الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

«في يومهم العالمي» .. الجامعات تسطر دستوراً جديداً للتعامل مع ذوي الإعاقة

كشكول

تحت شعار "تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وضمان الشمول والمساواة" تحتفل الأمم المتحدة باليوم العالمي لذوي الإعاقة في الـ 3 ديسمبر من كل عام، إلا أن العام الجاري يُعد أمرًا مميزًا على صعيد جمهورية مصر العربية، التي تشهد مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي لعام 2018 لذوي الإعاقة، وبشكل أخص كانت الجامعات المصرية في رهان كبير لهؤلاء الفئة من المجتمع المصري، من أجل تطبيق كل ما حق لُطلابها وتذليل كافة العقبات.

اتفاقية تعاون 

ففي صعيد متصل، وقع الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور أشرف مرعي، المشرف العام على المجلس القومي لشئون الإعاقة، بروتوكول تعاون؛ يهدف إلى تعزير مشاركة طلاب الجامعات من ذوي الإعاقة في كافة الأنشطة الطلابية وتهيئة بيئة جامعية مناسبة لهم، بحضور الدكتور عبد الوهاب عزت رئيس جامعة عين شمس، والدكتور طايع عبد اللطيف مستشار وزير التعليم العالي للأنشطة الطلابية، وذلك بمقر جامعة عين شمس.

وأكد الوزير خلال مراسم توقيع الاتقافية على أن الوزارة تولي اهتمامًا خاصًا بأبنائها من متحدي الإعاقة لمساعدتهم على تحقيق حلمهم فى التعليم الجيد من خلال توفير كافة السبل التي تخلق لهم مناخا مناسبا خلال العملية التعليمية والبحثية والقضاء على كافة أشكال التمييز ضدهم، وذلك في إطار الإستراتيجية القومية وتنفيذًا لتوجيهات القيادة بضرورة دمج وتمكين متحدي الإعاقة.

وأضاف عبد الغفار أن المجلس الأعلى للجامعات اتخذ عدة قرارات فى الفترة الأخيرة؛ تهدف إلى توفير الرعاية الكاملة للطلاب متحدى الإعاقة ومساعدتهم على تحقيق حلمهم فى التعليم الجيد، موضحا أنه من ضمن هذه القرارات القضاء على كافة أشكال التمييز ضد متحدى الإعاقة وتأهيل أعضاء هيئة التدريس للتعامل مع الإعاقات المختلفة وتوفير المناهج المناسبة، فضلًا عن اتخاذ قرار بإنشاء مركز لدعم متحدى الإعاقة بكل الجامعات لتوفير الدعم المادى الفنى واللوجيستي للطلاب فى جميع المجالات، موضحًا أن جامعة حلوان لديها مركز التميز لخدمة الطلاب من ذوي الإعاقة.

وأضاف وزير التعليم العالي أنه تم إنشاء كليات وبرامج بجامعتي بني سويف والزقازيق؛ تهدف إلى تخريج معلمين لديهم القدرة والمهارة في التعامل مع الطلاب من ذوي الإعاقة، مشيرًا إلى موافقة مجلس الجامعات الخاصة والأهلية على توفير عدد من المنح الدراسية للطلاب من ذوي الإعاقة للدراسة بالجامعات الخاصة.

كما تنص الاتفاقية التي تستمر لمدة ثلاث سنوات على إقامة وتنظيم أنشطة للطلاب ذوي الإعاقة لدمجهم في المجتمع الجامعي، وتعظيم دور العمل التطوعي لشباب الجامعات والمعاهد العليا في تمكين الطلاب ذوي الإعاقة في مجال التعليم والأنشطة الطلابية المختلفة، بالإضافة إلى إقامة فعاليات لتوعية الشباب وتعريفهم بمفهوم وقضايا الإعاقة وفن التعامل مع ذوي الإعاقة، وإقامة ورش عمل لاكتشاف وتنمية قدرات شباب الجامعات والمعاهد من ذوي الإعاقة، فضلا عن تنظيم الدورات التثقيفية وإعداد القادة من الطلاب ذوي الإعاقة بالتعاون مع معهد إعداد القادة بحلوان، وتوفير المعلومات الخاصة بسبل الإتاحة المكانية والتكنولوجية الخاصة بالطلاب ذوي الإعاقة بما ييسر لهم فرص اشتراكهم في الأنشطة الطلابية.

