الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
جامعات

"جراحات نقل الخلايا الجذعية والنخاع" دراسة بحثية حديثة بتمريض القاهرة

الباحثة شيماء رأفقت
الباحثة شيماء رأفقت ولجنة التحكيم

كشفت دراسة بحثية حديثة أجريت على مرضى جراحات نقل الخلايا الجذعية والنخاع إن حوالى ٨٠% من الذين يجرون تلك الجراحات عرضة لمضاعفات مرضية خطيرة تصل إلى رفض الجسم الخلايا الجديدة والاكتئاب والقلق والعزلة المجتمعية، وذلك بسبب نقص معلوماتهم عما يجب عمله بعد الخروج من المستشفيات وعدم تدريب المريض على كيفية العناية بنفسه بشكل كافى بدأ من الاستعداد لإجراء الجراحة وانتهاء بمرحلة ما بعد خروجه من المستشفى أو تدريب أحد مرافقيه على العناية به.

وأشارت الدراسة التى حصلت بموجبها  الباحثة شيماء رأفت على المدرس المساعد بكلية التمريض جامعة القاهرة على  درجة الدكتوراه تحت إشراف كلا من الدكتورة خيرية أبو بكر الصاوى أستاذ التمريض بجامعة القاهرة، والدكتور جمال الدين فتحى استشارى أمراض الدم ونقل النخاع بمعهد ناصر والدكتورة هناء يسرى الأستاذ المساعد بكلية التمريض.

وتشكلت لجنة الحكم والمناقشة من الدكتورة منال مصطفى وكيل كلية تمريض القاهرة السابقة مناقشة داخليا، والدكتورة منال صلاح حسن أستاذ التمريض بجامعة عين شمس ممتحنا خارجيا.

حيث جاءت الدراسة كالآتي:

تعد عملية نقل الخلايا الجذعية كعلاج طبي يتم فيه  نقل الخلايا الجذعية إما ذاتيا (من المريض لنفسه) أو من خلال متبرع حيث تستخدم لعلاج العديد من الأمراض مثل سرطان الدم وبعض الأمراض الوراثية او المناعية وذلك باستبدال الخلايا المريضة بأخرى سليمة وصحية.

وخلافا للأنطباع السائد فزراعة الخلايا الجذعية  ليست عملية جراحية  بل هى وسيلة علاجية تتم بطريقة مشابهه لعملية نقل الدم، وعلى الرغم من أن عملية نقل الخلايا الجذعية تعطى فرصة أكبر للشفاء، إلا أنها  تتسم بأعلى قدر من المخاطر الجسمانية والنفسية والاجتماعية  للمريض وأسرته، فهى تزيد من فرصة حدوث الكثير من المضاعفات بعد الخروج  من المستشفى  مما يؤدى الى إرتفاع معدل عودة المريض للمستشفى مرة أخرى.

ومن أمثلة هذه المضاعفات الجسمانية وجود ألم أو إعياء صعب الإحتمال أو أعراض الطرد العكسى التى تنتج من نقل الخلايا الجديدة, وأخرى نفسية مثل زيادة نسبة القلق والإكتأب أو إجتماعية مثل العزلة الإجتماعية وعدم القدرة على العودة للعمل أو الدراسة، لذا فإن للفريق الطبى وخصوصا أعضاء فريق التمريض العاملين بوحدة نقل الخلايا الجذعية دور هام فى تحضير المريض وأسرته لعملية الخروج من المستشفى وتدريبه على كيفية العناية بنفسه وذلك بعمل خطة فردية لكل مريض تبدأ من اليوم الأول لدخوله للمستشفى للتأكد من سلامته بعد الخروج والعودة الى المنزل.

