الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

«الفرنسية» حائرة في نظام «شوقي» .. التعليم تطرحها كأساسي في مقرر الإعدادية بالنظام الجديد .. والمدارس الخاصة : تخبط لا يمكن قبوله .. ومدرس المادة: تلبي حاجة الانفتاح

كشكول

حالة من الجدال والتخبط أصابت القائمين علي المنظومة التعليمية جراء إعلان الوزير الدكتور طارق شوقي، عن تدريس لغة أجنبية ثانية في المرحلة الإعدادية، مرجحاً أن تكون اللغة الفرنسية الأقرب للتدريس في تلك المرحلة، في ظل توافرها كلغة للنشاط في الوقت الراهن، الأمر الذي جعل كثيرين يتساؤولون عن آليات تنفيذ القرار، وفي مقدمتهم أصحاب المدارس الخاصة الذين أكدوا أن تهميش اللغة في السابق أدي إلي إهمال الطلاب لها، وفي حال عودتها ستتطلب وقتاً ومجهوداً كبيراً وهو ما يصعب العملية التعليمية بشكل كبير ويجعلها أكثر تعقيداً.

إهمال عامين

وقال بدوي علام، نائب رئيس جمعية أصحاب المدارس الخاصة، إن قرار الوزارة بجعل مادة اللغة الفرنسية مادة نشاط علي مدار العامين الماضيين جعل هناك إهمالاً وتهميشاً من قبل الطلاب، الذين عدلوا عن اختيارها لعدم أهميتها، حيث أصبحوا يتعاملون معها كمادة ثانوية كالموسيقي والتربية الدينية والفنية لا تضاف ولا تؤثر في المجموع، وليس لها قيمة حتي في النجاح أو الرسوب.

وتابع علام، في تصريحات خاصة لـ"كشكول"، إن مدارس اللغات تواجه أزمة كبيرة، نتيجة اعتمادها للغة الفرنسية كمادة اساسية لجانب الإنجليزية، ليأتي القرار ليعطلها، وفي الوقت الراهن يريد مسؤولي التعليم العمل علي إعادتها مجدداً، ما يصعب من مهامة المعلمين وإدارات المدارس، بعدما وجد الطلاب طريقهم إلي هجرها.

الاستغناء عن معلميها

وقالت فايزة أحمد، مديرة إحدي المدارس الخاصة، إن هناك عدد من مديري المدارس لجأوا إلي الابتعاد عن تعيين مدرسي للغة باعتبارها مادة للنشاط، توفيراً للميزانية والنفقات، مؤكدة أن الوزارة مطالبة بقراءة الوضع بصورة متأنية قبل إصدار قرارات يصعب فهمها والتعامل معها خاصة في ظل عام دراسي أوشك علي الانتهاء.

وتابعت، نحن نعاني من عدم وضوح في آليات التعامل مع المناهج والنظام الدراسي، ما جعلنا اليوم أمام مشكلة مادة اللغة الفرنسية، التي لا يوجد عدد من الطلاب بالمدرسة يحرصون علي دراستها، ما دفعني إلي تقليل عدد مدرسين اللغة، واليوم سأكون مطالبة بالعمل علي استقدام جدد، للقيام بتلك المهمة.

تلبية لاحتياجات العصر

بينما قال محمد عبد العزيز، مدرس اللغة الفرنسية بإحدي المدارس الخاصة بالجيزة، إن تدريس اللغة في المرحلة الإعدادية هام جداً بالنسبة لطلاب المدارس الحكومية الذين يعانون من إهمال لتلك الأمور التي يتميز بها أقرانهم في المدارس الخاصة والدولية، مشيراً إلي أن هناك فروق فردية بين الطلاب ومن حقهم أن يتخيروا من المواد ما يناسبهم من أجل تحصيلها وإثبات كفائتهم وتنمية مهاراتهم الخاصة.

وأشار عبد العزيز لـ"كشكول" إلي أن هذا الأمر مهم للغاية،وكان يتعين تطبيقه منذ سنوات، خاصة وأن جميع دول العالم تتطلب تلك اللغات، كما أنه في ظل الانفتاح يتوجب أن يكون الطالب مدركاً لأكثر من لغة لتجعله قادراً علي مواصلة مشوار حياته خارج مصر وتلبية احتياجات سوق العمل.

وفي السياق ذاته، يهدف نظام التعليم الجديد إلي أن يكون الخريج ملبياً لتطورات العصر وسوق العمل خارج مصر وداخلها، ولذلك يركز الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، والتعليم الفني لإدخال تدريس أكثر من لغة في مناهج المدارس الحكومية، فبدلا من تدريس اللغة الإنجليزية فقط بالمرحلة الإبتدائية والإعدادية.

الفرنسية الأقرب

حيث أعلن الوزير عن تدريس لغة أجنبية ثانية، بالمرحلة الإعدادية، مرجحاً أن تكون الفرنسية هي اللغة الثانية المعتمدة في تلك المرحلة.

وبدأ "شوقي" في اتخاذ خطوات عملية لتدريس اللغة الفرنسية في المدارس الحكومية من خلال تدريب المعلمين بالتعاون مع السفارة الفرنسية والمعهد الفرنسي، مؤكداً أنه أمر مهم للغاية، مشيراً إلى مساعدة الحكومة الفرنسية، وزارة التربية والتعليم، في ترجمة كتاب الباقة متعددة التتخصصات للمدارس الفرنسية في مصر، في إطار تطبيق نظام التعليم الجديد.

وأكد الوزير، إن الهدف من استخدام اللغة هو التواصل، وهو أحد أهم أهداف نظام التعليم الجديد "تعليم 2.0"، مطالبا بتدريس اللغة الفرنسية كلغة ممارسة للتعمق في الثقافة الفرنسية، وعدم الاكتفاء بتعليم الطلاب بعض الكلمات والقواعد، لافتاً الي أن اللغة الفرنسية هي إحدى اللغات الرسمية في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، ولغة تواصل مهمة حول العالم.

بلا صلاحيات

وحاول "كشكول" التواصل مع فاطمة الزهراء عز الدين مستشار اللغة الفرنسية بوزارة التربية والتعليم، والتعليم الفني، إلا أنها رفضت التعقيب أو توضيح الخطة التى من المقرر أن تسير وفقها الوزارة لدعم تدريس اللغة الفرنسية بالمدارس.

وأشارت عزالدين، إلي أن المنوط به الحديث عن كل ما يخص المواد التى سيتم تدريسها بنظام التعليم الجديد هو الدكتور رضا حجازى رئيس قطاع التعليم العام، وفقاً لتعليمات الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم.