الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

«بعد ما فاتها المدينة الجامعية».. طالبات يروين معاناتهن مع «بيوت المغتربات»

كشكول

فتيات: تحكمات ذكورية تحاصرنا.. وطرق غريبة لدفع الإيجار


من أجل طلب العلم تهجر الطالبات بيوتهن بحثًا عن حلم إتمام الشهادة والنجاح في الدراسة الجامعية، وبسبب مجموع غير متوافق مع كليات مدينتهن  تضممن إلى قائمة المغتربين فتجدن أنفسهن أمام أشخاص يمتهنون تأجير منازلهم للمغتربين ولا يعرفون قيمة أخرى إلا للمال، مستغلين حاجة الطالبات في العثور على سكن مناسب بوضع قائمة شروط لا تتناسب مع فتاة في مقتبل حياتها الدراسية، وبخلاف التعامل مع الشروط المادية تجد هناك قامة أخرى من  التحكمات الذكورية لأصحاب البيوت، ما يزيد لديهن الشعور بعدم الأمان والراحة النفسية طيلة فترة اغترابهن.

 

في هذا الاطار روت طالبات معانتهن مع «بيوت المغتربات الخاصة»، وأوهام عرفتها صاحبات القصص عن المؤجرين، واغرب الشروط وطريقة دفع الإيجار.

 

حواله بريدية.. والدفع مقدمًا قبل السكن

 

الكثير من أصحاب "بيوت الطلبة الخاص"، يتبعون طريقة غريبة في دفع الايجار، عن طريق تحويل الايجار بواسطة "البوسطه"، الأمر الذي يعد من الأمور الشاقة بالنسبة لبعض الطالبات، بسبب اضطرار الطالبات للتعامل مع الروتين الحكومي والطوابير للدفع، في حين ان الدفع اليدوي أفضل- بحسب ما أكدت الفتيات.

 

أحد الطالبات المغتربات، تدعي فاطمه محمد، لم تجد سوي سكن الطالبات لتوفير المعاناه بعد ما تسبب مجموعها من الاغتراب من محافظة بور سعيد الى القاهرة لإتمام دراستها في كلية الاعلام.

اضطرت فاطمه، لاستئجار "سرير" بشقة طلبة، حيث أوضحت شروط الاستئجار، فكان عليها أن تدفع تأمين بالإضافة إلى آخر شهر بـ"التيرم الدراسي" مقدمًا، من الشروط التي يفرضها أصحاب شقق الطلبة، حتي يضمن حقه في عدم تهرب الطالبات من دفع الشهر الأخير بالدراسة.

حكاية أخري ترويها رانيا أحمد، إحدى المغتربات لمحافظة أسوان، فدراستها بجامعة أسوان دفعها إلي الاشتراك في شقة "طالبات"، فعلي الرغم أنها في مدينة أسوان المعروفة بطيبة أهلها، إلا أنها تجد الوضع مختلفًا في التعامل مع أصحاب الشقق والمستأجرين للمغتربات.

وأكدت إن جشع أصحاب الشقق أكثر صعوبة من الدراسة، مشيرة إلى أن أصحاب هذه البنايات تتعامل بأنها شقق سكنية وليست تجارية، الأمر الذي يعد تهربًا من دفع الضرائب وإتمام الإجراءات القانونية، ومع ذلك لا رحمة لدى صاحبها في السماح بالتأخير حتى ليوم واحد على دفع الإيجار.

سمر أحمد، واحدة من الطالبات التي لديها خبرة في شقق المغتربات بمنطقة بين السرايات بالجيزة، والتي تعد قلعة شقق المغتربين والمغتربات، لم تكن تحمل تكاليف مبيتها في السكن، فتوسلت لصاحب المسكن، من أجل أن يتركها بالشقة حتي يرسل إليها إيجار الشهر، ولكنه رفض، وجعلها تدفع "مبيت" عن كل ليلة تجلس فيها بالشقة.

وعن الأسعار، قالت ندي سليم، إحدى الطالبات المغتربات، بأسوان أيضًا،  إن الشقة تحتوي علي أكثر من ثلاثين فتاة، مشيرة إلى أن كل طالبة ملزمة بدفع إيجار السرير والذي يترواح ما بين 400 إلى 800 جنيه، حسب المكان، بالإضافة إلى المشاركة في دفع فواتير الكهرباء والغاز.

 

تحكمات ذكورية والتدخل في أدق التفاصيل بدافع الحفاظ على الأخلاق

 

أما هناء، طالبة بكلية تجارة جامعة عين شمس، ومغتربة من بنها، فرأت إن أزمتها كانت مع سوء معاملة مشرفات دار المغتربات التابعة لجامعة القاهرة، وذلك دفعها لرحلة مريرة من البحث عن استئجار شقة مع زملايتها، ووجدت مالك البيت يحدد شروط "ذكورية" تسيطر على مواعيد دخولها وخروجها اعتقادًا منه أنه يحافظ على سمعته وتقاليد المنطقة الشعبية

"يتدخل طيلة الوقت في أمورنا الخاصة، ويحاول معرفة تفاصيل عن الزائرين من الأقارب والأصدقاء وكأننا أمام قاضي تحقيقات وليس صاحب منزل ندفع له ثمن اقامتنا"- هذا ما تؤكده هناء.

وتوضح صباح محمود، احدى الطالبات، أن تحكمات أصحاب الشقق، من الأمور التي تتسبب في مشاكل لهن، مؤكده أن التحكمات تعدت الحدود، فبسبب تأخرها عن الساعه العاشرة مساءًا أغلق الباب في وجهها، ولم تدخل الا بتوسلات زميلاتها.