الهدف من الدراسة

تهدف هذه الدراسة إلى تقييم تأثير خطة الخروج على إستعداد المرضى للخروج بعد نقل الخلايا الجذعية من متبرع، ولتحقيق هذا الهدف تم تنفيذ هذه الدراسة في وحدة نقل الخلايا الجذعية بإحدى المستشفيات الحكومية بالقاهرة بعد أخذ موافقة من قبل مدير المستشفى  ومدير الوحدة  ورئيسة التمريض بوحدة نقل الخلايا الجذعية والنخاع العظمى، وتم تطبيق خطة الخروج على المرضى (عينة الدراسة) على مدى ثلاثة أشهر بداَ من منتصف شهر يناير حتى منتصف شهرإبريل للعام الميلادى 2017 اشملت العينة على ثلاثون مريضًا بعد إستيفائهم مواصفات معينة تم تحديدها من قبل الباحث وبعد شرح الهدف من الدراسة وخطوات تنفيذها وأخذ موافقة كتابية منهم على المشاركة فى البحث، تم تطبيق خطوات الدراسة على هؤلاء المرضى بعد إجراء عملية نقل الخلايا الجذعية من متبرع عن طريق إجراء إختبارات قبلية مرة واحدة بإستخدام أدوات البحث.

كما تم تطبيق خطة الخروج عن طريق إعطاء جلسات تعليمية عن العناية المنزلية بعد الخروج من المستشفى مثل تجنب إنتقال لعدوى والتغذية المناسبة والتمرينات الرياضية والعلاج والمتابعة والعلاقة الزوجية والعودة للعمل أو الدراسة عن طريق إعطائهم شرح وافى بإستخدام كتيب يحتوى على التعليمات الواجب إتباعها به صور توضيحية وفيديو عن كيفية تطبيق تمرينات معينة مثل تمرينات المدى الحركى وتمرينات التنفس.

حيث تم تقييم رضا المرضى عن الجلسات التعليمية مرتين فى نهاية الجلسات بواسطة الإستبانة المخصصة لذلك، وتم إعطاء الجلسات التعليمية مرتين بالإسبوع لمدة إسبوعين بداية من الإسبوع الثانى بعد عملية نقل الخلايا الجذعية. تم عمل إختبارات للمرضى مرة واحدة بعد تطبيق خطة الخروج  بإستخدام أدوات البحث.

 - الخطوات

- أخذ موافقة كتابية "مدير المستشفى، المرضى، رئيس وحدة نقل الخلايا الجذعية".

- مقابلة مبدئية مع المرضى قبل الزرع لمدة 10 دقائق.

- تطبيق خطة الخروج مرتين فى الإسبوع لمدة إسبوعين.

- تقييم نهائى مرة واحدة قبل الخروج من المستشفى بإستخدام أدوات البحث.

- تقييم أولى للمرضى بعد الزرع بإسبوع و قبل بدء خطة الخروج بإستخدام أدوات البحث.

- أدوات الدراسة

تم جمع بيانات الدراسة بواسطة عدد (4) ادوات تم تصميمها أو تعديلها بواسطة الباحث، وتم اختبار الصدق والثبات لها. وهى  مقسمة كما يلى:

1-           المعلومات الخاصة بالمرضى المشاركين فى الدراسة وتنقسم الى ثلاثة أجزاء كالأتى

1.1                   بيانات شخصية  مثل السن والنوع والمستوى الدراسي.... الخ.

2.1 بينات طبية مثل التشخيص و تاريخ عملية الزرع و تاريخ الخروج.

3.1                   بينات عن معلومات المرضى وتحديد الأهداف من الجلسات التعليمية و مدى الرضى عنها.

2-           استبانة  لقياس معلومات المرضى وهى مكونة من اربعة وخمسون سؤال مقسمين الى تسعة أجزاء مثل معلومات المرضى عن التحكم فى العدوى  و الغذاء و المتابعة و العلاقة الزوجية و ممارسة الرياضة .......الخ.

