السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

«كشكول» يكشف أسرار وقائع الاعتداء الجنسى على طلاب المدارس

كشكول

احموهم

 

أسرار وقائع الاعتداء الجنسى على طلاب المدارس

خبراء: ننصح الأطفال بعدم الجلوس على فخذ أحد.. أو الموافقة على التقبيل والاحتضان

دراسات: الحوادث منتشرة فى المجتمعات البدوية والقروية وتقل فى المدن.. والتعرض لحوادث فى الصغر ليس شرطًا للإصابة بالاضطراب

 

 

 

أن تتحول باحات العلم إلى حفر فى الجحيم، تسقط فيها زهور المستقبل، ولا تخرج إلا وهى ذابلةٌ شبه فاقدة للحياة، ذلك هو التحرش الذى لم يفرق بين مدارس الطبقات المتوسطة والثرية، وبين المؤسسات الحكومية و«الإنترنشونال».

استفحلت الظاهرة خلال الفترات الماضية، كان آخرها التحرش بطفلة عمرها 9 سنوات داخل مدرسة بالسادس من أكتوبر، وسط صرخات أولياء الأمور المستغيثين بوزارة التربية والتعليم، لإنقاذهم من هؤلاء الوحوش.

«كشكول» يرصد أبرز تلك الوقائع وتداعياتها على الأطفال والمجتمع ومستقبل التعليم فى مصر، فضلًا عن طرق مكافحتها، وعلاج ضحاياها، وتأهيلهم ليعودوا للحياة من جديد.

 

1 ‪- عاملة تحرشت بريمون فى دورة مياه.. وسائق استفرد بإسراء فى الباص بعد انتهاء الحصص

انتهت الفسحة سريعًا بمدرسة السلام فى مدينة 15 مايو التابعة لمحافظة القاهرة، لملم «ريمون» طالب الصف الأول الإعدادى حاجاته سريعًا ليلحق بالحصة التالية، لكنه تفاجأ بإحدى العاملات فى المدرسة تقتاده إلى دورة مياه الطلاب، بحجة أن يقضى حاجته حتى لا يضطر لذلك مع بدء الحصة.

دورة المياه كانت فى مدخل الفناء، الطلاب جميعهم صعدوا إلى فصولهم، دخل «ريمون» وهو خائف وخلفه العاملة التى بمجرد غلق الباب بدأت فى ملامسة أجزاء حساسة من جسده.

تقول والدته: «ابنى رجع متغير وبيعيط، ولما دخلته الحمام لاقيته عمال بيتوجع وهو بيستحمى، وفى أجزاء من جسمه حمرا. شكيت فى الموضوع وسألته نفى عشان كان خايف، فخدته عند الدكتور وفعلًا أكد لى إنه تعرض للتحرش لدرجة إنه بيتبول دم».

قام الطبيب بإجراء بعض الإسعافات الأولية للطفل وكتب تقريرًا طبيًا عن الحالة. وعلى الفور ذهبت والدته إلى المدرسة لتقديم شكوى فى العاملة، بعدما اعترف لها ابنها بأنها قادته إلى دورة المياه وتحرشت به، لكن العاملة نفت.

تضيف الأم: «عملت محضر فى قسم مايو رقمه 6459، واتهمت فيه العاملة بأنها تحرشت بابنى، وتم وقفها عن العمل لكن لحد دلوقتى مصدرش ضدها أى حكم، واتحبست مرتين على ذمة القضية لكن خرجت بكفالة».

الأثر النفسى ما زال ملازمًا لـ«ريمون» الذى تم التحرش به فى تلك السن، فكما توضح والدته فإنه يقوم مفزوعًا من نومه بشكل مفاجئ، لذلك نقلته إلى مدرسة أخرى وبصعوبة بالغة تقبل الأمر وحاول التعايش مرة أخرى.

واقعة تحرش أخرى كانت لطالبة فى الصف السادس الابتدائى تلك المرة بمدرسة أبوبكر الصديق فى مدينة 15 مايو، قصّتها شقيقتها الكبرى: «مشكلة أختى إنها حساسة جدًا، وبتتكسف لأن سنها صغير، وقدمنا لها فى المدرسة دى من صغرها، واشتركت فى باص المدرسة».

تضيف: «الواقعة بدأت مع الباص اللى بيعدى عليها كل يوم عشان ياخدها المدرسة.. السواق بتاعه كان غريب وبيمد إيده على أختى كتير، ويعمل نفسه بيساعدها عشان تطلع أو تنزل، ويحط إيده عليها ويتحرش بيها».

وتواصل: «فى يوم طلب من أختى انتظاره فى المدرسة بعد انتهاء اليوم الدراسى، بدعوى أنه سيوصل الطلاب ويعود ليأخذها، فوافقت وفضلت فى المدرسة ساعة بعد انتهاء اليوم الدراسى، وجه فى الآخر خدها وفضلت معاه فى الباص لوحدها».

