيز السندوتشات والوجبات،ونعمل فى المطعم منذ سنوات طويلة، يحفظنا طلاب الكليات المختلفة ويترددون علينا بشكل كبير، "إحنا بنقوم بدري نجهز في الأكل علشان نكون مستعدين لمّا الطلبة تيجي تشتري تكون كل حاجة جاهزة منفضلش بالساعات لحد ما الأكل يستوي وبعدين نطلعه للطلبة، وأكلنا معروف وسمعتنا مشرفة أمام الطلاب، كل حاجتنا الحمد لله مضمونة".

تضيف فاطمة محمد، أحدى طالبات جامعة المنصورة، أن المطاعم الموجودة بالجامعة تفتقد لوسائل الآمان، لعدم وجود أطباء للأشراف عليها، والتأكد من صحة وسلامة الطعام الذي يتناوله الطلاب داخل الجامعة خاصة ما يخص اللحوم، "أردت ذات يوماً تناول الأكل من مطعم داخل الجامعة، فذهبت إلي مطعم يوجد بجانب كافيه "تيستي" بجوار كلية آداب ، لكنى شعرت بمغص في معدتي بعد انتهائي من أكل سندوتشي شاورما وكريب باللحمة، وعلي الفور توجهت للطبيب برفقة والدي ، وأخبرته بتناول السندوتشات، فقال لي انه سبب مرضي: "أنا روحت جبت من المطعم ده سندوتش كريب وسندوتش شاورما، ولما كلتهم تعبت جدًا وبابا خدني للدكتور علشان يكشف عليا لأن كنت بتألم من الوجع، الدكتور أول حاجة قلها ليا أنتي أكلتي إيه، فلما قولتله إني أكلت كذا وكذا قالي الأكل ده هو السبب لأنة كان فاسد، ومن بعدها مبقتش أجيب من المطعم ده وكمان صحابي مش بيجيبوا منه لأنه بالفعل أكله مش حلو".

يشتكي محمد الفولي، أحد طلاب الجامعة، من عدم الجودة الصحية داخل المطاعم، مؤكداً أن تلك المطاعم لابد من إشراف يومي عليها من قبل الصحة، للتأكد من صلاحية اللحوم والطعام المستخدم، خاصة أن المطاعم تقوم بتخزين الطعام لفترة كبيرة، مما يؤدي إلى فساده، ويتسبب في أمراض كثير للطلاب وأحياناً يؤدي الموت، "هما شاطرين في إنهم يلبسوا جونتيات في اديهم وخلاص، ويحسسونا إنهم بيعملوا حاجة كويسة والله أعلم هما ماشين جوه المطعم الزاي ولا بيجهزوا الأكل الزاي ولا بيعملوا فيه إيه أصلاً".

يتابع" أن معظم العمال داخل المطاعم يقوموا بتدخين السجائر وهم يعملون بتجهيز الطعام، مما يؤدي إلى تلوث الأطعمة حال لصق الرائحة عليها: "معظم الناس اللي بتشتغل داخل المطاعم بيشربوا سجاير وهما بيشتغلوا، ودي مصيبة لأن الدخان ده بيلوث الأكل فياريت يكون في رقابة قوية كل يوم علشان نقدر ناكل أكل كويس ميجبش أمراض وتلوثات لينا".