3-           المقياس المعدل لقياس مستوى القلق والإكتأب للمرضى. يستخدم هذا المقياس لتقييم مستوى القلق والإكتئاب للمرضى أثناء تواجدهم بالمستشفى و يتكون من أربعة عشر سؤال مقسمين إلى جزئين: الجزء الأول يتكون من سبعة أسئلة خاصة بتقييم مستوى القلق والجزء الثانى  يتكون أيضا من سبعة أسئلة تهدف الى تقييم مستوى الإكتئاب.

4-           المقياس المعدل لقياس نسبة الإعياء (بايبر), يستخدم هذا المقياس للتعرف على مدى االاعياء للمريض و يتكون من 16 سؤال منهم  (اربعة عشر سؤال من نوعية الإختيارات المتعددة وإثنين من الأسئلة المفتوحة). 

 

بعد الإنتهاء من إجراء الدراسة, تم تحليل البيانات إحصأياً باستخدام برنامج التحليل الإحصائى ( SPSS ) نسخة 20 وتم عرضها بالشكل المناسب للإجابة على إفتراضات البحث.

- نتائج الدراسة

أسفرت الدراسة عن النتائج التالية:

بالنسبة للبيانات الشخصية للمرضى, أسفرت نتائج الدراسة على أن نسبة (66.7%) من عينة البحث كانوا من الرجال (46.7%) وتتراوح أعمارهم بين 18 الى أقل من 28 سنة.

كما أسفرت الدراسة أن نسبة (63.3%) من هؤلاء المرضى متزوجين وأن (26.7%) منهم حاصلين على مؤهل جامعى. أما بالنسبة لنوع العمل فإن نسبة  (50%) منهم  يعملون أعمال خاصة وان (96.%) منهم يقيمون فى شقة من بينهم نسبه (63.3%) ممن لديهم غرفة خاصة. كما أسفرت النتائج أن نسبة (56.6%) منهم  لديهم حيوانات فى مكان المعيشة و نسبة (70%) منهم لا توجد لديهم نباتات فى مكان المعيشة.

وبالنسبة للفرض الأول للدراسة  المتعلق بمستوى الإعياء لعينة البحث بعد نقل الخلايا الجذعية من متبرع فأكثر من (80%) من المرضى أفادوا أن لديهم نسبة متوسطة من الإعياء قبل تطبيق خطة الخروج، حيث إنخفضت هذه النسبة الى (70%) بعد تطبيق خطة الخروج. بالنسبة للفرض الثانى للدراسة الخاص بقياس مستوى القلق والإكتأب للمرضى بالمستشفى، فإن أكثر من (80%) منهم ثبت أن لديهم قلق وأكثر من (60%) منهم عرضة للإصابة بالإكتئاب قبل تطبيق خطة الخروج, إنخفضت هذه النسبة الى (75%) بالنسبة لمستوى القلق والى حوالى 60 % بالنسبة لمستوى الإكتئاب بعد تطبيق خطة الخروج.  

بالنسبة للفرض الثالث للدراسة عن مستوى المعلومات للمرضى بعد نقل الخلايا الجذعية، ظهر أن جميع المرضى كان لديهم مستوى معرفى غير مرضى (أقل من 80%)  فى الإختبار ما قبل تطبيق خطة الخروج، بينما أظهر الإختبار ما بعد تطبيق خطة الخروج أن جميع المرضى لديهم مستوى معرفى مرضى (أكثر من 80%). كذلك أثبتت الدراسة عدم وجود علاقة بين مستوى القلق، الإكتئاب، والإعياء لدى المرضى وبين أعمارهم أو نوعهم أو مستواهم الدراسي بعد تطبيق خطة تطبيق خطة الخروج بعد نقل الخلايا الجذعية من متبرع.

واستنادا إلى نتائج هذه الدراسة يمكن إستتخلاص الأتى: الجمع بين الجلسات التعليمية وما يصاحبها من تمرينات التنفس والمدى الحركى من الممكن أن يكون لهم دور فعال فى تحسين الحالة النفسية (تقليل نسبة القلق أو الإكتأب) وتحسين مستوى المعلومات عن العناية الشخصية بالمنزل مما يؤدى الى نتائج أفضل للرعاية الزاتية.

