السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

«تسمم غذائي».. طلاب عين شمس: «مبيعش لينا كافتيريا».. والإغلاق مش حل

كشكول

«تسمم، إعياء، قئ، وسخونة»، هذا هو الحال السائد بين طلبة جامعة عين شمس فور تناولهم أي طعام من اي كافتيريا ومطعم داخل الحرم الجامعي، فانتشرت المطاعم والكافتيريات في حرم جامعة عين شمس بشكل كبير، فلا تخطو سوى مترات قليلة إلا وتجد كافتيريا أو مطعم للوجبات السريعة يقابلك، ولكن هناك ما يثير الدهشة في أمر هذه الكافيتريات والمطاعم السريعة المنتشرة في أرجاء الجامعة، فالمطاعم في جامعة عين شمس لا يتعدى على افتتاحها سوى بضعة أشهر إلا ويقوم صاحبها بإغلاقها وعرضها للبيع أو للإيجار، وهذا الأمر قد تكرر أكثر من مرة في جميع مطاعم وكافيهات جامعة عين شمس، وهذا ما توصلنا إليه بناء على حديثنا مع بعض الطلبة.

ومن هنا، قام "كشكول" بجولة ميدانية على مطاعم جامعة عين شمس، وفي طريقنا لإحدى هذه الكافتيريات تقابلنا مع هدى محسن، طالبة بالفرقة الثالثة كلية الحقوق، فقالت: سبق لي أنا وزملائي أن اشترينا طعام من إحدى مطاعم الجامعة؛ تحديدًا من مطعم اسمه "ميدو" في ساحة كلية الحقوق، بعدها تعرضنا جميعًا لحالات إعياء شديدة وتلبك معوي وكل منّا ذهب إلى المستشفى الأقرب إليه وبقي بها لأيام.

يأخذ أطراف الحديث منها محمد علي، طالب بالفرقة الثانية كلية الآداب، ويقول إنه من الغريب ألا تقوم إدارة الجامعة بأي موقف أو رد فعل تجاه هذه المطاعم والكافتيريات؛ فهي لا تتبع الشروط اللازمة لطهي الوجبات أو تخزين الطعام نفسه.

أطعمة فاسدة

"المطاعم عندنا بتقفل بسبب مشاكل وبكل بساطة نتفاجئ بأنها فتحت مرة تانية".. هذا ما قالته علياء جمال، طالبة بكلية التجارة الفرقة الثانية، وتروي ما حدث في إحدى كافتيريات الجامعة، فتقول: قبل عام أو أكثر وجدنا مطعم شهير عندنا في ساحة كلية تجارة تم إغلاقه تمامًا حتى أنه عرض هذا المكان للبيع، وسمعنا بعدها أن السبب هو وجود لحوم وأطعمة فاسدة غير صالحة للاستخدام الآدمي، وظل هذا المطعم مغلقًا لبضعة شهور فقط، ومن ثم بعدها عاود هذا المطعم وفتح مجددًا دون وجود أي عائق يمنعه، حتى أنه لم يغير اسم المكان.

مغص شديد

ولم تختلف تفاصيل ما حدث مع منى سامي، طالبة بكلية التجارة الفرقة الثالثة، عما حدث مع بقية أقرانها، فتذكر أنها اشترت من كافتيريا "صفوة" هي وزميلتها مكرونة بالصلصة، وعندما بدأوا يأكلوا شعروا بمغص شديد وتقول لم نستطع حتى أن نكمل الأكل، وقمنا بإلقاؤه في القمامة، وذهبنا إلى المحاضرة، وبعد دقائق زاد المغص بشكل غريب لنعتذر عن المحاضرة ونخرج منها لنذهب إلى منزلنا وبحلول الليل ذهبت كل واحدة منّا إلى مستشفى، وأخبرني الطبيب أني تناولت شئ ما غير نظيف وملوث، وبالفعل بدأ يظهر عليٌ أعراض التسمم ولكن سرعان ما قام الدكتور بتعليق محاليل لي وإعطائي الأدوية اللازمة.

إعياء وسخونة

أما ندى محمد، إحدى طالبات كلية الآداب بالفرقة الثالثة، تروي أنها وزميلاتها لم يأكلوا من كافتيريا الصفوة سوى مرة، وتعرضوا لحالات إعياء وسخونة وقئ أيضًا، ولم يحدث هذا بسبب نوع معين من الطعام بل قمنا بتجربة أكثر من نوع وجبة مختلفة عن الأخرى، ولا تزال الشكوى قائمة وتتكرر حالات الإعياء الشديد والمغص بيننا، هذا فضلاً عن وجود شكوى أخرى من هذه الكافتيريا وهي أننا نتعرض للمضايقات والمعاكسات بشكل مستمر من معظم الشباب الذين يعملون بها.

