الخميس 02 مايو 2024 الموافق 23 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
منوعات

شاهد.. طفل يتحدى "التوحد" بحفظه للتاريخ في الأقصر

كشكول

ما بين الأمل، وعقبات الإحباط، وجد الطفل معاذ البالغ من العمر 10 أعوام، نفسه محتجزاَ في عالمه الذي أسره بداخله مرض التوحد، وبين رغبة في العيش بحياة طبيعية، وبين أعراض مرضه الذي يرغمه على العزلة والإنطواء، أختار لنفسه أن يكون جنديًا، ومقاومًا متسلحًا بدعم أسرته، ومساعدته له حتي تمكن أن من يخطو إلي حياة الواقع، وإن لا يظل حبسًا بداخل نفسه.

 

وتقول هبه العربي، والدة الطفل "معاذ" أن أسرتها الصغيرة التي تعيش بمنطقة الكرنك شمال الأقصر، ولّد لها طفلًا ليكون الأبن الذكر الوحيد لثلاثة شقيقات، والذي قضي السنوات الأولي في حياته محتجزًا بداخل عالمه، غير مدرك لما يدور حوله، حتي إنه لم يكن ينصت عن سماع أسمه، ولم ينتبه إلي دعابتها له، فالتوحد كان مرضاَ مجهول الهوية، ولم يعرفه أهل الصعيد بعدّ، إلا أن أسرته لم تقف مكتوفة الأيدي، لتختار أن تنطلق في رحلة علاج طويلة تحلت خلالها بالصبر، والأمل، والعزيمة، وعدم الاستسلام.

 

وأضافت خلال حديثها لـ" الدستور" أن ضعف الإمكانيات في مواجهة المرض لم يستطع العلماء الكشف عن أسباب الإصابه به، وصعوبة حالة الطفل معاذ، لم يشكل حاجزا أمام أسرته، بل إنهم راحوا ينفقون جميع مدخراتهم من أجل علاج طفلهم، ومنذ سن مبكرة للغاية، بدأ والده في إدراك كيفية التعامل مع ملاكهم الصغير، الذي أعتبره منحه وليست محنة، وإيقنوا أن لا داء بدون دواء، وفي مرض أبنهم لم يكن العلاج أدوية وعقاقير بل كان صبرا ً وجلدّ، ومحاولات فشل منها الكثير، وساهم القليل منها في تحسن حالة طفلهم.

 

وتابعت: أن الأب لم يبخل بوقته وماله وراح ينتقل بين محافظات مصر للبحث عن أمهر الأطباء المتخصين بعلاج التوحد بينما بدأت هي في تعلم كيفية أن تلفت إنتباه طفلها الصغير وتمسك بيده وتخطو به بعيدًا عن عالمه، ليدرك طفلها إن كما للأرض شمسًا تقهر ظلامها، فالعالمه أشرقت شمس الحب لتمحوا ظلام عزلته وتعيده مجددًا للحياة.

 

وأشار إلي أن رحلة العلاج لم تكن بالسهلة، بل إن كل خطوة فيها كانت مقيدة بالكبال، فعبد أن وصل الطفل معاذ إلي عمر الثلاثة سنوات كان ولابد أن يتم دمجه مع أطفال أخرين، وذلك بحسب إرشادات طبيبه المعالج، وهنا بدأ في حضور دروس التخاطب، بالإضافة إلي إلحاقه بحضانة خاصة، كما أن والدته قامت بتعلم الكثير من دروس تعليم التخاطب، والتعامل النفسي مع مرضي التوحد من الإنترنت، حتي تساهم في علاج طفلها، وليكون علاجه النفسي مستمرًا علي مدار 24 ساعة.

 

وأوضحت أن الاستنزاف المادي للمراكز الخاصة لعلاج التوحد أصاب اسرته بالتعثرات إلا أنها لم تستسلم أبدًا، وواصلت رحلة العلاج حتي بدأت في التواصل مع أخصائيين في العلاج النفسي من خارج مصر عبر الإنترنت، ولتنجح في نهاية الأمر في تنقذ طفلها من التوحد.

 

ولفتت إلي أن أسرته باتت تطلق اسم "البطل" على ابنهم الصغير، الذي تحمل الكثير من أجل أن يخترق عالمه، ويظهر للعالم بروحًا جميلة، رقيقة، تصاحبها البسمة إينما كانت، وليظهر تميزه وعشقه للتاريخ المصري فهو يحفظ الكثير من المعلومات التاريخية، ويمكنه التعرف علي شخصيات أثرت في مجري التاريخ المصري من خلال رؤية صورهم، هذا إلي مقدرته علي التحدث بالإنجليزية، وحفظه الكثير من آيات القرآن الكريم.