المعوقات التى واجهت الباحث أثناء إجراء الدراسة

-عدم القدراة على التواصل المباشر مع المرضى وذلك لوجود عازل زجاجى أو بلاستك  بين المرضى والباحث أثناء إعطاء الجلسات التعليمية.

-صعوبة التواصل مع المرضى فى بداية الدراسة نظرا لسوء حالتهم النفسية وإحساسهم بالإعياء فى بعض الوقت.

-صعوبة التواصل مع أهالى المرضى لعدم قدرتهم الذهب للمستشفى نظرا لبعد أماكن إقامتهم ولعدم تمكنهم من رؤية مرضاهم بطريقة مباشرة أثناء الزيارة  لوجود العازل ويتم التواصل بينهم فقط عن طريق مكالمات الفيديو.

- التوصيات

في ضوء نتائج البحث وتركيزا على جودة الرعاية الصحية توصى هذه الدراسة بما يلى:

v              بالنسبة للمرضى بعد نقل الخلايا الجذعية من متبرع

-الإستمرار فى ممارسة التمرينات الرياضية بعد الخروج من المستشفى أثناء المتابعة تحت إلإشراف التمريضى والعلاج الطبيعى.

v              بالنسبة للهيئة التمريضية والفريق الصحى

-التركيز على الدور الهام لهيئة التمريض. الذين يعملون فى وحدة نقل الخلايا الجذعية بالتعاون مع القطاع الطبى لتقديم أفضل رعاية طبية للمرضى.

- تحضير المرضى الخاضعين لنقل الخلايا الجذعية من متبرع عن طريق إمدادهم بالمعلومات الكافية قبل إجراء العملية.

-إشراك أحد أفراد الأسرة من مقدمى الرعاية للمريض فى الجلسات التعليمية أثناء المتابعة حتى يساهموا فى إعطاء رعاية أفضل للمريض بعد الخروج من المستشفى

-تقييم مستوى الرضى للمرضى عن الخدمات المقدمة لهم.

-إعداد هيئة تمريضية قادرة على إعطاء عناية تمريضية متميزة لمرضى نقل الخلايا الجذعية عن طريق إعطاء ورشات عمل ودورات تدريبية متخصصة لزيادة وتحديث معلوماتهم فى هذا المجال.

-تطبيق المعايير التمريضية لرعاية المرضى بعد نقل الخلايا الجذعية من متبرع.

-تنمية معلومات الفريق الطبى وتحفيزهم على تطبيق مفهوم الرعاية الأمنة أثناء التعامل مع هؤلاء المرضى.

 

 

v              بالنسبة لوحدة نقل الخلايا الجذعية

- إمداد المرضى بكتيبات مصورة عن كيفية الرعاية التمريضية لهم بعد الخروج.

- تصميم برامج الكترونية تحتوى على شرح صوتى بإستخدام الصور خصوصا للمرضى الأميين..

- توفير انترنت بغرف المرضى لمساعدتهم للتواصل بزويهم.

-  تصميم برامج ترفيهية للمرضى فى أوقات الفراغ مثل الألعاب الإلكترونية المختلفة أو عمل مجموعة تتكون من المرضى والفريق الطبى بمختلف تخصصاته للتواصل إلكترونيا وتبادل الخبرات والنصائح والرد على أية أسئلة للمرضى تحت إشراف طبى.

-  توفير الدعم النفسى للمرضى المقبلين على زرع الخلايا الجزعية عن طريق إنشاء مكتب استشارى نفسى ملحق بالوحدة.

v              توصيات للدراسات الاخرى

-  تشجيع الهيئة التمريضية  على إجراء أنواع مختلفة من الأبحاث التمريضية فى مجال نقل الخلايا الجذعية فى إطار التمريض المبنى على الدليل.

-  تطبيق الدراسة على عينة أكبر في أماكن مختلفة من جمهورية مصر العربية؛ وذلك لتعميم النتائج.