الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

البريطانية والأمريكية و"سيناء".. بيزنس واستثمار في المصروفات الجامعية

كشكول

تمثل مصروفات جامعات الخاصة، وطريقة تطبيقها، قنبلة موقوتة، بين المجلس الأعلى للجامعات الخاصة، برئاسة الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ومجالس الأمناء بالجامعات، في ظل مطالبات مستمرة من الوزير بضرورة عدم زيادة المصروفات، في حين تؤكد الجامعات الخاصة، أن تحديدها من صميم عملها، وهـو ما يوجد صراعا دائما يتجدد سنويا.

من أسباب الصراع المتجدد، سيطرة أباطرة رجال الأعمال، على مجالس أمناء الجامعات الخاصة، وفي مقدمتهم، محمد فريد خميس، صاحب شركات النساجون الشرقيون، وحسن راتب صاحب شركات الاسمنت والسياحة، وقنوات المحور.

60 ألف جنيها الزيادة في جامعة محمد فريد خميس

ففي الجامعة البريطانية التي تعد من أهم الجامعات الخاصة في مصر، يظهر نفوذ رجل الأعمال محمد فريد خميس، الذي يرأس مجلس أمناء الجامعة، التي تؤكد إدارتها أن المصروفات من صميم عملها.

أنشئت الجأمعة البريطانية عام 2005، على مساحة 40 فدانا، برئاسة مجلس أمناء لرجـل الأعمال محمد فريد خميس، صاحب شركات النساجون الشرقيون، الذي اتجه للتعليم الخاص من خلال الجامعة البريطانية.

ومشكلة زيادة المصروفات التي تحصلها الجامعة البريطانية في الأعوام الأخيرة، متجددة ومتصاعدة، تبررها الجامعة بأن الزيادة هي مقابل ما تقدمه من خدمة تعليمية جيدة وبرامج مميزة تعليميا.

وتتراوح مصروفات الجامعة بين حـد أقصى 60 ألف جنيه لكلية الهندسة، و58 ألفا لكلية الصيدلة، والأسنان 60 ألفا، والاقتصاد والعلوم السياسية، 27 ألف جنيه.

ويعـد فريد خميس، مـن أباطرة العمل الاستثماري في مصر، وحـول اتجاهه للتعليم الخاص، مـنذ 13 عاما للتعليم، وقال إن الجامعة البريطاينة ليس هدفها الربـح، في المقام الأول، بل تقـديم خـدمة تعليمية، والارتقاء بمستوى خريجها، وبها تخصصات تبين أن المصروفات التي يدفعها الطالب، تصب فى خريج قادر على مواكبة سوق العمل ويفيد الدولة، مثل الهندسة والحاسابات والطب والصيدلة، والاقتصاد والسياسة والإعلام.

ويرى فريد خميس، أن الجامعة البريطانية تعمل في شقين، الأول تحقيق التميز، والثاني تجويد العملية التعليمية والبحثية، والتكفل بمصروفات طلاب الدراسات العليا من خريجي الجامعة بأي جامعة في مصر، واختيار الطلاب المتوفقين لاستكمال الماجستير والدكتوراة بالخارج.

وكان خميس قـد أعلن أن الجامعة تفتح أبوابها لجميع الباحثين المصريين والإفارقة والعرب، وتسخر لهم الإمكانيات. كما تقدم للطلاب الأفارقة 100 منحة دراسية. وكذلك أكثر من 20 منحة لدول حوض النيل، وكذلك للطلاب المصريين.

 حسن راتب يقرر 60 ألفا زيادة بكلية الفم والأسنان

تعد جامعة سيناء واحدة من أهم الجامعات الخاصة في مصر، وتكتسب اهميتها من تواجدها في شبه سيناء وتعد الوحيدة الموجوده فيها كجامعة خاصة ذات ويرأس مجلس أمناء الجامعة الدكتور حسن راتب. وهو المتحكم في تحديد مصروفات الجامعة وفق أهدافه منها.

ويعتبر راتب إنشاء الجامعة التي يرأس مجلس امنائها في سيناء أنها واحدة من علامات التنمية الاولى في المنطقة، ولها الأثر الأكبر في بناء إنسان ودعمه بالعلم والثقافة حتى لا يقع فريسة للإرهاب والتطرف.

وأنشئت جامعة سيناء، وفق قرار رئيس الجمهورية رقم 363 لسنة 2005، قرب مدينة العريش، حيث تبعد حوالي 8 كم من المدينة وتقع في حي المساعيد. وتبعد الجامعة عـن مدينة الإسماعيلية حوالي 160 كم وعن القاهرة حوالي 280 كم .

 ويوجد تخصصات مهمة في الجامعة، ومتنوعة بين الطب البشري والعلاج الطبيعي، والعلوم الإنسانية، والفم والأسنان، وعلوم الحاسب، مع مصروفات تترواح ، 60 ألف جنيه لكلية الفم والأسنان، كحد أقصى، و19 ألفا لكلية تكنولوجيا المعلومات.

يعتبر اتجه للتعليم في سيناء، باعتباره أح الأسلحة لمواجهة الإرهاب في هذه المدينة، حيث يلقب نفسه بأنه عاشق سيناء بصفته أول مستثمر يقيم مشروعات سياحية وصناعية على أرضها.