كما تنص الاتفاقية على توفير فرص التدريب على إقامة المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر لشباب الجامعات من ذوي الإعاقة، والمشاركة في إجراء البحوث والدراسات وإقامة الفعاليات والمؤتمرات المشتركة المتعلقة بقضايا الإعاقة.

قُل ولا تقل

وعقد المجلس القومي لشئون الإعاقة برئاسة الدكتور أشرف مرعي عدد من ورش العمل حول تصحيح المفاهيم الدارجة في المجتمع المصري الموروثة مُنذ سنوات عديدة إلا أنها خاطئة، حيث أكد أشرف مرعي أن هناك 4 أنواع أساسية للإعاقة وهي:" السمعية، البصرية، الذهنية، النفسية"، بالإضافة إلى المرأة ذات الإعاقة، مُشيرًا إلى أن البروتوكول الموقع مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي يأتي من مبدأ الفئة الأكثر تعاملًا مع المجتمع، التي من خلالها ستساعد على تعميم المصطلحات الجديدة في مبادرة "قُل ولا تقل".

وأشار الأمين العام للمجلس إلى أن كلمة "شخص" في بداية الكلام دليل على أن الإعاقة من تداخل عوائق البيئة والسلوك مع العوامل الشخصية، وتوسط كلمة "ذو" بين كلمة شخص وكلمة إعاقة تأتي تأكيدًا على أن الإعاقة ليست لصيقة بالشخص.

وأوضح الدكتور أشرف مرعي أن من المصطلحات غير الصحيحة والتي يجب على المجتمع أن يندثرها تمامًا، وهي "عاجز، مشلول، مكسّح، كسيح، مقعد، أعرج" حول الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية، موضحًا أن تلك الكلمات الدارجة المستخدمة للتعبير عن الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية تدل على أن صفة "العجز" سمة لصيقة بالشخص وتصفه كأنه غير قادر على فعل شيء.

أما حول مصطلحات "أصم وأبكم، أطرش، أخرس"، أكد أمين المجلس أن تلك الكلمات لها دلالة عن اللامبالاة والصمت في الثقافة العامة، فيما كلمتي "أعمى، ضرير"، شدد مرعي على أن تلك الكلمات تكرس صور نمطية مرفوضة وتستخدم للدلالة على التخبط وعدم الوعي بالأمور.

وأكد الأمين العام أن مصطلحات "منغولي، متخلف، عبيط" لا يجب أن تطلق على شخص لديه متلازمة داون؛ مرجعًا سبب ذلك إلى أن متلازمة داون نسبة إلى العالم جون داون أول من وصف المتلازمة، وكذلك للشخص لديه طيف توحد لا يطلق عليه متوحد؛ مُعللًا أنه بحسب منظمة الصحة العالمية يُعرف طيف التوحد بأنه عبارة عن مجموعة من الاضطرابات المُعقدة في نمو الدماغ، وتجعل الفرد يواجه صعوبات في التفاعل مع المجتمع والتواصل معه، ومحدودية وتكرار مخزون الاهتمامات والأنشطة التي لديه.

طفرة حلوان

شهدت جامعة حلوان طفرة جديدة في مجال ذوي الإعاقة، وذلك لاحتوائها على مركز التميز لشئون الأشخاص ذوي الإعاقة، والذي يترأسه حاليًا الدكتور صابر عبد الغني، ويعود تاريخ إنشاء ذلك المركز إلى 10 سنوات مضت على يد الدكتور أشرف مرعي، الذي يُعد أول مركز للتميز بالجامعات المصرية.

