السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

تغليظ العقوبة.. سلاح الـ«التعليم» لحماية المدرسين من الضرب

كشكول

ماجدة نصر: منع دخول أولياء الأمور للمدارس أصبح ضرورة

نقابة المعلمين: الوزارة تؤدب التلميذ بـ15 يوما راحة

خبراء: الدروس الخصوصية جعلت الطالب ينظر للمدرس على أنه تاجر


كشف مصدر مطلع عن أن وزارة التربية والتعليم تتجه لتشديد عقوبة تعدي الطلاب على المعلمين بالمدارس، لمواجهة الظاهرة التي انتشرت خلال الآونة الأخيرة، وأصبح بدء العام الدراسي موسما لها.

وأضاف المصدر، لـ«كشكول»، أن الوزارة ستُوجه كل المديريات والإدارات التعليمية على مستوى الجمهورية، بمنع دخول أولياء الأمور إلى المدارس، لذات السبب.

وقال إبراهيم شاهين، وكيل نقابة المعلمين، إن حالات الاعتداء على المعلم أصبحت كثيرة، سواء من ولى الأمر أو الطالب، مبديا استياءه من العقوبة المقررة لهذه المخالفة.

وأوضح شاهين، لـ«كشكول»: «العقوبة المقررة هي فصل الطالب 15 يوما، وفي الواقع لا تعد هذه عقوبة، بل مكافأة، فالوزارة بذلك تعطي فرصة للطالب للتفرغ للدروس الخصوصية والراحة»، مشيرًا إلى أن لائحة الانضباط المدرسي لم تُفعّل ولم تُعرض على نقابة المعلمين من الأساس، لذلك يطالبون بإعادة صياغتها من جديد.

وحول موقف وزارة التربية والتعليم، قال شاهين: «الوزارة دائما تساند المتهم وتعاقب المعلم عقوبات قاسية دون معرفة ظروفه»، مشيرا إلى أن الاعتداء على المعلمين أصبح له موسمين، هما بداية العام الدارسي، وفترة الامتحانات.

من جانبها، قالت ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم بالبرلمان، إن السبب وراء اعتداءات الطلاب وأولياء الأمور على المعلمين، هو تدهور الأخلاق، سواء داخل المدارس أو في البيوت، إضافة إلى الدور السلبي للدراما، التي تجعل الطالب المشاغب شخصية كوميدية، وتقلل من قدر المعلم.

وأضافت نصر، لـ«كشكول»، أن نظام التعليم الجديد من الممكن أن يحد من هذه الظاهرة، موضحة: «تضم مناهج النظام الجديد تعريفات عن الأخلاق والمبادئ، وعلى المدى البعيد سيتحسن الأمر».

وتابعت: «منع دخول أولياء الأمور للمدارس أصبح ضرورة، فهم يتدخلون في أمور لا تعنيهم»، مشيرة إلى ضرورة تفعيل دور الإخصائي الاجتماعي بالمدارس لأن الطالب الذي يتعدى على معلمه يعانى من خلل، ولذا تجب متابعته.

بدوره، قال الدكتور محمد كمال، أستاذ القيم والأخلاق بكلية الآداب بجامعة كفر الشيخ، إن زيادة حالات العنف خلال هذا العام، سواء بين الطلاب، أو بينهم وبين المدرسين، تعد جزءا من ظاهرة العنف وعدم احترام القانون، فهناك نزاعات فردية يظن أطرافها أنهم فوق المحاسبة.

وأضاف كمال، لـ«كشكول»، أن هذه الظاهرة سببها هو انهيار قيمة المعلم ومكانته العلمية والأدبية أمام الطلاب وأسرهم، مؤكدا أن الدروس الخصوصية ساهمت في حدوث هذه الأزمة، لأنها جعلت الطلاب ينظرون للمعلم على أنه تاجر يقدم سلعة ويحصل على ثمنها، وليس صاحب رسالة وقدوة لهم، كما أن غياب العقاب الرادع علي مخالفة القانون بشكل عام في المجتمع انعكس في المدرسة التي فقدت أهميتها كقلعة للعلم والأخلاق.