وعلى خليفة اهتمامه بالتعليم، وضع راتب، حجر أساس جامعـة العاصمة الدولية، بمقر العاصمة الإدراية الجديدة، على مساحة 300 فدان، في ظل قناعته الدائمة بأن التعليم شريك أساسي في التنمية بالدول.

الجامعة الأمريكية بالقاهرة.. السداد بالدولار و240 منحة للطلاب

شهدت الجامعة الأمريكية بالقاهرة، بالموسم الدراسي الماضي، 2016 -2017، تظاهرات كبيرة من الطلاب، على خلفية زيادة المصروفات الدراسية، بعد تحرير سعر الصرف من قبل الدولة.

وتظاهر الطلاب داخل الحرم الجامعي، اعتراضًا على زيادة المصروفات، مع التنديد بأن عمليات الإصلاح الاقتصادي التي نفذتها الحكومة، تسببت في ارتفاع المصروفات على الطلاب، مما دفع إلى التظاهر لحل الأزمة.

وسادت حالة من الاستياء والغضب لدى أولياء أمور طلاب الجامعة، بعد أزمة ارتفاع مصروفات الجامعة، مع التنديد بارتفاع المصروفات، وتقديم الشكاوى من لرئيس الجامعة لحل الأزمة.

وقالت رحاب سعد مسئولة الإعلام بالجامعة الأمريكية، إن الجامعة لم تقوم بزيادة المصروفات كما قال الطلاب، موضحة أن الدفعة الثانية للمصروفات تكون وفقا للمتغيرات لسعر الصرف، ووفقا لسعر البنك وفقا للمتغييرات الاقتصادية بالدولة.

وأشارت مسئولة الإعلام، إلى أن الجامعة تدعم، الطلاب من خلال المساعدات المالية وبرنامج العمل والدراسة، فضلا عن أكثر من 40 منحة للماجستير والدكتوراه تغطي مجموعة متنوعة من المجالات، من التكنولوجيا الحيوية والأعمال لعلم المصريات والتعليم.

وفي تطور وحل سريع للأزمة، أعلن فرانسيس ريتشياردوني رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة، خلال لقاءات مع مجلس الأوصياء بالجامعة، بدفع الطلاب القسط الخاص بالمصروفات، مع  ضرورة مواصلة الطلاب دراستهم ولن يسمح بالتعطل بسبب المصروفات.

وقال الدكتور عمرو سلامة مستشار الجامعة الأمريكية بالقاهرة، قبل ترك منصبه لرئاسة أمانة اتحاد الجامعات العربية، وتولي الدكتور أشرف حاتم، المنصب بدلا منه، إن الإجراءات التي نتهجتها الجامعة فيما يخص مصروفات الجامعة تدل على أنها ملتزمة بتقديم يد المساعدة في الأزمة التي نتجت عن تحرير سعر الصرف.

ووصلت الأزمة، إلى مجلس النواب، وطالب الجامعة بتوضيح الرؤية في زيادة المصروفات، بعد الشكاوي المتكررة من الطلاب وأولياء الأمور..

وشدد سلامة خلال جلسة استماع بلجنة التعليم في البرلمان، على أن الجامعة التزامت أمام طلابها الذين لا يستطيعون سداد الفرق في مصروفاتها الدراسية بعد تحرير سعر الصرف، مؤكدا أنه يتم حساب 50 % من مصروفات الجامعة بالجنيه المصري و50 % بالدولار الأمريكي أو ما يعادله بالجنيه المصري (بالنسبة للطلاب المصريين) وفقاً لسعر صرف الدولار بالبنك.

ولعلاج الازمة، أعلن مجلس الأوصياء بالجامعة الأمريكية، بعد قرار تحرير سعر صرف، تخصيص ميزانية طارئة تقدر بحوالي مليون دولار أمريكي لتغطية جميع مصروفات الطلاب الذين لم يتمكنوا من تسديد الأقساط الدراسية النهائية لفصل الخريف الدراسي.

مع رصد 5 ملايين دولار أمريكي من الموازنة الحالية مخصصة للطوارئ وذلك لتغطية التكاليف الكاملة والمتوقع أن تجميع الأسر التي ستحتاج دعماً في سداد قيمة المصروفات الإضافية غير المتوقعة بالجنيه المصري المطلوبة لموازنة المصروفات الدراسية الخاصة بالعام الحالي.

وتقدم الجامعة الأمريكية، أكثر من 80 منحة مسماة باسم مانحها، سواءً كان شخصا أو مؤسسة، كما قدمت الجامعة في العام الدراسي 2016- 2017 نحو 55 نوعا من المنح الدراسية من أجل مساعدة الطلاب في تغطية نفقات تعليمهم.

ويذكر أن أكثر من 240 طالبا بالجامعة يحصلون على منح كاملة تغطي جميع الرسوم الدراسية، كما يحصل أكثر من 50 % من الطلاب على مساعدات مالية من الجامعة، بالإضافة إلى ذلك، تقدم الجامعة الأمريكية بالقاهرة منحا دراسية ومساعدات مالية بنحو 24 مليون دولار سنويا للطلاب.