حينها- حسب ما ترويه شقيقتها- اندفع يقبلها ويلمس أجزاءً من جسدها، لكنه لم يصل إلى حد الاغتصاب أو هتك العرض، وقالت: «جت اليوم ده منهارة وبتعيط، ولما ضغطنا عليها اعترفت بكل اللى حصل من أول يوم لحد آخر حاجة».

تؤكد الشقيقة الكبرى أن الأسرة لم تحرر محضرًا، بل قاموا بالاعتداء على السائق وتغيير المدرسة والباص الخاص بها، مختتمة: «الواقعة أثرت فى نفسيتها جدًا، وزادت انطوائيتها وكانت رافضة تخرج من البيت، لحد ما مر وقت كتير».

 

2 ‪- طلاب الثانوى والإعدادى يستدرجون تلاميذ الابتدائى.. وأولياء أمور الضحايا: تقدمنا بشكاوى

«بابا مستنيك فى الحمام».. بهذه الكلمة حدثت كارثة فى مجمع مدارس بالحى السادس بمدينة نصر، إذ اشتكى طلاب الصف الأول الابتدائى من أن طلاب الإعدادى والثانوى يستدرجونهم فى وقت «الفسحة» إلى دورات المياه أو سطح المدرسة للتحرش بهم.

ولية أمر- فضلت عدم ذكر اسمها- قالت إنها و4 أولياء أمور آخرون اكتشفوا الواقعة عندما قال طالب فى الإعدادى لطالب فى الابتدائى: «بابا مستنيك فوق سطوح المدرسة»، وحينها بكى الطالب الأصغر قائلًا له «بابا مش بييجى المدرسة».

ولما عاد طالب الابتدائى إلى البيت قص الحكاية على أسرته. وبدورهم، سأل باقى أولياء الامور أولادهم واتضح أن الأمر تكرر مع 5 طلاب من الصف الأول الابتدائى، وبناء عليه قدموا شكوى شفهية لمديرة المرحلة الابتدائية التى أكدت أن نقص الإشراف وعجز المدرسين هو السبب فى ذلك الأمر، وطالبتهم بعدم تقديم شكوى فى وزارة التربية والتعليم حرصًا على سمعة المدرسة.

وأضافت ولية الأمر أن أولياء الأمور جمعوا من بعضهم البعض مبالغ مالية لتوفير مشرفات لـفصول الصف الأول الابتدائى، إذ تحصل المشرفة الواحدة فى الشهر على 800 جنيه مقابل أن «تأخذ بالها» من الطلاب.

وفى مدينة السادس من أكتوبر، حررت ولية أمر طالبة بالصف الثالث الابتدائى محضرًا ضد عامل بمدرسته، بعدما تحرش بابنتها، ويحمل البلاغ رقم 8707 فى قسم أول أكتوبر.

تقول «س.ع» إن العامل تحرش بابنتها يوم الإثنين الأول من أكتوبر الجارى، أثناء توقيت الانصراف من المدرسة فى الساعة الثانية والنصف ظهرًا، مشيرة إلى أن الطفلة أخبرتها بكل شىء، فذهبت فى اليوم التالى لمدير المدرسة وسردت عليه القصة لكنه أخفى العامل وأنكر تمامًا وجوده بالمدرسة.

كما أنها حررت محضرًا فى «نجدة الطفل» يحمل رقم 144431، مطالبة الجهات المعنية ووزارة التربية والتعليم بتغليظ عقوبة التحرش، وأن تصل للإعدام حال الاغتصاب الكامل، مشيرة إلى أن أغلب من يُقدم على هذه التصرفات فى المدارس هم فى الأصل عمال باليومية يسلمهم مديرو المدرسة المفتاح الخاص بها، متسائلة: «إزاى أرواح أطفال صغيرة تبقى فى إيد عامل خاصة لو كان غير أمين؟».

واعتبرت أن أغلب العقوبات الخاصة بالتحرش التى تنحصر بين 6 شهور إلى 3 سنوات غير كافٍ، خاصة أن بعضهم يخرج بكفالة، معتبرة أنه إذا كان العقاب أغلظ من هذا فسيفكر أى أحد مليون مرة قبل أن يتخذ هذه الخطوة البشعة تجاه أطفال بريئة.

 

3 ‪- مطالب بالإعدام فى الاغتصاب الكامل.. و«التربية والتعليم»: بعض الوقائع ملفقة

حسين إبراهيم، الأمين العام لنقابة المعلمين المستقلة، يقول إن التحرش موجود فى كل دول العالم وبين مختلف الطبقات الاجتماعية وفى جميع مجالات العمل.