ويخدم المركز المتميزين رياضيًا وعلميًا، وذلك لحصولهم الدائم على ميداليات ذهبية ومراكز متقدمة بمختلف المسابقات التي يمثلون فيها الجامعة وآخرها الدورة البارالمبية لطلاب الجامعات بالإسكندرية وأسبوع شباب الجامعات لذوي الاحتياجات الخاصة بالمنيا، كما أنه يخدم قرابة 500 طالب وطالبة من ذوي الاحتياجات الخاصة من بينهم طلاب الإعاقة الذهنية، وطلاب الدمج التعليمي، الذين ترفض قبولهم كثير من الجامعات وتقبلهم حلوان ويتواجدون بكثرة في كلية التجارة وقد نجح المركز في استصدار قرار من نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب لقبولهم بالجامعة وامتحانهم بنظام الدمج، حيث تكون أسئلة اختباراتهم عبارة عن صح وخطأ وأكمل واختر ووصل. 

جامعات 2018

شهد عام 2018، عددًا من القرارات الجديدة بالجامعات المصرية للأشخاص ذوي الإعاقة، جاء أبرزها، جامعة القاهرة، التي أتاحت برنامجًا جديدًا بالتعليم المدمج الجديد للعام الجامعي الحالي، وهو "بكالوريوس إعداد معلمي الأطفال ذوي الإعاقة العقلية".

أما جامعة عين شمس، شهد اهتمام من نوع أخر، وهووجود مركز إبصار بكلية الآداب وأخر بكلية الألسن للطلاب المكفوفين، حيث أن المجلس الأعلى للجامعات انتهج نهج بإتاحة الفرصة للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة بالالتحاق بأي كلية يتوافر بها مجموعه بالثانوية العامة بشرط تشكيل لجنة ثلاثية من أساتذة الكلية- ليس لجنة طبية- وذلك للسماح بمعرفة عما إذا كانت الإعاقة تسمح له بالدراسة في الكلية أم لا.

وكذلك دشنت كلية التجارة جامعة عين شمس وحدة لدعم الطلاب ذوي الإعاقة؛ لخلق حلقة وصل بين الطلاب من ذوي القدرات الخاصة ومختلف إدارات الكلية؛ في محاولة لدمجهم داخل المجتمع الجامعي  وتحويل ما لديهم من إعاقة إلى نقطة قوة ينطلقون من خلالها ليصبحوا جزءًا فاعلًا في محيطهم العام.

وفي جامعة حلوان، أصدرت تلك الجامعة برئاسة الدكتور ماجد نجم، رئيس الجامعة، عدة قرارات مميزة للطلاب من ذوي الإعاقة، أبرزها "إعفائهم من المصروفات الدراسية ومصروفات السكن  بالمدينة الجامعية هم ومرافقيهم، وكذلك توفير أفواج كاملة مجانية لهم بمعسكرات الجامعة المختلفة ومنها إعداد القادة والمعسكرات الصيفية، كما تم توفير دورات حاسب آلي ولغة إنجليزية بالمجان".

ومؤخرًا، وقعت وزارة التضامن مع "كلية التربية الخاصة" جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا مذكرة تفاهم؛ للتعاون في مجال تدريب طلاب الجامعة في مراكز بمراكز التأهيل التابعة للوزارة كما تقدم بموجبها الجامعة عدد من المنح في الدراسات العليا للعاملين بمراكز التأهيل.

وأكدت الدكتورة غادة والي، وزير التضامن، خلال توقيع بروتوكول التعاونضرورة الاهتمام بالأشخاص ذوى الإعاقة، والذي بدأ بالفعل مع إصدار قانون الأشخاص ذوى الإعاقة ولائحته التنفيذيه ودعت طلاب الجامعة بالاحتفال باليوم العالمي للأشخاص ذوى الإعاقة الموافق 3 ديسمبر.

إحصائيات

وفق التعداد السكاني لمصر لعام 2017 ، الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، يُقدر عدد الأشخاص الذين يُعانون من الصعوبات "بسيطة إلى المطلقة" من ذوي الإعاقة بنحو 10.67% من إجمالي عدد السكان.

وقدرت منظمة الصحة العالمية عدد الأشخاص الذين لديهم شكل من أشكال الإعاقة في العالم بأكثر من مليار شخص، أو ما يمثل 10% تقريبًا من عدد سكان العالم، ويحيى 80% منهم في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، حيث يكون الحصول على الخدمات الصحية والاجتماعية الأساسية محدودًا في أغلب الأحيان لجميع المواطنين، وأكثر وطأة بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة.