السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

سنة أولى مشرحة.. روايات مرعبة لطلاب القطاع الطبي فور نزولهم ثلاجة الموتى

أرشيفية
أرشيفية


طالب القصر العيني: نصاب بالغثيان وبعضنا يقفد وعيه
والعلاج الطبيعي: الطلاب يصابون بالاكتئاب الحاد فور نزولهم المستشفيات

تحدثت الكثير من الأفلام السينمائية عن القطاع الطبي وكيفية التعامل مع النزول الى المشرحة والمستشفيات لأول مرة، ومن هنا نذكر فيلم الراحل أحمد زكي والذي شاركت في بطولته الفنانة ليلى علوي والفنانة منى زكي (اضحك الصورة تطلع حلوة)، حيث مشهد للفنانة منى زكي داخل هذا الفيلم، والذي كان يحكي قصة طالب الطب البشري عند دخوله المشرحة لأول مرة إذ بمجرد دخولها المشرحة فقدت وعيها تماما من رهبتها وخوفها الشديد من أن ترى جثة، ولم تختلف هذه المشاهد السينمائية عن الحقيقة والواقع الذي يراه طلاب القطاع الطبي.

قال أحمد الكيلاني، الطالب بكلية طب القصر العيني، إنه لم ينم هذه الليلة مطلقاً خوفاً ورهبة مما سيراه غداً من موتى وجثث محفوظة بمادة الفورمالين.
وأضاف: "عند النزول لأول مرة نصاب بالغثيان وبعضنا يقفد وعيه وبخاصة الطالبات"،موضحًا أن سبب الشعور بالغثيان يأتي نتيجة مادة الفورمالين ومن شدة التوتر والقلق.

وتابع الكيلاني: "عندما يتذكر هذه المواقف الآن يضحك بشدة عليها، حيث أصبحوا لديهم القدرة الآن على النزول الى المشرحة ورؤية جميع أعضاء جسم الإنسان كالرئة والكبد والقلب".

وأيدت حديثه طالبة الفرقة الرابعة بكلية الطب البشري، مروة محمد، حيث أكدت أن أول يوم لها في المشرحة كان من أصعب أيام حياتها والتي لا يستطيع الدهر محوه من ذاكرتها إذ مازال يتردد صريخ صديقتها في أذنها حتى الآن، كما تتذكر مشهد الجثث التي كانت حديثة في هذا الوقت وكانت محتفظة بجميع ملامحها مما أثار الرعب في قلوبهم أكثر  فأكثر.

" قعدت أسبوع مش شايف قدامي بسبب الفورمالين" ذكر (س ع م) أن مادة الفورمالين تجعل العين تدمع وتحجب الرؤية الواضحة للأشياء وبمجرد دخول المشرحة لأول مرة تشم رائحة نفاذة تعمل على فقدان وعي بعض الطلاب لعدد من الدقائق ألا وهي مادة الفورمالين المخصصة لحفظ الجثث. أما عن زينب طالبة الفرقة الثالثة فهي لم تشعر بالخوف وذلك لأنها أًنُشأت في بيئه يكثر فيها الحديث عن المستشفيات والمشرحة فهي ابنه طبيب.

قال ( م ح م)، الطالب بكلية طب الأسنان جامعة القاهرة، إن طلاب الطب الأسنان يتعرضون لكثير من المواقف التي تجعلهم يشعرون بالقلق الشديد وذلك عند تقييم المشرف لعمل الطالب ينبغي أن تحضر الحالة التي تم إجراء الفحوصات عليها من الطالب، ولكن تكون المفاجأه الكبيره لطلاب الأسنان عندما لا يحضر هذا المريض فتضيع منهم الكثير والكثير من درجات العملي.

 أما عن اسلام محمد، الطالب بالفرقة الرابعة كلية العلاج الطبيعي جامعة القاهرة، فقال  أنه عند نزوله مستشفيات الجامعة لتأديه الجزء العملي المطالبين به ورؤيتهم للمرضى كانوا يصابون بالاكتئاب الحاد، والذي يسيطر عليهم لمدة أسبوع نظرا لتردد تلك المشاهد المؤلمة في عقولهم، ولكن مع التدريب والنزول شبه يوميا إلى المستشفيات الجامعية أصبح الأمر مألوف لهم، فبدأ تفكيرهم يتحول من الخوف والقلق إلى التركيز الشديد والتعلم من اساتذتهم، حتى يستطيعوا معالجة هؤلاء اللذين يتألمون على فراشهم.