ويربط «إبراهيم»، علاج هذه الظاهرة بوعى وثقافة المجتمع ومدى تمسكه بقيمه وأخلاقه وعادته السليمة وتقاليده القويمة التى تحث على الفضيلة وعدم الانجرار خلف الشهوات والرغبات الحيوانية التى تورد الإنسان موارد التهلكة.

ويضيف أن «التحرش موجود فى المواصلات العامة وفى مجالات العمل فى جميع المؤسسات والمدرسة جزء منها، ومن يفعل هذا الشىء إذا كان معلمًا أو عاملًا أو أى شخص آخر فهو مريض وسلوكه دنىء ومقزز».

وطالب بمعالجة المشكة بالتوعية والتثقيف والرقابة والمتابعة الجيدة والإشراف المستمر.

وعن مطالبات البعض بتغليظ العقوبة للإعدام، قال: «يعنى نطالب بإعدام اللى بيعمل كده ونسيب اللى عارف الأسباب ومش بيعالجها؟.. أعتقد إننا بكده نبقى بنظلم الجانى اللى هو المغتصب وبنسيبه دون علاج وتوعية وتثقيف ورعاية ورقابة مستمرة، وكما المجنى عليه اللى هو ضحية التحرش»، معتبرًا أن الاثنين ضحية إذا لم يتم علاج أسباب الظاهرة.

وطالبت عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، بتغليظ العقوبات ضد أى واقعة تحرش تقع فى المدارس أو خارجها، سواء من قبل طالب أو معلم أو موظف داخل المدرسة أو أشخاص من خارجها.

وأضافت، لـ«كشكول»: «يجب على إدارات المدارس توقيع أقصى عقوبة على أى متحرش داخل المدرسة، وكذلك تنظيم دوريات أمنية خارج المدرسة وفى المنطقة المحيطة بها».

وشددت على ضرورة عدم التهاون أو التسامح مع المتحرشين حتى يكونوا عبرة لغيرهم وحفاظًا على طالباتنا وحماية حريتهم الشخصية، مطالبة بتشكيل حملات للتوعية من مخاطر التحرش وتأثيره السلبى على الطالبات من الناحية النفسية والاجتماعية والعملية.

إلهام أحمد، رئيس الإدارة المركزية للمتابعة وتقويم الأداء بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، شرحت أنه إذا تم رصد حالة تحرش بأى مدرسة يتم التنسيق مع المديرية والإدارة التعليمية وإحالتها للشئون القانونية والتحقيق فيها.

وأكملت: «إذا ثبتت الواقعة يتم تنفيذ جميع العقوبات المقررة على الجانى»، مشيرة إلى أن الوزارة تلجأ إلى النيابة أيضًا فى ذلك الأمر.

لكنها استدركت: «بعض هذه الحالات يكون ملفقًا وكلامًا عشوائيًا من أجل تشويه سمعة المدرسة أو مديرها أو المنظومة نفسها، لذلك الوزارة تتحقق منها جيدًا وتستعين بطبيب نفسى وخبير اجتماعى لاحتواء الأزمة ودراسة كل جوانبها، بالإضافة إلى الاستعانة بالطب الشرعى فى الأمر».

وعن كونها ظاهرة من عدمه، قالت: «الأمر يحدث فى شوارع مصر وأوروبا أيضًا وليس فى المدارس فقط، وهذه مشاكل طبيعى أن توجد وسط ملايين الطلاب، لكن نحن نلقى الضوء فقط على الحالات الفردية».

وواصلت: «مصر متدينة سواء دينًا إسلاميًا أو مسيحيًا، وأولياء الأمور هنا يربون أولادهم جيدًا ونحن فى مجتمع شرقى بطبعه لذلك لا يمكن أن تكون ظاهرة، وفى وجود هذه الحالات الفردية يتم التعامل بكل قسوة وحزم».

واعترفت بأن ضعف الإشراف فى المدارس هو السبب الأساسى لوقوع حوادث التحرش والاغتصاب، موضحة: «نعمل على حل هذه المشكلة الآن برصد أعداد من يكونون موجودين على قوة الخدمة العامة للاستعانة بهم فى الإشراف».

 

4 ‪- خبراء نفسيون: الأرق والانعزال أعراض أولية للجريمة.. والمصارحة طريق لعلاج المضطربين جنسيًا

طالب الدكتور جمال فرويز، الاستشارى النفسى، أولياء الأمور بتقديم النصائح لأولادهم لتفادى تحولهم إلى ضحايا لحالات التحرش.