الاحتياط واجب

فيما حدثنا أحمد عبدالله، طالب بكلية التجارة الفرقة الرابعة، أن "سمسمة" هي الأسوء، وقرر ألا يشتري أي طعام من الجامعة مرة أخرى سوى العصائر والبسكوتات وكل ما هو مُعلب فقط، فهو دائمًا ما يشتري من المطاعم التي تحيط بساحة الجامعة من الخارج، وذلك يرجع إلى أنه منذ ما يقرب من الشهر كان قد تأخر على ميعاد المحاضرة، ولم يكن لديه الوقت الكافي ليشتري من خارج الحرم الجامعي كما هو معتاد أن يفعل كل يوم، فقرر طلب وجبة صغيرة من كافتيريا قريبة من مبنى الكلية حتى لا يتأخر على ميعاد المحاضرة، وبعدها تعرض الطالب لحالة تسمم شديدة إثر تناوله وجبة “مكرونة بالفراخ".

إغلاق فوري

وعلى الجانب الآخر، كان لنا حديث مع بعض العاملين في تلك الكافتريات؛ فإلى يسار الباب الرئيسي كانت كلية الآداب وإلى جوارها كافتريا "كوين"، التي تحدثنا فيها مع إحدى العاملات فيها عن شكوى الطلاب من رداءة الطعام في كل كافتريات الجامعة.. نظرت بدهشة ثم قالت: "لو هتبصي عاللي حذروكي من مطاعم الجامعة هنا يبقى لازم تعرفي إن أكل الشارع كله كدا".

وأخبرتنا العاملة أن مطاعم الجامعة أكثر أمانًا من أي مكان آخر خارج المنزل، فأكل الشارع بلا رقابة مثل الرقابة التي لدينا، مشيرة إلى وجود تفتيش مستمر على كافة المطاعم بالجامعة من قبل الصحة، وحملاتها تأتينا بشكل مفاجئ للاطمئنان على الطعام الذي نطهييه وكيف نتعامل معه، فمن الأساسيات التي تمر عليها الاطلاع على تواريخ صلاحية الطعام المعلب كالمشروم واللحم والفراخ، وما إذا كان هذا الطعام مغطى جيدًا أم لا، وإذا وجدت أي شائبة في إجراءات السلامة والأمان يتم إغلاق الكافتريا فورًا، تجنبًا لأي حالات تسمم.

وتركنا "الآداب" لتقودنا خطواتنا إلى "الحقوق"، حيث كافتريا "الصفوة" التي شكى منها عدد من الطلاب؛ وفيها تحدثنا مع أحد العاملين لنواجهه بكلمات الطلاب عنهم، فقال إن هناك حملات تفتيش بشكل دوري علينا فكيف يمكننا إصابة الطلبة بالتسمم إلا إذا كانت حالات فردية، قد تكون لديهم مشكلات تمنعهم من الطعام خارج المنزل، لكن الكافتريا ليست السبب بالتأكيد.

تفتيش مستمر

ويشرح العامل أن حملات التفتيش تهتم بمراقبة النظافة داخل المكان، وأن تكون سلة المهلات المجاورة لنا بها كيس ومغطاه بغطائها أيضًا ضرورة ألا يتعامل صانع الطعام بيديه بل عليها ارتداء قفازات بلاستيكية، كما يتم التشديد على مراجعة تواريخ الصلاحية، مشيرًا إلى أن تفتيش يكثر أيضًا في أيام الأجازات رغم أننا لا نحضر سوى كميات صغيرة من الطعام لعدم وجود الجمهور الأساسي لنا وهو الطلاب.

وإلى جوار "الصفوة" التقينا بصاحب كافتريا لبيع المعلبات كالمياه الغازية والبسكويت، والذي أكد أيضًا على كلمات سابقيه، فالتفتيش يكون بشكل دوري على كل قطعة داخل الكافتريا، والمراجعة الدقيقة لتاريخ صلاحية كل نوع منها، وفي حال ثبوت أي خلل فيها يصدر قرار فوري بإغلاق المكان كله.