وقال فرويز، إنه يجب تنبيه الطفل عدم الذهاب مع الفراش أو السائق فى مكان بمفرده، وعليه دائمًا أن يكون وسط زملائه، مشيرًا إلى أن المتحرش دائمًا يعمل على تخويف الطفل، بقوله: «أنا هموتك أو هموت باباك أو ماماتك»، لذا يجب تنبيه الطفل لعدم الاستسلام للمتحرش بدافع الخوف.

وأضاف: «علينا أيضًا أن ننبه الطفل إلى عدم جلوسه على فخذ أحد، أو منح الموافقة على تقبيله أو احتضانه، إضافة إلى تحذيره من الاستجابة لأى شخص يقول له: تعالى معايا الحمام».

وتابع: «أغلب الأطفال يخافون من إبلاغ أولياء أمورهم حال تعرضهم للتحرش، لكن هناك علامات تبدو على الطفل يمكن من خلالها أن يعرف ولى الأمر أن طفله تعرض للتحرش، من أبرزها: اضطرابات النوم والانعزال وكراهية المدرسة، إضافة إلى ظهور حالات الرعشة فى الجسم، أو الخوف من الغرباء».

وقال إنه حال حدوث تلك الأعراض، يجب على ولى الأمر أن يناقش طفله بهدوء حتى يعرف ماذا حدث معه.

ونصح الخبير النفسى أولياء الأمور بعدم فتح باب النقاش مع أطفالهم قبل بلوغهم 5 سنوات، خاصة أن الطفل قبل هذه السن لا يحتفظ فى ذهنه بأى من هذه الأشياء.

وذكر أنه إذا كان الطفل أكبر من 5 سنوات فلا بد من التعامل مع الأمر بحكمة، علاوة على جعله يمارس الرياضة بشكل مستمر مع منحه الثقة بنفسه حتى يتجاوز الأزمة.

وتابع: «هذه الظاهرة ليست مقتصرة على مصر فقط، وهى منتشرة عالميًا، خاصة فى أوروبا، تلك القارة الأكثر تحضرًا ورقيًا، والتى ثبت أن بها نسبة كبيرة من المتحرشين بالأطفال».

وذكر أن المتحرش بصغار السن لديه اضطراب جنسى يدعى «بيدوفيليا»، وتعنى اشتهاء الأطفال، ويصيب الفقير والغنى أو المتعلم والجاهل، لذا من يمكن أن يصيب من يمتهنون مهنا يفترض بها أن تكون مصدر آمان للأطفال.

واستطرد: «هذه الرذيلة يمكن أن تصيب رجال الدين، والإخصائيين الاجتماعيين، أو المرشدين فى دور أيتام، وأحيانًا يحاول المضطربون جنسيًا إشباع رغباتهم عبر التلامس مع الأطفال».

ودلل على ذلك بقوله، «هناك شخصية عالمية فى الاتحاد الأوروبى، كرمته الملكة إليزابيث ملكة إنجلترا، وسمى أبوالأيتام، ومع ذلك رفعت ضده 300 قضية من أطفال أكدوا أنه تحرش بهم واعتدى عليهم، الأمر الذى يثبت أن الشخصية المضطربة يمكن أن تتوافر لها كل مقومات السعادة والاستقرار النفسى والتعامل السوى مع الجنس الآخر، ومع ذلك يظل يبحث عن حب أو لمسة شهوانية مع طفل».

وأشار إلى أن الدراسات أثبتت مؤخرًا أن الظاهرة تنتشر بشكل أكبر فى المجتمعات البدوية أو القروية، وتقل كلما اتجهنا للمدن، لكنها لا تتلاشى.

وحول العلاج، كشف أن الاضطرابات الجنسية ليس لها حلول جذرية، لكن يمكن توجيه سلوكيات المريض الشاذة إلى أخرى سليمة، واستغلال طاقته لحب الأطفال فى أعمال جيدة، والحد من الاضطراب كلما كانت الشخصية على استعداد للعلاج والمصارحة.

من جهتها، قالت الدكتور هناء سيف الدين، استشارى الطب النفسى وتعديل السلوك، أن دوافع المتحرش لا تكون جميعها انتقامية أو ناتجة عن التعرض لعنف مضاد فى الصغر، كما هو شائع، بل تتمثل الدوافع أحيانًا فى الحصول على المتعة اللحظية فقط.

وأضافت أن «المغتصب يحقق شهوته عن طريق إذلال ضحيته، أما المتحرش فيشبع شهوته بالكلام والتلامس، بينما كلاهما يكون ضد المجتمع والأخلاق والدين».

وذكرت أن المتحرش يكون شخصية غير سوية نفسيًا، ولديها أزمة فى الضمير أو البوصلة الموجهة للأخلاق، التى يتم زرعها فى مراحل الطفولة المبكرة، وغالبًا ما يكون هناك اختلال فى طفولته، لذا يصاب المريض بالعديد من الاضطرابات النفسية فيما بعد.